جاء تحقيق المملكة للمركز الأول عربيًا، والمركز 22 عالميًا في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي، مقارنة بالمركز 29 عالميًا من العام الماضي، إثر جهود كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، وقف خلف هذه الجهود دعم كبير من القيادة الرشيدة التي تسعى بقوة لتطبيق رؤية شابة طموحة تضع المملكة في مقدمة دول العالم.
كما يؤكد ذلك التقدم مدى تكامل جهود الكثير من الجهات والهيئات الحكومية التي شاركت في تنفيذ وتطبيق مبادرات برنامج التحول الوطني بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030.
ويعكس ذلك التقدم والإنجاز مستوى الاستثمار والابتكار وتنفيذ تقنيات الذكاء الاصطناعي بالمملكة، وتوفر معاييره كقوة البنية التحتية والبيئة التشغيلية والأبحاث والتطوير وغيرها من المقومات.
وتتمثل تلك الجهود فيما تقوم به الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي المعروفة اختصارًا باسم سدايا (SDAIA)، والتي أنشئت بأمر ملكي في 30 أغسطس 2019، وترتبط مباشرةً برئيس مجلس الوزراء، فيما يرأس مجلس إدارتها نائب رئيس مجلس الوزراء.
وتعمل "سدايا" على تطوير إستراتيجية السعودية للبيانات، وتلعب دورًا في خلق قطاعات اقتصادية متنوعة، كما تتولى مهام تطوير الكوادر السعودية في مجال البيانات.
ومن ضمن المشروعات التي قدمتها مشروع منصة استشراف لتحليل البيانات الضخمة، وبنك البيانات الوطني لدمج بيانات الجهات الحكومية والخاصة في مستودع مركزي، ومركز التعرف المتقدم الذي يتيح التعرف والتحقق من هوية الأشخاص من خلال تقنيات متقدمة.
وسعت المملكة دائمًا لاحتضان القمم والمؤتمرات التي تجمع القمة صناع القرار والخبراء والمختصين من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة من داخل وخارج المملكة، بما في ذلك الشركات التقنية الرائدة والمستثمرين ورجال الأعمال ، ومن بين هذه المؤتمرات القمة العالمية للذكاء الاصطناعي ، التي عقدت في المملكة تحت رعاية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تحت شعار :"الذكاء الاصطناعي لخير البشرية" ، في شهر أكتوبر الماضي .
وكان ولي العهد أكد أهمية الذكاء الصناعي والاستفادة منه، قائلاً: "نحن نعيش في زمن الابتكارات العلمية والتقنيات غير المسبوقة وآفاق نمو غير محدودة، ويمكن لهذه التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في حال تم استخدامها على النحو الأمثل أن تجنّب العالم الكثير من المضار وتجلب للعالم الكثير من الفوائد الضخمة".
يُذكر أن "سدايا" حققت إنجازًا فريدًا في 26 مارس 2020 بتشغيل أول قمة افتراضية لمجموعة العشرين وذلك من خلال تحضيرات تم إنجازها في أقل من أسبوع، وكذلك قامت ببناء منظومة الاتصال المرئي الآمن لعددٍ من الجهات الحكومية لعقد اجتماعاتها عن بُعد، كما دمجت ووحدت أكثر من 80 مجموعة بيانات حكومية، وكذلك القمة الافتراضية التي عقدت منذ أيام بالمملكة افتراضيًا.