هي قصة نجاح مستمرة وملهمة دفعت المستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني للحديث عنها والإشادة بها عبر إحدى تغريداته على تويتر ، والمطالبة بتوطين الوظائف التقنية في المملكة، والذي بات أمرا غير مقنع مع وجود كوادر وطنية شابة ومؤهلة تتنافس عليها كبرى شركات التقنية في العالم .
إنها قصة الموهوب السعودي المهندس عبد الرحمن الفوزان فمن مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" بدأت قصة النجاح الملهم، مرورا بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست" ، وانتهاء في وادي سيلكون " Silicon Valley " حتى حين وتحديدا شركة فيس بوك العملاقة حيث يعمل مهندسا ..
وفي فيديو بثه مركز التواصل الحكومي التابع لوزارة الثقافة والإعلام، بدأ الفوزان مسيرته التعليمية من المنطقة الشرقية، وشعر بموهبته مبكرا ليبحث عمن يصقل ويوجه تلك الموهبة، وبعد بحث وجد ضالته في "موهبة" .
سعى الفوزان للاستفادة من برامج وأنشطة وفعاليات موهبة لصقل موهبته فقد كان محبا للابداع والابتكار والرياضيات وعلوم الحاسب، خاصة وأن رؤيتها ورسالتها تقوم على أن يصبح الموهوبون والمبدعون الرافد الأهم للوطن وازدهاره، وأن تسهم في بناء منظومة وطنية للموهبة والإبداع، وتوفر رعاية متميزة للموهوبين، ونعزز شغفهم بالعلوم والمعرفة.
وتحقق للطالب الفوزان ما أراد .. حيث بدأ مشواره في موهبة في عام 2009 بمشاركته في معرض موهبة للعلوم والهندسة، ليفوز مشروعه من بين المشروعات المشاركة وكان يحمل عَنْوَان " كاشف الحريق الذكي"وقد فتح له هذا الفوز ومن خلال موهبة باب المشاركة في معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة 2009 "INTEL ISEF 2009" الذي أقيم في مدينة رينو بولاية نيفادا الأمريكية .
وبعدها شارك مع موهبة في الأولمبياد الدولي لمشاريع الاستدامة العالمية في الطاقة والهندسة والبيئة 2010 (I-SWEEEP) الذي استضافته مدينة هيوستن الأمريكية بمشاركة 70 دولة و 43 ولاية أمريكية،ليتوج مشاركاته مع موهبة بالحصول على ميدالية فضية في مجال الهندسة.
وقد حددت موهبة الفوزان مسارها بعد صقلها وتوجيهها من خلال موهب ، فاختار دراسة مجال الحاسب الآلي في المرحلة الجامعية وبعد دراسة الثانوية العامة حصل على منحة من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية " كاوست" التي ترتبط مع موهبة بشراكة، يحصل بموجبها طلاب موهبة على منح دراسية من الجامعة العريقة.
وكانت هذه مرحلة أخرى للدفع بالموهوب عبد الرحمن الفوزان لآفاق أرحب في عالم الابتكار والابداع، فموهبة تعتمد على الأخذ بيد موهوبي الوطن واحتضانهم، للإسهام في تنمية رأس المال البشري الوطني وتطويره، وتمكين الموهوبين والمبدعين من شباب وشابات الوطن في المجالات العلمية ذات الأولوية الوطنية، وتطوير برامج اكتشافهم وتأهيلهم ورعايتهم عبر ركائز التعليم والبحث والتطوير .
وبالفعل ذهب الفوزان لدراسة علوم الحاسب والهندسة الكهربائية في جامعة MIT في الولايات المتحدة الأمريكية، وحصل على فرص تدريبية في بوسطن وألمانيا والسويد وسنغافورة، وانتهى الفوزان من دراسته الجامعية، لتتفتح مداركه على فضاء أوسع من عالم الموهبة والإبداع، فراسل شركتي فيس بوك وجوحل عملاقي الإنترنت للعمل فيهما، بسبب السمعة التي يتمتعان بها واهتماماتهم بعلوم الحاسب الآلي، وكانت المفاجأة في حصوله على عروض عمل فيهما ليختار فيس بوك.
ولن تتوقف موهبة الفوزان عن مساعيها للإسهام في نهضة الوطن تنفيذا لتوجيهات القيادة الرشيدة يحفظها الله، والإسهام في مسيرة التنمية الوطنية الشاملة وصولا إلى رؤية 2030، لتصبح المملكة منارة العلم والتقدم والرقي لغيرها من دول العالم، ولن يكون عبد الرحمن الفوزان آخر عناقيد الإبداع في الوطن الغالي، لتبقى السعودية أولا كما أكد المستشار سعود القحطاني في تغريدته .