"اتفاق الشرعية والانتقالي".. إنجاز سعودي يعكس الرؤية الاستراتيجية في علاقة اليمن والمملكة

عاد بالقضية للطريق الصحيح وأكد هوية المملكة "صانع السلام وبيت التوافق"
"اتفاق الشرعية والانتقالي".. إنجاز سعودي يعكس الرؤية الاستراتيجية في علاقة اليمن والمملكة

أنجزت المملكة اتفاقاً أعاد مسار اليمن إلى الطريق الصحيح بعد عامين من الخلافات التي وصلت حد الاقتتال بين مكونات الشرعية، وكانت الرياض في المكان الذي اختارتة لنفسها دوماً.. "صانع السلام وبيت التوافق".

وبعد أن كادت اليمن تغرق في وحل صراعات الإخوة ورفاق السلاح، وأصبح هذا الخلاف يهدد مستقبل الوفاق الوطني والعمل العسكري لاستكمال تحرير اليمن من المليشيات كان للقيادة السعودية الحكيمة كلمة وموقف وحضور أذاب جبال من الرفض للتقارب وصنع مسودة وفاق يمني جديد ينهي أخطر أزمات اليمن بعد نكبة الانقلاب.

ورحبت كل الأطراف اليمنية بالدور السعودي، واعتبرت ذلك الاتفاق مكسباً لليمن والتحالف، ولمواجهة المشروع الإيراني في المنطقة وخارطة طريق لإعادة اليمن إلى حالة الاجماع على وحدة الصف في وجه مشاريع التفتيت والخراب.

ولم يكن ذلك الاتفاق هو الإنجاز الوحيد للمملكة في اليمن، فقد سبقته المبادرة الخليجية عام 2011 واتفاق التسوية في 1970م وكثير من جولات التدخل السعودي الإيجابي لمصلحة اليمن وترتيب أوضاعه الداخلية.

تحضر المملكة حيث كانت مصلحة اليمن.. وتقف في وجه كل من يعمل على تخريب اليمن، وليس تشكيل التحالف كقوة عسكرية لاستعادة الشرعية، ودحر الانقلاب ببعيد.

ويعتبر مستشار الرئيس اليمني ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني السابق عبدالملك المخلافي، أن موتمر الرياض يهدف إلى تعزيز وحدة الصف في مواجهة الانقلاب الحوثي والمشروع الإيراني، بما ينسجم مع أهداف التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، الذي جاء بهدف استعادة الدولة بناء على طلب الرئيس هادي الرئيس الشرعي للجمهورية اليمنية.

ويؤكد "المخلافي"، وهو من القيادات القومية البارزة على المستوى العربي أن المملكة العربية السعودية بذلت جهوداً كبيرة وصادقة، وأن الاتفاق عند توقيعه النهائي سيعزز الثقة بالتحالف العربي، وبتحقيق أهدافه مجددا، ويزيل الحالة التي ترتبت على أحداث عدن، ويوحد الصفوف.

واعتبر "المخلافي" مشاركة القوى السياسية في الاتفاق، وحرصها على تنفيذ بنوده وملحقاته، والانطلاق من إدراك واع بخطورة الأوضاع في البلاد؛ تمثل ضمانة ليكون الاتفاق نقلة نوعية في عمل الشرعية، وتعزيز الوحدة الوطنية والمصالحة، وتوحيد وتعزيز المواجهة للانقلاب الحوثي، وإجراء الإصلاحات المطلوبة والداعمة لذلك.

وأكد في تغريدات على حسابه في "تويتر" أن كل خطوة تعتمد الحوار والوفاق والشراكة لتعزيز الوحدة الوطنية وتلتزم بالشرعية، وترفض التمرد أو تشكيل المليشيات، كما ترفض اللجوء للعنف لفرض خيارات سياسية، وتودي إلى استعادة الدولة وتجنيب الشعب اليمني الحروب والمعاناة والدمار، يجب أن تكون محل مساندة ودعم.

