بعد أن تقرر تمديد مهرجان الحنيني بنسخته الثالثة لأسبوع، ارتفعت أرقام الزوّار من المنطقة كافة؛ للوقوف على هذه التظاهرة الشعبية التي تقام وسط سوق المسوكف الشعبي بعنيزة؛ أحد المواقع التراثية المعروفة بالقصيم.
ويشهد المهرجان منذ انطلاقته قبل أكثر من أسبوع حضوراً كثيفاً قدموا للتعرف على وجبة الحنيني الشعبية وشرائها، خاصة مع موجات البرد القارسة التي تعيشها عنيزة.
فالحنيني معروف بأنه فاكهة الشتاء التي تمد الجسم بالفوائد وتمنحه الدفء لما يحتويه من القمح والتمر، وبعضهم جاء للاستمتاع بالفعاليات التي تقام على هامشه وأبرزها معرض "مولد أمة" الذي كسب إعجاب الحاضرين بسبب غزارة معلوماته التاريخية التي يقدمها للزوّار وتسليطه الضوء على الإرث الشعبي، فالركن يذكّر الزوّار بتاريخ السعودية والملاحم التاريخية التي نُفذت على مدار أكثر من مائة عام مما يُعزز من روح الولاء، كما يحكي المعرض بطولة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيّب الله ثراه- ورجاله الأشاوس، ودورهم في فتح الرياض، إضافة إلى البطولات التي خاضها المؤسِّس في المدن كافة حتى وحّد البلاد تحت راية الإسلام، وذلك مع ما تعيشه السعودية اليوم من تطورات وعهد نماء ومشاريع ضخمة وقّعها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، في أثناء تشريفه القصيم أخيراً.
وقال المشرف العام علي مهرجان الحنيني الثالث محمد عبدالله الموسى: "هناك أسباب خلف قرار تمديد فترة عروض المهرجان أبرزها العدد القياسي من الزوّار الذي شهدته الفترة الأولى، ولاحظ الجميع أن السبت الماضي شهد العدد الأكبر من الزوّار، وهذا يعني أن الإقبال يتضاعف".
وأضاف الموسى: "أكّد حضور الفترة الثانية سلامة القرار، إلى جانب أن التمديد أتاح للأسر المنتجة فرصة مضاعفة بيع منتجاتهم من وجبات الحنيني وغيرها من الأكلات الشعبية".
واختتم: "السعادة تغمرنا جميعاً ونحن نرى سعادة الزوّار، ليس من داخل عنيزة فقط؛ بل من مختلف مدن منطقة القصيم ومحافظاتها والمناطق المجاورة، وهذا يعني أننا حققنا الهدف الرئيس، وهو أن يكون المهرجان نقطة جذب، وهذا ما حدث على أرض الواقع بحمد الله وفضله".
بدورها، قالت المشرفة على فعالية "مولد أمة" نهلة الجميعة: "نحن نقدم التحولات التاريخية والقفزات التي شهدتها المملكة في عهد ملوك المملكة حتى العهد الحالي، وجهودهم المبذولة، فهي مسيرة ملوك مشرفة بذلت عبر التاريخ لتنقل المملكة إلى مصاف دول العالم، وآخرها المشاركة في قمة العشرين بالأرجنتين".
وأضافت الجميعة: "وهذا يعطي دلالة على المسيرة الخالدة لعقول فذة حصدت ثمار عملها، وليصبح الوطن أحد أهم المحركات الاقتصادية في العالم وعضواً فعالاً في أسواق الطاقة، والقيادة الجديدة حريصة على دعم هذا الحراك وتعضيده بالصفقات والمشاريع وآخرها مشروع تطوير الصناعات، وهذه القفزات امتداد لمشروع وضع لبناته الأولى المؤسِّس- رحمه الله".
