تحذيرات للطلبة المبتعثين..!!

تحذيرات للطلبة المبتعثين..!!

الدراسة في الخارج "الابتعاث" هي استثمار في موارد بشرية، يقع على كاهلها الاطلاع على المعارف والعلوم التي جادت بها جامعات الغرب والشرق، ومراكز أبحاثها، ومعاملها المخبرية، وبخاصة ذات الصبغة التطبيقية. ويعتبر الابتعاث أحد العناصر الجوهرية لتنمية قدرات الطلبة؛ لأنه عامل مهم لخلق جيل ذي أفق منفتح على ثقافات وعادات وتقاليد الشعوب الأخرى دون الذوبان والانسلاخ فيها.. بل العمل في كل أحواله على أخذ وتبني المفيد منها، وإبداء قدر عال من الاحترام والتقدير للثقافات والعادات والتقاليد المخالفة لما نملكه.. فالمبتعثون سفراء وأداة لبناء جسور التواصل والتفاهم بيننا وبين العالم الخارجي؛ وهو ما يزيد من مجالات التعاون بيننا وبينهم، ويعزز أواصر صداقتنا لشعوب العالم أجمع.. فنحن الآن بأمسّ الحاجة إلى من يتولى دفة البلاد بدلاً من الاعتماد كلية على الخبرات الأجنبية؛ وبالتالي يجب أن نعمل على تعليمهم، وتدريبهم، وابتعاثهم إلى بلاد الغرب والشرق، حيث المعرفة والمستجدات والابتكارات العلمية والتكنولوجية.. فالابتعاث يجعل الطلبة المبتعثين أكثر شمولية وعمقًا في نظرتهم لمجتمعهم وقضاياهم الاجتماعية والإعلامية والثقافية والتعليمية.. وفي الوقت نفسه يعمل على تهذيب نظرتهم، ويجعل حكمهم على الكثير من الأمور واقعيًّا؛ كما تقول القاعدة الفقهية: "الحكم على الشيء فرع عن تصوره". فالدراسة في الخارج وسيلة لإكسابهم قيمًا مهنية ذات جودة وتميز. كما أنهم سوف يتركون بيئتهم التي تعودوا عليها، وسيذهبون إلى بيئة جديدة عليهم، وسيتعرضون لثقافات وعادات وتقاليد اجتماعية وأكاديمية جديدة.

وبحكم تجربتي السابقة في عملي ملحقًا ثقافيًّا ومشرفًا إعلاميًّا واجتماعيًّا ومشرفًا على الجامعات وأندية الطلبة بدول عدة في الملحقيات الثقافية بسفارات خادم الحرمين الشريفين.. فإنه يطيب لي أن أقدم بعض النصائح والتحذيرات للطلبة المبتعثين، وهي: -

· الالتزام بتعاليم الدين أولاً، ثم المعرفة والالتزام بقوانين دولة الابتعاث، واختيار الصحبة الصالحة.

· الحذر من إقامة علاقات مع أناس لا تعرفهم ولا تعرف تاريخهم، حتى لو كانوا عربًا أو مسلمين؛ فبعض هذه العلاقات قد تعرضك لمشكلات كبيرة ومعقدة.

· يجب ألا تحمل أي هوية أو بطاقات لا تخصك؛ فمن المحتمل أن توجَّه لك تهمة انتحال الشخصية، حتى لو كانت هوية زوجتك، فتلك تعتبر سرقة هوية، وجريمة يعاقب عليها القانون.

· عدم التردد في الاتصال بالسفارة أو الملحقية الثقافية على الأرقام المخصصة للطوارئ، وتسجيل أرقام الطوارئ وأقسام الشُّرَط في منطقتك، وعدم التردد في إبلاغ الشرطة إذا كان هناك أي أمر مشكوك فيه، وتسجيل أي ملاحظات مثل تعقب من قِبل أشخاص، أو اختفاء ممتلكات وأشياء خاصة.

