أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ أن من الأولويات المتحتمة على وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول المجلس نشر المبادئ الإسلامية السمحة، كالوسطية والاعتدال، والدعوة إلى التحلي بالأخلاق الإسلامية الكريمة؛ كالتسامح، والرفق، والرحمة، والتعايش، بالإضافة إلى التحذير من استغلال التنظيمات والجماعات الإرهابية، للتغرير بشبابنا، ودفعهم إلى العنف، والتطرف، والإرهاب، منوهاً بالتعاون المثمر بين الوزارات المعنية بالشأن الإسلامي في تعزيز المبادئ وحماية النشء من الانحرافات والتيارات الفكرية المعادية للإسلام حقيقةً وجوهراً.
جاء ذلك في كلمة آل الشيخ في الجلسة الافتتاحية لأعمال الاجتماع السادس للوزراء المسؤولين عن الشؤون الإسلامية والأوقاف بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي عُقد اليوم الخميس الرابع من شهر ربيع الثاني 1442هـ عبر الاتصال المرئي، والذي تترأس دورته الحالية دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
وقال "آل الشيخ" في مستهل كلمته: إنه ليشرفني نقل تحيات وسلام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- وتمنياتهما لكم بالتوفيق والسداد، منوهاً بالجهود التي قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في تنظيم هذا اللقاء الافتراضي، وحسن التنظيم والترتيب من أجل إنجاحه.
وأشار إلى أن فكرة إنشاء مجلس للتعاون الخليجي جاءت -بعد فضل الله- بما رآه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي من حاجة هذه الأسرة المتكاملة إلى مجلس تناقش فيه حاجاتها وما يستجد، وترتقي فيه بشعوبها، وتدافع عنها وعن حياض بلادها؛ لما لهذه الأسرة من الاتفاق الديني والاجتماعي والثقافي والمصير، وقد صدق حدس هؤلاء القادة، وصدقوا في توجههم، فأثمر هذا التعاون ازدهارا وخيرا لبلاد هذا المجلس وشعوبه.
وأردف يقول: إننا نجتمع اليوم، ونرى مناطق من العالم تمر بظروف دقيقة، ومنها عالمنا الإسلامي، فالتطرف والإرهاب والطائفية أصبحت آفة عالمية تسعى إلى تقويض بناء الدولة الوطنية، وتمزق النسيج الاجتماعي بين فئات المجتمع، وتهدد الأمن الوطني، والأمن الإقليمي، وتؤثر على السلم والأمن الدوليين.
وأضاف "آل الشيخ": وليس خافياً ما تتعرض له دولنا اليوم من أخطار متفرقة، تعمل على النيل من سيادتها وأمنها، مما يحتم علينا جميعاً -وزراء ومسؤولين عن الشؤون الإسلامية في بلادنا- الوقوف ضد ذلك بترشيد فهم الخطاب الديني، وتوجيه الخطباء وأئمة المساجد، والدعاة والمرشدين والوعاظ، إلى حث الناس على الأخذ بالحكمة في التعامل مع مثل هذه الأحداث.
ونوه بما تضمنه الاجتماع الخامس لأعمال وزراء الأوقاف بدول المجلس، والذي عُقد على أرض سلطنة عُمان الشقيقة، من نتائج إيجابية كبيرة، حققت كثيراً مما نصبو إليه، وظهر به العمل الخليجي المشترك، وخرج بكثير من التوصيات المهمة.
وخاطب المجتمعين قائلاً: لقد أظهرت الجهود والاجتهادات الفقهية إبان أزمة كورونا ما لدى وزاراتنا من تفاعل مع كل طارئ؛ لأن ديننا صالح لكل زمان ومكان، فاجتهدت وزاراتنا بما يحقق مقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية، وصيانتها، باعتبارها واحدة من الضرورات الخمس التي جاءت الشريعة الإسلامية بحفظها مع أداء العبادة التي فرضها الله تعالى علينا، فتحقق لنا الجمع بين هذين الأمرين ولله الحمد والمنة.
وعبر آل الشيخ، في ختام كلمته، عن أمله بتحقيق المزيد من التنسيق، والتكامل في جميع الميادين، والسعي إلى تبادل البحوث، والدراسات الإسلامية بين الدول الأعضاء بما يحقق تطلعات المواطن الخليجي، سائلاً الله أن يوفق قادة دول المجلس، وأن يحفظ الجميع وأن يزيل الوباء عن جميع بلاد العالم.