هنا "الثلاثي" الذي أجبر السعودية على تلقين كندا ومسؤوليها هذا الدرس القاسي

رسـائل واضحة من المملكة تثبت أنها ليست الدولة التي تتلقى الإملاءات وترضخ لها
هنا "الثلاثي" الذي أجبر السعودية على تلقين كندا ومسؤوليها هذا الدرس القاسي

امتزج ثلاثي "الخطأ" و"الجهل" و"الوقاحة" معاً، في بيان وزارة الخارجية الكندية، عندما وجّه انتقادات إلى الحكومة السعودية، بشأن ما سمّاه "نشطاء المجتمع المدني" الذين تمّ إيقافهم في المملكة، وحثّ البيان، السلطات في السعودية على الإفراج عنهم فوراً.

وكلف هذا الثلاثي الحكومة الكندية الكثير من الخسائر بقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الرياض إلى أجل غير مسمّى، وربما يفضي الأمر إلى عقوبات أكبر من ذلك في الفترة المقبلة.

ويتجسّد هذا الثلاثي في شخص وزيرة الخارجية الكندية، وموظفي سفارتها، وربما في الحكومة بأكملها، التي لم تعِ خصوصية المجتمع السعودي، في تطبيق شرع الله في التعاملات ومفردات الحياة اليومية، وهو ما يعزّز حتمية "التمهل" و"التروي" قبل التعامل معه بأيّ أسلوبٍ كان، فضلاً عن أن المجتمع السعودي ليس كأيّ المجتمعات الأخرى، التي ربما تتلقى الانتقادات والإملاءات الخارجية تلو الأخرى، وهي تبتسم وترحب ثم ترضخ وتستجيب، وإنما ترفض الحكومة السعودية، ومن خلفها أفراد الشعب، رفضاً تاماً، أيّ محاولة للتدخّل في الشأن الداخلي للمملكة، ويؤكّد هذا الرفض، ذلك التفاعل الكبير والضخم على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مع القرار الحازم السعودي السريع ضدّ كندا، بطرد سفيرها في الرياض، واحتل هاشتاق "#السعودية_تطرد_السفير_الكندي" المركز الأول على الترند العالمي.

الجهل الكندي، قابلته السعودية بالكثير من الحزم والصرامة، عندما أصدرت وزارة الخارجية السعودية أمس بياناً، استغربت فيه الموقف السلبي والمستغرب من كندا، وأمرت بطرد السفير الكندي في الرياض، بعدما اعتبرته شخصاً غير مرغوب فيه، وفي ذلك رسالة مباشرة إلى كندا، وغير مباشرة إلى غيرها من دول العالم، بأن المملكة لم ولن تقبل المساس بسيادتها أو التدخل في شؤونها الداخلية، وأن المملكة ليست دولة صغيرة أو مسالمة إلى الحد الذي تنتظر فيه تعليمات أو توجيهات أو حتى نصائح من كندا أو أي دولة أخرى، تبين لها ماذا يجب فعله، ويبقى أهم درس بأن للمملكة خصوصيتها وطبيعتها الرافضة لأيّ إملاءات خارجية، وأن قادة البلاد يعرفون ـ وحدهم ـ ما يجب فعله، ومتى وأين.

لقد تغافلت كندا ـ بسبب الخطأ والجهل المطبق ـ قراءة المشهد السعودي بأكمله، وأغمضت عينيها عن معرفة خصوصية هذا المشهد وخصوصية التعامل معه، والظروف المحيطة به، فلم تنظر الوزيرة إلى طبيعة المجتمع السعودي، ولم تدرك أن هذه الطبيعة، نابعة من شرع الله، الذي أنزله - جل وعلا - من فوق سبع سماوات، ولم يخبرها أحدٌ من مساعديها أو مستشاريها، بأن هذا الشرع يطبّق بحذافيره داخل المجتمع، وأن الجميع راضون ومؤمنون به، وأن أيّ محاولة لتغيير ما هو ثابتٌ في الشرع الحنيف، محكومٌ عليها بالفشل مسبقاً، لأنها تمس العقيدة والأسس والثوابت داخل النفس البشرية المسلمة، يُضاف إلى ذلك جهل الوزيرة، بما شهده المجتمع السعودي في الشهور الماضية من تطورات مجتمعية سريعة ومتلاحقة، منحت المرأة السعودية مزيداً من الحقوق والتسهيلات بما لا يخالف الشرع، لممارسة حياتها اليومية بحرية أكبر، حيث قفزت الوزيرة الكندية فوق كل هذا، ولم تنظر إلا إلى أن هناك نشطاء مجتمع مدني في المملكة تمّ إيقافهم، ويجب الإفراج الفوري عنهم.

أما الوقاحة، فتجسّدت في مفردات بيان وزارة الخارجية الكندي، الذي استفز مشاعر السعوديين، الذين رأوا أن هذا الأسلوب مرفوض جملة وتفصيلاً، وأن على المملكة أن تلقن الحكومة الكندية الدرس القاسي، بأن السعودية ليست ككل البلاد، وأن التعامل معها يجب أن يكون بحذر أكبر مما اعتقدته كندا ومسؤولوها.

هذه الوقاحة ظهرت في عبارة "الإفراج فوراً"، التي وجدت الكثير من الاستهجان والاستنكار من المواطنين السعوديين والعرب، الذين رأوا أن كندا تسعى للعب دور أكبر من حجمها وقدراتها وإمكاناتها، وبالتالي يجب استفاقتها من نومها، بطرد سفيرها في الرياض، واستدعاء السفير السعودي في كندا، وقطع العلاقات معها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org