· يجب أن تتوخى الحذر في أحاديثك وتعبيراتك عن شخصيتك وثقافتك وبلدك؛ فأنت لست مضطرًّا للدخول في خصومات مع من يخالفونك الرأي؛ فيجب أن تركز في دراستك فقط.. فأحيانًا يكون التزام الصمت علاجًا لمشكلات كبيرة.

· يجب أن تكون المعلومة التي تدلي بها أو تدونها صحيحة، وأن تطابق الواقع؛ فمعلومات الهاتف (الجوال) أو الكهرباء أو عقد الإيجار أو أي شيء آخر تذكره عن نفسك أو عن جنسيتك أو عن مستواك التعليمي يجب أن يكون دقيقًا.

· احذر من أن تتغيب عن محاضرة ويحضرك أحد زملائك، أو أن تقوم بتحضير زميل لك متغيب؛ فهذا مخالف لنظام الجامعة التي تعاقب عليه في حال ثبوته بالطرد، وربما يحال الشخص إلى المحكمة بتهمة التزوير والاحتيال.

· يجب أن تكون على دراية بثقافة البلد الذي ستدرس فيه، من طريقة كلامهم، وطبيعة ملابسهم، خاصة النساء؛ كي لا تضع نفسك في مواقف محرجة جدًّا.

· كن حذرًا في رسائلك الصوتية ومكالماتك من خلال الجوال، وكذلك الرسائل التي تبعثها عبر بريدك الإلكتروني.

· تأكد أن اسمك موحد من حيث التهجئة (Spelling) في جميع وثائقك (الشهادات، الجواز، رخصة القيادة، التوصيات، بطاقات البنك...)، وغيرها.

· احذر من الدخول على أي موقع إباحي أو سياسي؛ فهذه المواقع في الغالب تخضع لمراقبة السلطات، ويمكن التعرف على هوية المتصفح لها من خلال رقم (IP) الخاص بجهازك، ويمكن توجيه أي تهمة لك.

· يجب أن تتعرف على أنظمة بلد الابتعاث والمدينة التي تقيم فيها، وطبيعة وحدود العلاقات الاجتماعية، وأن تعرف ما هو مقبول وما هو مستهجن وما هو ممنوع؛ كي لا تقع في أية مشكلات أنت في غنى عنها.. فما يعتبر في بلدك أمرًا سخيفًا فهو عندهم أمر لا يستهان به.

· لا تترك أي أشياء في سكنك أو في سيارتك دون أن تعلم بمحتواها أو طبيعتها.

· لا تستقبل في سكنك أناسًا لا تعرفهم، أو لا تكون على دراية بنشاطاتهم.

· احذر من أن تتورط مع أية طائفة سياسية أو حزبية أو مجموعات لها نشاطات محذورة.

· يجب أن تتعرف على طبيعة المدينة التي تسكنها، وهذا يتضمن معرفة الأماكن الآمنة التي يمكنك أن تتجول فيها، والأماكن الخطيرة بها؛ لتتحاشى الذهاب إليها.

· يجب ألا تبقى لوقت متأخر خارج السكن؛ لئلا تتعرض لمواقف خطيرة، ولتكون متفرغًا لهدفك الذي قَدِمتَ من أجله، وهو الدراسة والتفوق.

· التواضع في المظهر الخارجي (الملابس، السيارات الفخمة، الساعات الثمينة، جوالات/ أجهزة الحاسوب الغالية، المجوهرات للمبتعثات).

· نظرًا لاختلاف العادات والثقافات فنصيحة للمبتعث، وخصوصًا الجديد منهم، ألا يبدي إعجابه الشديد بأطفال الآخرين (حتى لو كان بحسن نية كما نفعل في دولنا العربية). كذلك هذه النصيحة تنطبق أكثر على الطالب الذي يسكن مع أسرة أجنبية؛ فعليه ألا يسمح بدخول الأطفال إلى غرفته، أو تقبيل الأطفال، أو أخذهم في حضنه (بقصد حسن نية)؛ لأنه يمكن أن يتورط حسب القانون في قضية التحرش الجنسي.

