تتقدم شركة نوكيا تدريجياً في الأسواق لاستعادة مكانتها منذ أن فقدت زخمها، محاولة استعادة أمجاد الماضي، بعد أن تجاوزت كبوة تخلفها عن كِبار مصنّعي الهواتف النقالة.
وعادت "نوكيا" تدريجياً إلى الأسواق في السنوات الأخيرة بهواتف من الفئة الوسطى؛ لتبلغ ذروتها هذا العام بهاتف "نوكيا 9 بيور فيو"، الذي يحمل 5 كاميرات خلفية.
وحسب خبراء، فإن ما يميّز "نوكيا" ليس أجهزتها، قدر ما يميّزها النجاح الذي أخذت تحقّقه عبر شراكتها مع "جوجل"، بعد أن اعتمدت الأولى نظام تشغيل "أندرويد ون" كنظام تشغيل في هواتفها.
ويجمع خبراء أمن المعلومات أن النسخة الخام من "أندرويد ون"، التي تعتمدها "نوكيا" في هواتفها هي الأكثر أمناً، من النسخة المعدلة في بقية هواتف أندرويد التي يعتمدها عدد من الشركات، مثل "سامسونج".
وباستثناء "نوكيا"، وقلة من الشركات، فإن نسخ الأندرويد التي تقدمها بقية الهواتف، هي نسخ معدّلة ومزاحمة بتطبيقات وبرامج للشركات، الهدف منها تعزيز حصتها في السوق، وهي ميزة تحمل من العيوب أكثر مما تحمله من الإيجابيات.
ووفق "سكاي نيوز" يتميّز نظام "أندرويد ون"، بالأمان والحماية من شركة جوجل، فالهواتف التي تحمله تحصل على أسرع تحديثات نظام أندرويد، فضلاً عن أحدث نسخه الصادرة، إضافة إلى تحديثات الأمان المتقدمة التي تضيفها "جوجل" بين حين وآخر ولا تحصل عليها بقية الهواتف سريعاً.
ويرى خبراء التقنية وأمن المعلومات، أن هذه الشراكة المميزة التي تقدمها "جوجل" مع الشركات المصنّعة وبدأت بتعزيزها مع "جوجل"، هي مستقبل واعد لـ "نوكيا" إذا ما استطاعت تعزيزها ومواكبتها بصناعة هواتف واعدة من الفئة الأولى.
وانتقدت "جوجل" بعد آخر هاتف أطلقته، وهو نوكيا 9، الذي تأخر إطلاقه نحو عام، ولم يأت بالشكل ولا بالمواصفات التي تجعله من هواتف الصف الأول.
لكن، رغم ذلك فإن الرهان يبقى على مدى التفات المصنّعين إلى الخطوة التي تقدمها "جوجل" عبر نظام تشغيلها الخام، ومَن الذي يمكنه تقديم هاتف بمواصفات عالية يستغل هذا النظام الفريد، وهي الميزة الوحيدة التي يمكنها أن تنافس هواتف بيكسل التي تصنعها جوجل وتقدم نظام أندرويد خاماً.
والخلاصة، أن "نوكيا" أصبحت بفضل استخدامها نظام "أندرويد ون" الأكثر أماناً، بين جميع الهواتف، ليس عليها سوى أن تتقدم خطوة إلى الأمام؛ لمزاحمة بقية المصنعين بهواتف ذات ميزات متقدمة.