"أمر المؤمن كله خير".. بهذه الكلمات الإيمانية العظيمة رد المواطن عياضة العنزي على تعزية "سبق" بعد أن فقد ستة من أبنائه في حريق منزلهم بحي الزيتة بتبوك، فجر الأربعاء الماضي، في فاجعة هزت المنطقة، وحضر تشييعهم المئات من أهالي المنطقة، فيما تفاعل أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان مع الحادثة في الساعات الأولى في موقف خفف المصاب على والد الأسرة.
وكشف عياضة العنزي، والد الأسرة لـ "سبق" تفاصيل الحادثة المؤلمة بقلب مؤمن صابر، حيث قال: في فجر الأربعاء الماضي نشب الحريق وامتلأ المنزل بالدخان وحاولت إنقاذ أبنائي لكني مع كثافة الدخان لم أتمكن إلا من إنقاذ طفل يبلغ من العمر 3 سنوات، وهذا الطفل قادني له صراخه حيث تمكنت من الوصول له بعد سماعه حيث تتبعت الصوت وأمسكت به وأخرجته وهو بصحة جيدة.
وأضاف: عند خروجي وجدت إحدى بناتي خارج المنزل حيث تمكنت من الخروج من بين النيران ولم أعرف كيف استطاعت ذلك، وحين حاولت مساعدة بقية الأبناء لم أتمكن وسقطت على الأرض مغشياً علي من كثافة الدخان ونقلت بعد ذلك للمستشفى.
وتابع: عمر ابنتي التي استطاعت بفضل الله تعالى الخروج 20 عاماً، وتعرضت لبعض الإصابات وهي منومة في المستشفى العسكري، أما بقية الأبناء وهم خمس بنات وطفل، فلم أتمكن من إنقاذهم، وهذا قضاء الله وقدره، وكان الحريق أسرع من أي محاولة للوصول لهم وتوفوا رحمهم الله من الاختناق.
وأردف: زوجتي والدة الأطفال كانت في زيارة لوالدتها (عمتي) برفقة أحد أبنائي في المنطقة الشرقية وهي مؤمنة ولله الحمد وصابرة على هذا المصاب، كما أن لي ابنين لم يكونا في المنزل أيضاً، أحدهما مستجد في القوات المسلحة والآخر في زيارة لأحد أقاربي خارج المنطقة.
يشار إلى أن عدداً كبيراً من ذوي الأسرة وأهالي المنطقة شيعوا أمس الأول، الخميس، أبناء العنزي بعد أن أديت الصلاة عليهم في جامع البازعي ودفنوا في مقبرة تبوك، فيما كان قد وجه أمير المنطقة في الساعات الأولى من الحادثة بتقديم كافة الرعاية الصحية اللازمة لمصابي حادثة الحريق ووجه بنقلهم إلى مسكن آخر ودراسة وضع الأسرة بالكامل والرفع بتقرير بذلك.