فرحة المنجز وشفافية المسؤول

فرحة المنجز وشفافية المسؤول

ليس هناك أجمل من أن يهدي أبناءُ الوطن للوطن أفراحَه. وما قدمه أبطال منتخبنا للشباب يستحق الاحتفال والفخر؛ فهم قدّموا لنا تأهلاً لكأس العالم، وبعدها قدموا لوطنهم كأس آسيا، أدخلوا الفرحة لرياضة الوطن، وأكدوا أن الوطن لا يتوقف عن منصات التتويج والإنجازات، وبشروا بأن كرة القدم السعودية موعودة بأجيال تبني المجد لها، كل ذلك هو رسالة منتخبنا الشاب الذي يستحق أن يحتفل الوطن بهم لأنهم لم يقدّموا المنجز فقط؛ بل قدموا المستوى المشرف الذي يليق بكرة القدم السعودية وتاريخها.

ولكن دعوني أتوقف قليلاً عند شفافية المسؤول؛ فمعالي رئيس الهيئة العامة للرياضة، بعد أن بارَكَ للمنتخب وللاعبين، وعبر تغريدات له؛ قدّم درسين مهمين: الأول أنه أثنى على رئيس الهيئة العامة للرياضة السابق الأمير عبدالله بن مساعد وشارَكه فرحة المنجز والنجاح، والأمر الثاني أنه انتقد بطريقته غياب القناة الرياضية عن الحدث والمنجز؛ برغم أن القناة الرياضية تعمل تحت إشراف الهيئة العامة للرياضة؛ فلم يكابر أو يغض الطرف عن خلل في منظومة العمل لدية؛ بل قدّم درساً في الشفافية ونقد الذات، وهذه هي المسؤولية بمعانيها وأخلاقها بأن تفرح وتنتقد وتشارك الآخرين النجاح.

وسبَق في أكثر من مقال أن تحدثت عن الإعلام الرياضي، وقلت في أكثر من مرة إننا نحتاج للإعلام المسؤول الذي لا ينتظر توجيهاً أو تلميحاً ليقدم عملاً؛ فالإعلام مسؤولية استباقية يعرف الأحداث ويستعد لكل الاحتمالات، ويبادر حتى لو لم يَفُز منتخبنا بكأس آسيا؛ فهو تأهل لكأس العالم ويستحق الاحتفال في كل الحالات.

وعلى قدر ما كانت تغريدة معالي رئيس الهيئة العامة للرياضة مُفرحة لي من حيث شفافية المسؤول وحضوره الكامل لمتابعة كل الأحداث وتفاعله؛ إلا أنها أحزنتني لأن القناة الرياضية هي واجهتنا الإعلامية عبر الفضاء.

نحن اليوم نحتاج للحضور القوي لإعلامنا؛ لأننا نستعد لدخول انتخابات كرسي الرئاسة في آسيا وفي ذات الوقت نسعى لاستضافة كأس آسيا، ولدينا كل أدوات النجاح والتأثير، ولدينا التاريخ، ونسعى لنكون واجهة رياضية عالمية من خلال الكثير من الفعاليات والبطولات التي ننظمها ونسعى لتنظيمها، ولدينا قيادة تؤمن بأهمية الرياضة ودورها وتأثيرها محلياً ودولياً، وتقدم كل الإمكانيات للنهوض بها من جديد وبناء مستقبل مختلف لها؛ لذلك الإعلام حلقة مهمة في بناء النجاح وواجهة في تقديم كل ذلك ودعمه، وعلينا أن نبحث عن الإعلام المسؤول الذي يسعى لتقديم كل ما يمكن ويواكب الأحداث بمسؤولية، ونحن بشبابنا وخبراتنا وقدراتنا قادرون على ذلك ولا ينقصنا شيء.

ونختم بأن نقول: ألف مبروك للوطن قيادة وشعباً، ونبارك لكل لاعب وكل إداري وفني عَمِل في هذا المنتخب الشاب الذي قدّم لنا منجزاً مختلفاً أفرحنا به؛ فرياضتنا اليوم تنهض من جديد وتسجل تاريخاً مختلفاً على كل الأصعدة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org