استنفار إعلامي يسبق قمة هلسنكي.. تحذيرات لـ"ترامب": لا تجتمع مع "بوتين" على انفراد"

من سوريا والقرم إلى عودة التحقيق باتهام 12 عميلاً روسياً بالقرصنة.. ترميم أم دولة مارقة؟
استنفار إعلامي يسبق قمة هلسنكي.. تحذيرات لـ"ترامب": لا تجتمع مع "بوتين" على انفراد"

وسط استنفار غير مسبوق في وسائل الإعلام الأمريكية، واتهامات متبادلة، وبعد أشهر من الترقب، يلتقي دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، اليوم الاثنين، في قمة على انفراد في هلسنكي ستشكّل اختباراً لرغبة الرئيس الأمريكي في إقامة علاقة شخصية مع سيد الكرملين.

أجواء تآمرية

وركزت قنوات "سي إن إن" والإعلام اليساري على الظروف المحيطة بالقمة، وحذروا من اجتماع الرئيسين على انفراد، ورسمت جواً تآمريّاً يحيط بالقمة خصوصاً بعد الاتهامات الخطيرة لروسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية لمصلحة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

فبالنسبة للرئيس "ترامب" فإنه يرى إمكانية إيجاد أرضية حوار مشتركة مع نظيره الروسي، وأن الرئيسين يمكن أن ينزعا فتيل العديد من النزاعات التي يشهدها العالم.

لغز الرقم 18!

ويتولى "ترامب" قطب الأعمال منصبه منذ 18 شهراً، بينما "بوتين"
(65 عاماً) عميل الاستخبارات السابق يدير روسيا منذ 18 عاماً. ورغم ذلك يقول "ترامب" إنه على ثقة بقدرته على استمالة خصومه على غرار الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الذي عقد معه قمة في يونيو الماضي.

وتقول وكالة الصحافة الفرنسية إنه من الصعب التكهن باللهجة التي سيعتمدها "ترامب" المعروف بميله إلى الاستفزاز. إلا أن العديد من الدبلوماسيين يخشون أن يقوم بسلسلة من التنازلات لـ"بوتين" في ما يتعلق بالقضايا الخلافية العديدة بين البلدين من سوريا وأوكرانيا إلى القرم والتدخل في الانتخابات الأمريكية.

لست ذاهباً بآمال عالية

وشدد "ترامب" خلال مقابلة مع "سي بي إس نيوز"، قبل وصوله إلى هلسنكي: "أعتقد أنه من الجيد أن نلتقي؛ فأنا أؤمن باللقاءات"، مع أنه أكد "لست ذاهباً بآمال عالية"، في حين ألغى مستشار الأمن القومي جون بولتون لقاء مع قناة "سي إن إن" في اللحظات الأخيرة، بعد أن اتهمها بأنها قناة تزوّر الأخبار.

علينا البدء بترميمها

ويصل "بوتين" الذي حضر في موسكو فوز فرنسا بكأس العالم لكرة القدم للعام 2018 إلى هلسنكي بعيد الظهر، إلا أنه التزم الصمت حول توقعاته أو أهداف استراتيجيته، واكتفى مستشاره يوري أوشاكوف بالقول إن وضع العلاقات الثنائية سيئ جداً، مضيفاً: علينا البدء بترميمها.

سوريا والنزاع

وستكون لسوريا حصة كبيرة في المحادثات بين الرئيسين. فـ"ترامب" يسعى للنأي من هذا النزاع بأسرع ما يمكن، وسحب القوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة.

في المقابل لروسيا وجود عسكري في هذا البلد منذ العام 2015 دعماً لنظام بشار الأسد، وهي تعتزم أكثر من أي وقت مضى أن تلعب دوراً أساسياً فيه.

من جهته، قال الخبير في العلاقات الدولية والشرق الأوسط دينيس روس بأنه لا يتوقع الكثير من هذه القمة بخصوص الملف السوري، ودعا إلى مضاعفة خسائر موسكو في سوريا؛ حتى يشعر بوتين بأنه يفضّل الحصول على المزايا التي سيمنحها "ترامب" بدلاً من الاستمرار في النزيف والخسائر.

لقاء على انفراد

وتُعقد القمة بعيد الظهر في القصر الرئاسي في قلب هذه المدينة الساحلية ذات التاريخ الطويل في استضافة قمم بين الشرق والغرب، وبحسب وكالة "فرانس برس" فإن جدول أعمال القمة هو لقاء على انفراد يحضره فقط المترجمان، وغداء عمل مع فريقي الرئيسين، ومؤتمر صحافي مشترك.

القرم وبلا انتقاد

لكن نمط اللقاء وتوقيته يجعلان من قمة هلسنكي حدثاً فريداً؛ فهي المرحلة الأخيرة من جولة يقوم بها قطب الأعمال منذ أسبوع في أوروبا، وشنّ خلالها هجوماً على حلفائه، في مقدمتهم ألمانيا، لكن مع تفادي توجيه أي انتقاد إلى نظيره الروسي، كما يلتزم "ترامب" منذ أسابيع عدة موقفاً ملتبساً حول شبه جزيرة القرم، إذ يرفض أن يستبعد بوضوح الاعتراف بضمّها من قبل روسيا.

التحقيق يعود

المسألة الثانية التي تلقي بظلالها إلى حد كبير على اللقاء هي التحقيق الذي يقوده المحقق المستقل روبرت مولر حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في العام 2016 لصالح حملة "ترامب".

وعاد التحقيق إلى قلب الحدث قبل ثلاثة أيام فقط على القمة مع توجيه "مولر" الاتهام إلى 12 عميل استخبارات روسياً بقرصنة أجهزة كمبيوتر للحزب الديمقراطي، وتعهد "ترامب" بإثارة المسألة مع نظيره الروسي، لكن أحداً لا يتوقع أن يطالبه بتقديم توضيحات بشكل رسمي.

فعلاوة على تنديد "ترامب" بـ"حملة سياسية" ضده بدا مراراً وكأنه يقف في صفّ "بوتين" الذي ينفي أي تدخل، رغم إجماع وكالات الاستخبارات الأمريكية على أن العكس صحيح.

أنا مستعد تماماً

وحضّه عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين على عدم التفاوض على انفراد، وكتبوا في رسالة مفتوحة: "لا بد من وجود أمريكيين آخرين في الغرفة".

لكن "ترامب" يقول منذ أسابيع: "هل سأكون مستعداً؟ أنا مستعد تماماً!"، مضيفاً قبل بضعة أيام أمام أنصار له في مونتانا: "لقد استعددت طيلة حياتي لمثل هذا الأمر".

دولة مارقة!

لكن العديد من المحللين يخشون ألا يكون "ترامب" حازماً بما فيه الكفاية. وشدد ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الأجنبية قبل القمة: "علينا التعامل مع روسيا في عهد بوتين كما هي: دولة مارقة".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org