تجاوبت المملكة مع تحديات التغير المناخي، فاتخذت من كوكب الأرض محورًا أساسيًّا من المحاور الثلاث لبرنامج رئاستها لمجموعة العشرين العام الماضي، وصنعت إيطاليا الشيء نفسه في برنامج رئاستها لقمة المجموعة، التي انطلقت اليوم (السبت) في روما، ولا تقتصر جهود المملكة في التجاوب مع تحديات التغير المناخي على إدراجه في نقاشات القمم والمنتديات الدولية فحسب، فجهودها تترجم في الواقع العملي من خلال برامج ومبادرات وطنية ودولية لمعالجة الآثار التدميرية لظاهرة الاحتباس الحراري وتهديدها للتنوع البيولوجي على كوكب الأرض.
وتعد مبادرة الاقتصاد الدائري للكربون، التي أطلقتها المملكة، ودعت دول العالم خلال رئاستها لمجموعة العشرين إلى تبنيها، أحدَ الجهود المهمة للمملكة في إطار معالجة التغير المناخي، فالمبادرة تقوم على استخلاص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناشئة من العمليات التصنيعية وإعادة استخدامها لإتمام دورة الكربون وإغلاقها.. ومن المعلوم أن غاز ثاني أكسيد الكربون هو المسبب الأساسي لظاهرة الاحتباس الحراري، ودعوة المملكة للتخلص منه تنسجم مع دورها الريادي في التحول إلى الطاقة النظيفة، كما تتماشى تمامًا مع اتفاقية باريس 2015، الداعية إلى الحد من ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية.
كما اهتمت المملكة بمكافحة تدهور الأراضي والتصحر وفقدان التنوع البيولوجي، وفي هذا الصدد أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر" في مارس الماضي، وقد حظيتا بتأييد دولي واسع خلال المنتدى الذي عُقد حول المبادرة الأولى، والقمة التي نظمت حول المبادرة الثانية الأسبوع الماضي؛ لما تساهمان به من معالجة فعالة لآثار التغير المناخي، فمبادرة "السعودية الخضراء" التي تقوم على زراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة، ستسهم بأكثر من 4% في تحقيق مستهدفات المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي، و1% من المستهدف العالمي لزراعة ترليون شجرة.
وستساهم مبادرة "السعودية الخضراء" أيضًا في رفع نسبة المناطق المحمية لأكثر من 30% من مساحة أراضيها التي تُقدر بـ600 ألف كيلومتر مربع، لتتجاوز المستهدف العالمي الحالي بحماية 17% من أراضي كل دولة، أما مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، التي تقوم على زراعة 40 مليار شجرة في دول المنطقة؛ فستساهم في استعادة مساحة تعادل 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة؛ مما يمثل 5% من الهدف العالمي لزراعة تريليون شجرة، ويخفض 2.5% من معدلات الكربون العالمية، كما زادت مشروعات مكافحة ظاهرة التصحر، ونسبة الغطاء النباتي في المملكة بنسبة 40% خلال السنوات الأربع الماضية، وزادت نسبة المناطق المحمية إلى أكثر من 30% من مساحة أراضي المملكة.