زارها بعد أسبوع من تعيينه وليًّا لولي العهد.. لماذا كانت الكويت أول وجهة خارجية لمحمد بن سلمان؟

شكَّلت فصلاً مهمًّا في تواصل أجيال قيادة البلدَيْن
زارها بعد أسبوع من تعيينه وليًّا لولي العهد.. لماذا كانت الكويت أول وجهة خارجية لمحمد بن سلمان؟

استهل الأمير محمد بن سلمان أولى مهامه الخارجية بزيارة رسمية إلى دولة الكويت، وذلك بعد سبعة أيام فقط من تعيينه وليًّا لولي العهد نائبًا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء وزيرًا للدفاع رئيسًا لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في 29 إبريل عام 2015، وكان في استقباله بالمطار وقتئذ رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الصباح، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الصباح، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ خالد الجراح الصباح، ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الكويتي الفريق ركن محمد خالد الخضر، وجمع من رجال الدولة في الكويت.

مسيرة التعاون
وعقب الاستقبال عالي المستوى من كبار رجال الدولة في الكويت، وفي اليوم نفسه، استقبل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الأمير محمد بن سلمان، وبحثا معًا العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، والعمل على تعزيزها وتطويرها بما يخدم مصالحهما المشتركة، واستعرضا مسيرة التعاون لدول الخليج العربية، والعمل الخليجي المشترك، ثم عقد سلسلة من اللقاءات المهمة مع نظرائه الكويتيين.

وتصدُّر الكويت أولويات الأمير محمد بن سلمان إبان شغله منصب ولي ولي العهد نابعٌ من تقديره واعتزازه بالكويت وقيادتها وشعبها، ويأتي تعبيرًا في الوقت نفسه عن أهمية الكويت بالنسبة إلى السعودية التي تربطها بها علاقات متجذرة، تمتد لقرون.. فالعلاقات بين قادة البلدين تقوم على صلة القرابة؛ إذ ينتسب آل سعود وآل الصباح إلى قبيلة عنيزة، كما تقوم على التجانس الديني والمذهبي بين الشعبين اللذين ينتميان إلى أصول عشائرية واحدة في شبه الجزيرة العربية، إضافة إلى ميزة التواصل الجغرافي الذي جعل كلاً من السعودية والكويت عمقًا استراتيجيًّا للأخرى.

وحدة الروابط
العلاقات السعودية - الكويتية تتأسس على روابط الوحـدة الروحيـة الدينية، والوحــدة الجغرافيــة، ووحــدة التجربــة التاريخيــة، والوحــدة الاجتماعيــة والمصالح الاقتصادية؛ ما أدى إلى إرسـاء علاقـات ثنائيـة متينـة ومتميـزة بين البلدين منذ قيام الدولة السعودية الأولى عام ١٧٤٤م، والدولة السعودية الثانية، وخلال الدولة السعودية الثالثة التي بدأت بانتقال الملك عبـدالعزيز إلى الكويت وهو في الثانيـة عشـرة من عمره قبل حضور أبيه، حيث حظي مع أسـرته بحفـاوة شـيخها محمد بن صباح، وواصل العيش فيها، وتـزوج بها وهـو ابـن الخامسـة عشـرة.

وشكلت زيارة ولي العهد إلى الكويت قبل ما يزيد على ثلاث سنوات فصلاً مهمًّا في مسيرة العلاقات المتميزة بين البلدين منذ حقب طويلة، إلا أن أبرز ما حملته كان تأكيد ترابط أجيال قيادة الدولتين عبر تواصل لقاءاتهما التي مثَّل فيها الأمير محمد بن سلمان الجيل الثاني في تسلسل القيادة بعد جده الملك عبد العزيز الذي زار الكويت رسميًّا ثلاث مرات في أعوام 1910، 1915 و1936 تعبيرًا عن خصوصية النموذج الفريد الذي تمثله العلاقة بين البلدين.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org