منذ قدوم الخميني من فرنسا وإعلان ثورته في طهران عام 1979م وإيران الفارسية تتعامل مع النظام العربي بمنطق الثورة وليس الدولة، ففي علاقات إيران الخارجية تستخدم قناع الدولة وبالطرق المتعارف عليها دبلوماسيًا وتتبادل المصالح بصورة بينية مع أطراف عديدة من العالم، بينما تستخدم منطق تصدير الثورة مع المحيط العربي بشكل سافر وواضح ودونما خوف أو حياء حتى ولو أدى هذا المنطق إلى كسر القوانين الدولية والأعراف المتفق عليها، وذلك كما هو حاصل مع دول الخليج واليمن وسوريا والعراق واليمن التي تمثل أساس المشرق العربي ومرتكزه، وهي بهذا السلوك تجند خلاياها وتبني ميليشياتها على أساس مذهبي وطائفي، وتتبنى الفكر الإرهابي من أجل زعزعة استقرار المنطقة والنيل من مكتسباتها وبصورة عدوانية منشؤها الإرث الفارسي ضد العرب واستخدام المذهب الاثنى عشري وسيلة تضليل لما يرفعونه من شعار الإسلام الذي اقترن باسم دولتهم في طهران، جاعلة من هذه الميليشيات الحاكمة في اليمن ولبنان مطية لها في تنفيذ أجندتها الخبيثة الرامية إلى القضاء على الوجود العربي حسب زعمهم وأوهامهم المريضة، وإلا ما هو تفسير استمرار (حزب الله) في هيمنته على الواقع اللبناني وامتلاكه ترسانة تفوق ما لدى الدولة الوطنية اللبنانية، بل امتد نفوذه خارج نطاق هذا البلد المحتل من قبله إلى سوريا والعراق واليمن من أجل دعم مخطط إيران في السيطرة على هذه المناطق من الوطن العربي، إن من حوّل هذا الحزب بهذه الخطورة والقوة هي إيران في المقام الأول وقدمت كل أشكال الدعم البشري والمادي والفني حتى تشكل هذا الجسم الرابض على أنفاس أفراد الشعب اللبناني والمتسيد لقراراته العليا، كذلك الحال بالنسبة للجماعة الحوثية في اليمن والتي تسمي نفسها (أنصار الله) لا تمثل شيئًا بالنسبة للمكون السني في اليمن هي الآخرى تأسست حتى نظر عمائم إيران وأمدوهم بمختلف الأسلحة الخفيفة والثقيلة والطائرات المسيرة، واستطاعت هذه الجماعة بفضل الدعم الإيراني الاستيلاء على الدولة اليمنية عدا أجزاء كبيرة من الشطر الجنوبي فإنه يعتبر من المناطق التي تحكمها الشرعية، وهذا الوضع أملى على حكومة المملكة العربية السعودية إعلان عاصفة الحزم عام 2015م وتشكيل تحالف من أجل دعم الشرعية التي طلبت هذا التدخل والإذعان لقرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، إن هذا السلوك الثوري من جانب إيران دليل على أنه لا تريد الخير للمنطقة ولا تسعى لاستقرارها وإنما تمهد الطريق لنشر الفوضى، كما بشرت به مستشارة الأمن القومي الأمريكي السابقة كونداليزا ريس، إن هذه التهديدات المحيطة بالمنطقة وفي المنطقة تتطلب درجة من اليقظة والاستعداد على كل المستويات بهدف لجم إيران في مساعيها الثورية وإحباط كل المحاولات التي تريد تفتيت الأمة العربية وتمزيقها.