حذّر أستاذ الغدد الصماء وسكري الأطفال بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، البروفيسور عبدالمعين الآغا، من تهديد داء السكري من النمط الثاني، الذي يصيب الأطفال بسبب حالات السمنة المفرطة لدى الأطفال؛ مشددًا على ضرورة تغيير نمط حياة المجتمع لمواجهة هذا الخطر.
جاء ذلك في أعقاب استعداد القطاعات الصحية لمشاركة العالم في الاحتفال التوعوي باليوم العالمي لداء السكري، الذي يتزامن مع ميلاد العالم الكندي مخترع الأنسولين، البروفيسور بانتنج، في ١٤ نوفمبر الحالي.
وقال "الآغا": خلال السنوات الأخيرة انتشرت السمنة بشكل كبير بين فئات الأطفال والبالغين والمراهقين والشباب في جميع أنحاء العالم؛ بما في ذلك المجتمع السعودي؛ مما أدى لزيادة ظهور السكر من النمط الثاني لدى هذه الفئات العمرية، وهذا النمط لم يكن معروفًا في العقود السابقة إلا في البالغين وكبار السن؛ فالحالات الجديدة من النمط الثاني لدى الأطفال على المستوى العالمي تتراوح بين ٣- ٤ آلاف سنويًّا، وهذا يُعد أمرًا مخيفًا.. ويرجع السبب الأساسي لذلك لانتشار السمنة.
وأضاف: مخرجات دراسة علمية أجريت حول مضاعفات السمنة لدى شرائح الأطفال واليافعين البدناء من محافظة جدة، بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بالمحافظة خلال خمس سنوات شملت 387 طفلًا وطفلة، تتراوح أعمارهم ما بين 2- 18 سنة، وكانت أوزانهم زائدة عن المعدلات الطبيعية، خلُصت إلى أن زيادة الوزن كانت مرتبطة بزيادة هرمون الأنسولين بمقدار 44.7%، كما كانت نسبة المصابين بالنمط الثاني من السكر 20.2% من المشاركين، ونسبة المصابين بمتلازمة الأيض 14.2% منهم، وكانت نسبة ارتفاع الدهون الثلاثية والكوليسترول لديهم 28.5%، وفي ما يخص الفتيات البدينات؛ فقد كان لديهن تكيسات حول المبيض بنسبة 21.7%.
وأردف "الآغا": هناك العديد من الأسباب التي تؤدي للإصابة بالسمنة منها: عوامل جينية، وعوامل بيئية تشمل: (أساليب ونمط الحياة غير الصحية، وعدم ممارسة الرياضة بشكل دوري، والجلوس أمام الكمبيوتر والألعاب الإلكترونية).
وعَدّ النسب المئوية التي ظهرت في الدراسة للأطفال بمحافظة جدة، مرتفعة، ومؤشرًا خطيرًا، وقال: الدراسة خرجت بتوصيات من بينها، العودة إلى النصائح النبوية الشريفة لتغيير نمط الحياة وممارسة الرياضة بمعدل ساعة يوميًّا (3- 5 أيام أسبوعيًّا)، وتجنب الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، والتأكيد على أهمية شرب الحليب والماء، وتقنين وقت الجلوس أمام الكمبيوتر والألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل، والحد من تناول الوجبات غير الصحية، وزيادة وعي المجتمع بما يخص الآثار المترتبة على السمنة، وزيادة برامج التوعية الخاصة بذلك في وسائل الإعلام، ومعالجة هشاشة العظام، ونقص فيتامين "د"، وأيضًا قِصَر القامة إن وجدت حالة داخل الأسرة.
وقال "الآغا": داء السكري مرض مزمن يصيب الإنسان في مختلف المراحل العمرية سواء كانوا ذكورًا أو إناثًا لأسباب متعددة، ويمثل مشكلة صحية واقتصادية واجتماعية، ويُعد من الأمراض التي بلغت حد الخطورة في جميع المجتمعات العربية والعالمية؛ إذ يصيب حاليًّا أكثر من 382 مليون نسمة في جميع أنحاء العالم.
وأضاف: من المتوقع أن يكون بحلول عام 2035 نحو 592 مليون مصاب بهذا المرض؛ وذلك حسب الإحصاءات الصادرة عن الاتحاد الدولي للسكري، وعلى النظم الصحية دور كبير نحو زيادة الوعي العام حول داء السكري.