اتفق عدد من الخبراء والاقتصاديين على أن صندوق الاستثمارات العامة سيقود عجلة النمو الاقتصادي السعودي خلال السنوات المقبلة، وأكدوا أن الأرقام المهمة التي أعلنها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، رئيس مجلس إدارة الصندوق، تزف بشرى سعيدة لكل السعوديين، بعدما شدد على أن الهدف الأسمى هو رفع جودة الحياة وتحقيق التنمية المستدامة.
وقال الدكتور عبدالله بن سعد الأحمري الخبير العقاري: "يحق للسعوديين أن يفرحوا بما تحقق من إنجازات على مدار السنوات القليلة الماضية التي شهدت إطلاق صندوق الاستثمارات العامة، حيث انطلق في عام 2015 باستثمارات وصلت إلى 570 مليار ريال، ورغم التحديات الكبيرة التي شهدتها الفترة الماضية، والأزمات العالمية التي عطلت الاقتصاد العالمي بأثره، إلا أن الصندوق بفضل قيادته الحكيمة، وإرادته القوية ممثلة في صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، نجح في مضاعفة أصوله ثلاث مرات تقريباً في غضون السنوات الخمس الماضية، حيث ارتفعت إلى 1.5 تريليون ريال وفق أحدث الاحصاءات، وهو ما يؤكد على أن الإستراتيجية التي أطلقها ولي العهد الأمين، تستند على إنجازات كبيرة، وتقوم على أسس قوية وإصرار كبير على مواصلة النجاح".
وأشار إلى أن الإستراتيجية الجديدة تبدو أكثر طموحاً وأقرب إلى الواقع، وتركز بكل كبير على الشراكة مع القطاع الخاص، حيث أكد أن الصندوق السيادي السعودي "ينظر للقطاع الخاص بوصفه الشريك الأهم، وبه ترتبط نجاحات متعددة لا حصر لها لإعطاء المزيد من الفرص".
وأكد أن الأرقام والإحصاءات التي جرى الإعلان عنها تؤكد براعة القيادة السعودية في ابتكار قطاعات ومجالات جديدة للاستثمار في الداخل والخارج، تنمي مكاسب الصندوق وتضاعف أصوله، مما سيعود بالنفع على الأجيال القادمة في وطننا الحبيب.
ريادة سعودية
ولفت المهندس خالد سعيد باشويعر، عضو المجلس القطاعي للتطوير العمراني ورئيس لجنة الإسكان في غرفة جدة ونائب رئيس لجنة التطوير سابقاً، إلى أن كلمات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين، تزيد من انتعاش الاقتصاد السعودي، وتزيد مساحة الأمل والتفاؤل لدى الكثيرين، في ظل التحديات الكبيرة التي يمر بها العالم.
وأشار إلى أن الأرقام التي جرى الكشف عنها دليل دامغ على نجاح صندوق الاستثمارات السعودي، بعدما رفع نسبة العائد للمساهمين إلى 8% خلال الأعوام (2018-2020)، مقارنة مع 3% للأعوام (2014-2016)، كما استحدث الصندوق 330 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة عبر استثماراته المتعددة، وبلغت قيمة الاستثمارات المحلية داخل المملكة للصندوق 311 مليار ريال، فيما شكلت الاستثمارات العالمية 20% من محفظة الصندوق، وقام الصندوق منذ بدء برنامج التحول بتأسيس وإطلاق ١٣ قطاعاً اقتصادياً وحيوياً واستراتيجياً، وكلها أرقام تكشف حجم الابتكار والإلهام الذي تعمل به القيادة الشابة وفق أعلى معايير النجاح العالمية.
وشدد على أن أحد أسرار نجاح الصندوق تتمثل في الكفاءات البشرية المميزة التي يرتكز عليها، وقال: "برهن الصندوق على أنه يسخر طاقات المملكة في اغتنام الفرص الواعدة، ويعمل على رسم مستقبل مزدهر وأكثر إشراقاً للاقتصاد السعودي، لاسيما أنه يركز بشكل أساسي على (جودة الحياة) ويهدف إلى تحقيق الرفاهية للمواطن السعودي، وتأمين مستقبله عبر استثمارات قوية، تعزز من قيمة المملكة على خارطة الاقتصادي العالمي ضمن اقوى اقتصادات الدول للعشرين وسياسياً".
إنعاش الاقتصاد
واعتبر الاقتصادي سيف الله محمد شربتلي الإستراتيجية الجديدة لصندوق الاستثمارات السعودية، أحد بشائر الخير والنمو والسعادة للشعب السعودي في بداية 2021، مؤكداً أن إعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بأن أصول صندوق الاستثمارات ستتجاوز 7.5 تريليون ريال في عام 2030، وأن أصوله ستتجاوز 4 تريليونات مع استحداث 1.8 مليون وظيفة بشكل مباشر وغير مباشر في عام 2025، والمساهمة من خلال شركاته التابعة له في الناتـج المحلي الإجمالي غير النفطي بقيمة 1.2 تريليون ريال بشكل تراكمي.. أهم وأعظم الأخبار المنعشة للاقتصاد السعودي في بداية العام الجديد.
وأوضح أن محاور الإستراتيجية الجديدة للصندوق، تقود نحو ريادة اقتصادية سعودية للمنطقة، حيث يشدد على اطلاق قطاعات جديدة، وبناء شراكات اقتصادية وتوطين التقنيات والمعرفة، مثلما شملت غاياته رسم ملامح المستقبل من خلال الابتكار، وانتقاء الفرص وتعظيم الاستثمار للحفاظ على تراث المملكة وتحقيق ازدهارها، والتطلع لآفاق الريادة في جميع المجالات، عبر تسخير جهوده لإعادة رسم القطاعات، ودفع عجلة الإبداع، وتحقيق التحول الاقتصادي في المملكة.