قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبوزاهرة، إن الكرة الأرضية ستشهد يوم الأربعاء 14 شوال 1442 الموافق 26 مايو 2021 كسوفاً كلياً للقمر، وهو الأول من اثنين هذه السنة، وسيكون مشاهدًا بالعين المجردة في جميع أنحاء المحيط الهادئ وأجزاء من شرق آسيا واليابان وأستراليا نيوزيلندا، وغرب أمريكا الشمالية، لكنه غير مشاهد في سماء الوطن العربي.
وأشار إلى أن القمر سيعبر خلال ظل الأرض ليحدث خسوفًا ستستغرق مرحلة الكلية وقتًا قصيرًا سيبلغ 14 دقيقة و30 ثانية فقط، إلا أن مرحلة الخسوف الجزئي قبل الخسوف الكلي تستمر حوالي ساعة ونصف، وبعده ساعة ونصف أخرى، لذلك من البداية إلى النهاية سوف يستغرق القمر ما يزيد قليلاً عن 3 ساعات لعبور منطقة ظل الأرض.
ولفت إلى أنه إضافة لذلك يعتبر هذا القمر البدر أقرب قمر حضيض إلى الأرض هذا العام أو ما يعرف باسم القمر العملاق، وهذا التزامن بين الخسوف والقمر العملاق حدث آخر مرة في سبتمبر 2015.
وأضاف: "خسوف القمر الكلي يحدث عندما يتحرك القمر من الغرب إلى الشرق عبر ظل الأرض (عندها سيأخذ اللون النحاسي أو الأحمر) عند الذروة العظمى، وسيلاحظ وجود نقطة ضوئية برتقالية مائلة للحمرة براقة قرب القمر ذلك نجم قلب العقرب".
وتابع: إن مراحل الخسوف ستكون في نفس التوقيت، حيث سيبدأ القمر بالدخول إلى منطقة شبه ظل الأرض عند الساعة 11:47 صباحًا (08:47 ص بتوقيت غرينتش)، وهذه المرحلة عادة لا تكون ملاحظة لأن قرص القمر سيبقى مضاءً بالكامل.
وقال: "بعد ذلك سيبدأ الخسوف الجزئي مع بداية دخول القمر إلى منطقة ظل الأرض الخسوف الجزئي عند الساعة 12:45 بعد الظهر (09:45 ص بتوقيت غرينتش)، ويبدأ قرصه يفقد الضوء تدريجياً، وفي هذه المرحلة سوف يرى شكل ظل الأرض (المقوس) ساقطاً على القمر وهي إحدى الطرق القديمة في إثبات كروية الأرض".
ويتبع ذلك بداية الخسوف الكلي مع دخول كامل قرص القمر في ظل الأرض عند الساعة 02:11 بعد الظهر (11:11 ص بتوقيت غرينتش)، وتعتبر مرحلة الخسوف الكلي هامة بسبب الطريقة التي تحدث بها وتأثير الغلاف الجوي للأرض في تشكيلها.
وقال: "فلو أن الكرة الأرضية لا يوجد حولها غلاف جوي فإن القمر في مرحلة الخسوف الكلي سوف يكون أسود إلا أنه يتحول إلى اللون الأحمر، والسبب في ذلك إلى أشعة الشمس غير المباشرة تبقى قادرة على الوصول إلى القمر، ولكن قبل ذلك عليها المرور خلال الغلاف الجوي للأرض الذي يقوم ببعثرة معظم الطيف الأزرق وسيتبقى الطيف الأحمر والبرتقالي القاتم، إضافة لذلك يقوم الغلاف الجوي للأرض بجعل كمية من ضوء الشمس تنحني وتصل إلى القمر وتجعله مضيئاً".
وأضاف: "القمر عند خسوفه الكلي يمكن أن يأخذ اللون البني الغامق والأحمر إلى البرتقالي البراق والأصفر، وهذا يعتمد على كمية الغبار والغيوم الموجودة في الغلاف الجوي حول الأرض لذلك هذا يخضع للرصد المباشر".
وتابع: "خلال الدقائق الأولى لبداية خسوف القمر الكلي يمكن رصد ظهور لون (أخضر مزرق) على إحدى حواف القمر، والسبب في ذلك اللون أن الضوء القادم من الشمس عند عبوره أعلى طبقة الستراتوسفير يخترق طبقة الأوزون التي تمتص الضوء الأحمر، ويمر الضوء الأزرق ويصل إلى القمر، وسيتكرر ذلك في الدقائق الأولى بعد نهاية الخسوف الكلي أيضاً".
وأشار إلى أنه سيصل الخسوف الكلي ذروته العظمى عند الساعة 02:19 بعد الظهر (11:19 ص بتوقيت غرينتش)، ونظرًا لأن القمر لن يعبر مركز ظل الأرض سيلاحظ في هذا الوقت فإن الجزء الشمالي من القمر سيبدو أكثر إشراقًا من الجزء الجنوبي المغمور عميقًا في الظل.
وقال: "سينتهي الخسوف الكلي عند الساعة 02:26 بعد الظهر (11:26 ص بتوقيت غرينتش) مع بداية خروج القمر من ظل الأرض، وتبدأ المرحلة الثانية من الخسوف الجزئي والتي ستنتهي عند الساعة 03:52 عصرًا (12:52 بعد الظهر بتوقيت غرينتش)، وتعود كامل إضاءة القمر وينتهي الحدث الرئيسي".
وأضاف: "إلا أن القمر سيكون لا يزال واقعاً في منطقة شبة ظل الأرض، وهي مرحلة عادة لا تكون ملاحظة وسوف يغادرها القمر عند الساعة 4:49 عصرًا (01:49 بعد الظهر غرينتش)".
وأضاف أن "خسوف القمر الكلي سيتيح قياس لون وسطوع ظل الأرض، وبالتالي محتوى الهباء الجوي (الغاز والرماد) البركاني في طبقة الستراتوسفير، وهذا مهم علميًا، لأنه يكشف الكثير عن مناخ الأرض بناءً على لون وسطوع الخسوفات القمرية التي رصدت حديثاً، فإذا كان الخسوف مظلمًا فهو علامة على الهباء البركاني في طبقة الستراتوسفير - وهي جسيمات يمكن أن تعكس أشعة الشمس وتبرد الكوكب، وإذا كان الخسوف ساطعاً فهي علامة على أن طبقة الستراتوسفير خالية من الشوائب، فطبقة الستراتوسفير الصافية تتيح لضوء الشمس تدفئة الكوكب أسفلها".
وقال: "فعلى مدة نصف قرن ساهم انخفاض الهباء الجوي البركاني وزيادة غازات الاحتباس الحراري بشكل مساوٍ في إجمالي الاحترار العامي، والتي رصد في سجلات درجات الحرارة الموثقة بالأقمار الصناعية".
جدير بالذكر أن وصف الخسوف الكلي بالقمر الدموي أو قمر الدم المنتشر على نطاق واسع ليست تسمية علمية، ظهرت للمرة الأولى في العام 2013 برغم ذلك أصبح هذا المصطلح يستخدم عند حدوث أي خسوف كلي للقمر على نطاق واسع.