عرضت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد لزوار جناحها بمعرض مشروعات مكة الرقمي "بناء الإنسان وتنمية المكان" الذي يقام حالياً في قبة جدة سوبر دوم غرب، التي تحتل المرتبة الأولى كأكبر قبة بلا أعمدة في العالم، على أكبر مشروع نفذته لمعالجة وتطوير وتحديث أنظمة التكييف وتنقية الهواء في مسجدي نمرة والخيف بمنطقة المشاعر المقدسة، التي نفذتها الوزارة في إطار الجهود الكبيرة التي نفذتها بكوادر سعودية للتيسير على الحجاج وتوفير كل أسباب الراحة لهم، تحقيقاً لرؤى وتطلعات القيادة الرشيدة - أيدها الله -.
وفي التفاصيل، شاهد زوار جناح الشؤون الإسلامية شرحاً موجزاً عن المشروع حيث كان نظام التكييف والتهوية في كل من مسجدي نمرة والخيف خلال الـ40 عاماً السابقة على أجهزة التكييف المنفصل "الطراز الدولابي والسقفي", والتي تعمل على تكييف الهواء داخل المسجد بدون تجديده بهواء نقي من الخارج، إضافة إلى انخفاض وضعف كفاءة التكييف نتيجة لتهالك الأجهزة وزيادة أعداد الحجيج داخل حرم المسجدين، مما يسبب في انخفاض نسبة الأكسجين داخل المسجد.
وقامت وزارة الشؤون الإسلامية بعمل دراسة فنية متكاملة للمشروع لإيجاد حلول جذرية لأنظمة التكييف والتهوية، حيث أعيد حساب الأحمال الحرارية ومعدل تغيير الهواء المطلوب لكامل حجم المسجدين باستخدام أحدث برامج التكييف والتهوية الحاسوبية وفقاً للمواصفات والمقاييس العالمية، مع عدم المساس بالهيكل الإنشائي للمسجدين، ومراعاة التكاليف المالية بإنتاج حلول جذرية تتناسب مع المشكلة وتلبي الاحتياجات.
وتلخصت الدراسة في محورين أساسيين "المحور الأول" الاستفادة من التكييف القائم قدر المستطاع، وتدعيمه بوحدات تكييف جديدة ذات كفاءة تبريد أعلى من نفس الطراز "دولابي وسقفي" بقدرة تبريدية تتجاوز 3540 طناً تبريدياً، وتمتاز وحدات التكييف المنفصل الحديثة بكفاءة عالية لتوفير الطاقة, حيث إن وحدة التكييف القديمة تستهلك 40 أمبيراً، ووحدة التكييف الحديثة تستهلك 14 أمبيراً.
أما "المحور الثاني" فهو إضافة وحدات لتكييف ومعالجة الهواء تقوم بضخ هواء نقي من خارج المسجد "بدون إعادة تدوير الهواء الراجع من داخل المسجد", وذلك للمحافظة على نسبة الأكسجين المطلوبة مع زيادة كفاءة التبريد للمسجدين بقدرة تبريدية تتجاوز 3650 طناً تبريدياً، وتدعيمه بنظام طرد ميكانيكي للهواء, لكي يتم تأمين دخول الهواء النقي عن طريق وحدات معالجة الهواء، وخروج الهواء عن طريق مراوح الطرد، مما يضمن عملية تغيير مستمرة للهواء داخل المسجدين.
وتم تصميم أجهزة تبريد ومعالجة الهواء النقي المركزية وتصنيعها بكبرى شركات التكييف والتهوية العالمية بشكل خاص يختلف عن أنواع التكييف التقليدية المطروحة في الأسواق المحلية بحيث تكون متماشية وملائمة للوضع الإنشائي للمسجدين، دون الحاجة إلى عمليات تكسير أو تخريم تستوجب معالجات مستقبلاً.
وشملت عملية التطوير ضخ مليون وثلاثمائة وخمسين قدماً مكعباً في الدقيقة، وسحب 70% عن طريق مراوح الطرد، و30% عن طريق المداخل والأبواب، وبهذا تم إعداد حل جذري للمشكلة بفضل الله تعالى، مع تجاوز التحديات التي واجهت المشروع التي تمثلت في ضرورة الاستفادة منه خلال موسم حج 1440هـ مع ضيق الوقت لإنجاز ذلك دون زيادة التكاليف المالية، وقد تم تجاوز ذلك بعمل خطة تنفيذ متوازية وتنسيق محكم مع مواصلة العمل وتكثيفه.
وتضمن المشروع تركيب عدد 60 وحدة تكييف مركزية تنتج هواءً نقياً 100% وعدد 122 مروحة طرد للهواء غير النقي بقدرة تكفي لتغيير الهواء مرتين في الساعة، وعدد 494 وحدة تكييف منفصل دولابي، أما في مسجد الخيف فقد تم تركيب عدد 13 وحدة تكييف مركزية تنتج هواء نقياً 100%، وعدد 30 مروحة طرد للهواء غير النقي بقدرة تكفي لتغيير الهواء مرتين في الساعة، وعدد 214 وحدة تكييف منفصل سقفي.
يشار إلى أن هذا المشروع الذي نفذته الوزارة يأتي انطلاقاً من رؤية المملكة 2030، وبتوجيهات ومتابعة من الوزير الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، الذي يحرص دائماً على تحقيق التميز في الخدمات المقدمة لبيوت الله ومختلف مرافقها وفق معايير الجودة والمواصفات التي تخدم بيوت الله في إطار رسالة الوزارة المنبثقة من رسالة المملكة.
وفي سياق متصل، أثنى زوار جناح الشؤون الإسلامية في تصريحاتهم على جهود القيادة الرشيدة في دعم كل المشاريع التي تخدم ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين، كما أشادوا بجهود إمارة منطقة مكة المكرمة على تسليطها الضوء على دعم قيادة المملكة بمتابعة أمير مكة وسمو نائبه ودور الجهات الحكومية التي ساهمت في بناء الإنسان وتنمية المكان، فيما أكد اللاعب مبروك زايد أن المعرض حقق أحد محاور رؤية المملكة 2030 وهو التحول الرقمي.