وقال مستشار وزارة الدفاع اليمنية العميد يحيى أبوحاتم، لـ"سبق": إن هناك فرقاً كبيراً في أدوار المملكة العربية السعودية وإيران في المنطقة واليمن بشكل خاص، حيث تلعب المملكة دوراً مهماً في إصلاح ذات البين، ودعم البنى التحتية، واستعادة الشرعية ومكافحة الإرهاب الحوثي والداعشي، وإعادة تطبيع المناطق المحررة.

وأضاف "أبوحاتم" أن تحرك السعودية على مختلف المجالات عسكرية وسياسية لدعم موقف الشرعية في مجلس الأمن والمحافل الدولية ودعم إعلامي واقتصادي ودعم مختلف يصل حتى إلى نزع الألغام في الميدان.

وقال "أبوحاتم" إنه في المقابل تمثل إيران محور الشر، حيث تقوم بأعمال عدائية في مختلف الدول العربية، تنشأ جماعات مسلحة مثل الحشد الشعبي وحزب الله وفي سوريا والبحرين ومليشيا الحوثي في اليمن، وترسل أسلحة لتلك المليشيات، تهدد دول الجوار والممرات الملاحية.

وأشار إلى أن هناك نقيضين بين الدورين، دور السعودية الذي اتسم بالخير والاعتدال ودعم كل الأشقاء، وهناك دور يتمثل بدعم الجماعات الإرهاب تمثله إيران.

واكد "أبوحاتم" أن الاتفاق بين المجلس الإنتقالي والشرعية حفظ للدولة اليمنية هيبتها ومكانتها وللتحالف مصداقيتة، وهذا ما كان ينشده اليمنيون الذي هم على ثقة مطلقة بأن المملكة تسعى جاهدة إلى استعادة الدولة اليمنية والحفاظ على وحدة أراضيها، وهذا تجلى في الاتفاق مؤخراً.


وقال العميد "أبوحاتم": "إن دور المملكة العربية السعودية كبير، وفي جوانب لا يمكن حصرها، ولن ينسى الشعب اليمني للمملكة وقوفها إلى جانبه".

وأكد أن السعودية هي دولة محورية في المنطقة، وأصبحت اللاعب الرئيسي في كل القضايا العربية، وعلى رأسها القضية اليمنية التي باتت الهاجس الأكبر لجميع دول العالم؛ لكونها تمثل نقطةارتكاز للأمن والاستقرار في الوطن العربي والمنطقة ككل؛ لكونها تشرف على أهم المضايق المائية؛ باب المندب الذي تمر خلاله 14% من التجارة العالمية، وتشرف وتطل على البحرين العربي والأحمر، وتحتل أهمية جيواستراتيجية كبرى؛ ولذلك العالم كله يقف إلى جانب المملكة في دعمها لليمن.

وقال وكيل وزارة الشباب والرياضة في حكومة الشرعية مانع المطري، لـ"سبق": إن جهود قيادة المملكة العربية السعودية من أجل وحدة الصف ومساندة الدولة اليمنية في محنتها والإصلاح بين الأشقاء جهود مقدرة وتعكس الرؤية الاستراتيجية في علاقة اليمن والمملكة.

وأضاف "المطري" أن توحيد جهود اليمنيين بمختلف مكوناتهم نحو المعركة الرئيسية المتمثلة في إنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة؛ خطوة جبارة نحو خلاص شعبنا من هذه الظروف التي فرضت عليه نحو اليمن الاتحادي والدولة العادلة.

وأكد أن المرحلة المقبلة بها تحديات كبيرة تستلزم من جميع المكونات الوطنية التحلي بالمسؤولية والدفع نحو تطبيق مضامين الاتفاق بما يفضي إلى وجود جيش قوي يكون ضمانة حقيقية للاستقرار والحفاظ على المؤسسات وتطبيع الحياة وخلق النموذج الجاذب في المحافظات المحررة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org