هل نتوقف عن الحملات التوعوية ضد "كورونا"؟

هل نتوقف عن الحملات التوعوية ضد "كورونا"؟
تم النشر في

هل تتحول حملات التوعية الشاملة التي يقودها العالم للتحذير من خطورة فيروس "كورونا" الجديد إلى نتيجة عكسية لدى الجمهور.. فبالتالي تتبلد مشاعرهم، فيبدون لا مبالين؟

بحسب نظرية التحصين أو التلقيح التي تفسر التأثير الذي تحدثه وسائل الإعلام على الأفراد من خلال ما تنشره أو تعرضه. فإن وسائل الإعلام حين تكرر مضامينها في اتجاه معين مع تركيزات عالية نحو فكرة محددة، فهذا يؤدي إلى التبلد والشعور باللامبالاة. الأمر الذي يخلف آثاراً عكسية في بعض الحالات المتعلقة ببرامج التوعية والتثقيف مثلاً. والحال هنا يقارب عمليات التوعية الكبرى التي ينفذها العالم لمحاصرة وباء "كورونا" الجديد Covid-19 عبر الحملات الإعلامية التوعوية الموجهة لكل فئات المجتمع، من خلال بث الرسائل التوعوية، وباستخدام كل وسائل الإعلام التقليدية والرقمية الجديدة.

فالجرعات المتكررة من هذه الرسائل التي تصلنا عبر كل وسيلة اتصال وجدت على وجه الأرض سواء عبر الاتصال الشخصي، أو الجماهيري كالتلفاز والصحف، أو من خلال الهاتف المحمول وتطبيقاته، والتي تعمل عليها جهات حكومية وخاصة، وجدت من التوعية عن فيروس "كورونا" الجديد وسبل مواجهته طريقة إعلانية جديدة للتنافس بينها.

إن الرسائل التوعوية عن فيروس "كورونا" الجديد الصادرة من جهات بخلاف الجهات المعتمدة أضعفت من وزن وحجم خطورة انتشار الفيروس، وضرورة اتباع التعليمات الصحية. وتعرّض الجمهور لذلك النوع من الرسائل التوعوية الإعلانية كجرعات متواصلة ومتتالية بشكل لحظي سيخلق حالة من التبلد واللامبالاة ضد خطورة انتشار عدوى فيروس "كورونا". ذلك ما من شأنه أن يؤدي إلى نتيجة عكسية للعملية الإعلامية التوعوية التي تتبعها وزارة الصحة في إيصال رسائلها بمصداقية وموثوقية.

السؤال الآن:

هل نتوقف عن القيام بالحملات التوعوية لكي لا يتبلد إحساس المتلقي عن أهمية موضوع التوعية ضد انتشار فيروس "كورونا"؟

الإجابة بالطبع لا. لكن بالمقابل تشير بعض الاتجاهات إلى ضرورة الموازنة بين الإغراق التوعوي والندرة التوعوية، بحيث نوجد مساراً وسطياً يوفر المعلومة التوعوية ويجنب المتلقي عن الإصابة بالتخمة الإخبارية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org