قبل أسبوع تشرفتُ بلقاء ودي مع سماحة المفتي العام الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في منزله. استقبلنا برحابة صدر وحب، وتناقشت معه وعدد من الزملاء في جوانب شتى.
تحدثت معه عن وجود عدد من الشخصيات والمشاهير في مواقع التواصل الذين يلمزون دومًا تعاليم الدين، وآخرين يسعون لاستنقاص جهود الدولة في خدمة الإسلام، وغيرهم ممن تخصص في نشر الانحلال بين الشباب والفتيات.. فقال: "هؤلاء مفسدون؛ يجب أن تحذِّروا الناس منهم، وممن يحاول المساس بالوطن ووحدته، والقدح في الدين وتعاليمه".. ووصفهم بأنهم تنظيمات ممولة ومدعومة من أعداء الدين والوطن.
لم يكن رده بعيدًا عما أعلنته رئاسة أمن الدولة بالأمس من القبض على أشخاص؛ تخصصوا في نشر كل ما يهدم الدين، ويضر بالوطن، والتخابر مع جهات خارجية لنشر سمومهم.
وخلال حديثنا مع سماحته قال أحد الزملاء إن شخصًا يدعي أنه باحث إسلامي، وهو معروف بأفكاره الهدامة والمنحرفة والتشكيك في معتقداتنا ومنهجنا القويم، والذم في الصحابة وأهل السنة، قد أصبح ضيفًا دائمًا في بعض القنوات الفضائية المحسوبة على الوطن.
وقد توافق مع حديثنا هذا القرار الذي صدر قبل يومين من الجهات المختصة بإيقاف هذا الشخص، ومنعه من الظهور في أي قناة سعودية.
وليس ببعيد عن هذا أيضًا ما صدر من قرار حكيم من معالي رئيس هيئة الرياضة بإيقاف مركز رياضي نسائي؛ حاول الدعاية لنفسه بمقاطع مصورة مخالفة للدين والتقاليد، وإحالة جميع من له علاقة بذلك للتحقيق. وقبل هذا قرارات قوية من أمراء المناطق في حق مخالفات دينية وقيمية، ظن القائمون عليها أنها أصبحت من المسموح به.
إن كل هذه القرارات تؤكد أن الوطن بخير، وأن تطورنا ورؤيتنا الوطنية الحديثة لا تعني الانحلال، ولا التخلي عن تعاليم ديننا، ولا تسمح بمن يستغلها ضد الوطن.
إننا في وطن الإسلام مهما حاول الأعداء التشكيك أو التأثير السلبي، وفي وطن العز والقوة مهما ظن المنحرفون أنهم قد تمكنوا وحاولوا نشر انحلالهم.. وإن كثيرًا من أصحاب الفكر الشاذ قد ظنوا أن رؤيتنا الوطنية الحديثة هي إلغاء تعاليمنا الدينية، والتزامنا، وقيمنا.. وحاولوا نشر أفكارهم الفاسدة؛ فكانوا هم الخاسرين، وانكشفوا أمام الملأ بكرههم للدين، وخبثهم، وحقدهم على الوطن، وتعاونهم مع كل من يتمنى أن نتخلى عن ديننا وولائنا لوطننا وقادتنا.
إن المملكة العربية السعودية هي موطن الإسلام، وقائدها هو خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده هو سنده وعضده في كل ما ينفع الدين والوطن.. حفظهما الله ووفقهما. وسنبقى بلد الإسلام والعز والنماء، وسيبقى الشعب السعودي شعب الوفاء والعطاء.
{... وأما الزبد فيذهب جفاء...}.