· لا تفكر يومًا بذبح كائن حي في منزلك ولا حتى دجاجة؛ لكيلا يشك فيك جيرانك، ويبلغوا عنك حماية البيئة. وهذه أيضًا تعتبر جريمة تحاكم عليها.

· إذا طلب منك أي شخص نقل بضاعة (ما) عبر الحدود أو المطارات فيجب ألا تستجيب له؛ فقد تكون تحتوي على ممنوعات أو حتى مواد أو أجهزة مقلدة، تجاوزت قوانين حقوق الملكية.. فكل هذه الأشياء يمكن أن تجعلك في ورطة قانونية كبيرة.

· لا تقبل حوالات بنكية بقيم كبيرة، وإذا اضطررت لذلك لشراء سيارة مثلاً فاحتفظ بكل الأوراق والفواتير التي تثبت ذلك، ولا تقبل لأي أحد أن يستقبل مبلغًا ماليًّا على حسابك؛ فربما كان مجرمًا أو هاربًا أو نيته خبيثة.

· إذا حضر أحد أفراد الشرطة إلى منزلك فتجنب الدخول في حوارات، والأفضل التزام الصمت؛ فالقانون يسمح لك بالصمت وعدم الحديث مع رجل الشرطة، كما يمكن الامتناع عن تقديم أي جواب، ودائمًا ارفض الرد على أي سؤال ولو كان ساذجًا إلا من خلال وجود المحامي؛ لأن كل كلمة سوف تنطقها حتى لو لم تكن تقصدها سوف تسجل ضدك. كذلك إذا طلبوا التفتيش فارفض، ويجب عدم السماح لأفراد الشرطة أو الأجهزة الأمنية بالدخول لمنزلك إلا بطلب مشاهدة رخصة التفتيش، وبوجود المحامي.

· لا بد من القراءة والإلمام ومعرفة الأنظمة الدقيقة في مقر البعثة، خاصة فيما يتعلق بـ(الأطفال) المرافقين؛ كي لا تعاني أمورًا أنت في غنى عنها.

· إذا تعرضت زوجتك لحادث بسيط، كوقوعها من الدرج، أو إجهاضها، أو قطع أصبعها بسكين.. أو أي شيء مماثل، وذهبت إلى المستشفى، فتأكد أنك ستكون المتهم الأول، حتى لو شهدت زوجتك لصالحك، وبرأتك من التهمة. هنا ارفض الإجابة عن أي سؤال إلا في حال وجود المحامي، وإلا سيستمر وجودك خارج المنزل في التحقيق أيامًا طوالاً.

· إذا ارتفع صوتك في المنزل، وحدثت مشكلة بسيطة فيه، ولو كنت تعشق زوجتك وأولادك، تأكد أن الجيران أيضًا سيبلغون عنك، وستجد الشرطة أمام باب منزلك، وستُستدعى، ويُحقق معك. هنا يجب أن ترفض الكلام، وعدم الإجابة عن أسئلة منهم إلا بوجود المحامي.

· حرمانك من الأجواء الدينية وعيشك في بلاد الغربة يستوجبان عليك المحافظة الشديدة على صلاتك التي تنهى عن الفحشاء والمنكر. إذا قدرت على الزواج فإنه خير معين على إكمال نصف دينك.

أخيرًا.. نوصي الطلبة المبتعثين بأن يكونوا قدوة حسنة لقيادتهم ووطنهم، ونذكرهم بأنهم سفراء لوطنهم ولأسرهم، وأن يضعوا أهدافهم نصب أعينهم، ولا يفكروا إلا بالوصول إليها، وأن يعكسوا صورة رائعة عن وطنهم المملكة العربية السعودية وما وصلت إليه من تطور بقيادة والدنا خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه- الذي يسعى جاهدًا للارتقاء بهذا الوطن وشعبه إلى أعلى المستويات.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org