استضاف ملتقى أفضل الممارسات في التميز المؤسسي بقطاع العمل الخيري الذي أقيم مؤخرًا بمدينة جدة، صالح بن عبدالله اليوسف مدير عام جمعية إنسان لرعاية الأيتام.
واستعرض اليوسف أهمية التميز في العمل المؤسسي بالجمعيات الخيرية؛ لكونها تحتاج إلى الاستدامة المالية التي تتحقق من خلال التدفقات المالية "التبرعات".
وأوضح أن المنافسة تزداد بين تلك الجمعيات لكسب أكبر قدر من ثقة المجتمع، ولفت النظر لها في ظل زيادة ونمو الجمعيات والمؤسسات الخيرية، مبينًا أن بلوغ الأداء المتميز لا يشكل تحدياً كبيراً في منظمات القطاع الخاص والقطاع الأهلي؛ لأنها تتميز بمساحة كبيرة من الحرية الإدارية في اتخاذ القرار.
وأضاف اليوسف: أن أهم عناصر التميز في جمعية إنسان أن مؤسسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وحظيت برئاسته الفعلية لقرابة خمسة عشر عاماً، وقد كان -حفظه الله- مطلعاً على عملها من خلال ترؤسه لمجلس إدارة الجمعية؛ حيث يعرض على المجلس استراتيجية الجمعية الخمسية. والحسابات الختامية لكل سنة منتهية، إضافة إلى الميزانية التقديرية للسنة القادمة وتقرير عن أهم إنجازات الجمعية للسنة الماضية، وأهم البرامج والمشاريع التي تعتزم الجمعية تنفيذها، وكذلك تقرير عن استثمارات الجمعية، وعرض اللوائح المالية والإدارية وجميع الإجراءات الداخلية.
وأبان اليوسف أن المجلس رشّح لجنة تنفيذية تتولى تسيير عمل الجمعية، وذلك لاتخاذ القرارات اللازمة؛ وبالتالي يضع قادة الجمعية رسالتها ورؤيتها والقيم التي تتطور كل خمس سنوات مع إعادة هيكلة الجمعية، بما يتوافق مع استراتيجيتها الجديدة. كما عينت اللجنة التنفيذية مراجعاً داخلياً يرتبط باللجنة من حيث متابعة سير عمل الجمعية والتحقق من سلامة ونظامية الإجراءات المنفذة، كما تتولى اللجنة مراجعة نتائج الخطط التشغيلية الربع سنوية.
وتابع اليوسف: إن جمعية إنسان وضعت عددًا من الاستراتيجيات منذ تأسيسها وعملت على تطويرها، لتحقق رؤيتها ورسالتها التي تسعى لتلبية احتياجات وتطلعات عملائها من مستفيدين ومتبرعين. مبينًا أن استراتيجية الجمعية الأولى تقوم على ثلاثة محاور هي: زيادة دخل الجمعية، وخفض نسبة المصروفات التشغيلية، وتوسيع القدرة الخدمية، وإنشاء نظام إلكتروني، وكسب رضاء العاملين.
وتابع: لتطوير هذه الاستراتيجية فقد تبنت الجمعية مع أحد بيوت الخبرة رسم استراتيجيتها الخمسية الثانية التي سوف تبدأ مع مطلع عام 2018م، وتتشكل أهم معالمها في تحقيق الاستدامة المالية وتمكين المستفيدين وفق مشاريع نوعية، إضافة إلى تطبيق مفهوم الإدارة الرشيقة.
وأكد اليوسف أن الجمعية تبنت مشروعًا رائدًا وهو قبة إنسان، وذلك لنشر وتنفيذ ومراقبة الاستراتيجية ويتلخص مشروع القبة في متابعة تطبيق آليات فعالة لمتابعة الأداء والإنجاز، ومراجعة مؤشرات الأداء لتنفيذ خطة العمل وقياس التقدم المحقق.
وأوضح اليوسف أن الجمعية وضعت عدة ركائز لتقدير العاملين البالغ عددهم 450 موظفًا وموظفة، ومن ضمنها السلم الوظيفي الذي ينافس كثيراً من المنظمات المماثلة، من حيث الراتب الأساسي والبدلات والعلاوات السنوية المشجعة. كما أدرجت الجمعية جميع موظفيها في نظام التأمينات الاجتماعية، إضافة إلى نظام التأمين الطبي للموظف وأسرته، وكذلك استحداث إدارة التواصل، وصندوق إنسان التكافلي، إضافة إلى جائزة إنسان للتميز، وبرنامج "وصّل صوتك" وإلحاق الموظفين في الدورات التطويرية.
كما استعرض اليوسف خلال ورقة العمل التي أعدها أبرز الشركات مع مختلف الجهات لتنمية موارد الجمعية المالية، من ضمنها شراكة الجمعية مع مصرف الراجحي وفيزا العالمية، وشراكة الجمعية مع شركات الاتصال، والبنوك، وشركة أرامكو السعودية.
وتطرق مدير عام الجمعية إلى أبرز ما يميز البرنامج المالي بالجمعية؛ حيث تتم كافة العمليات المالية بالجمعية إلكترونياً عبر بوابة إنسان الإلكترونية، إضافة إلى وجود مُراجع داخلي مرتبط بمجلس الإدارة، وكذلك إصدار تقرير مالي كل 3 أشهر يحدد الإيرادات والمصروفات والانحرافات، وكذلك وجود خطة طوارئ مالية للتعامل مع أي أزمات مالية، كما أن جميع ما تنفقه الجمعية على المستفيدين يتم بطريقة آلية ويتم تحويلها لحساباتهم.
وفي ختام كلمته بيّن اليوسف أن الجمعية حققت إشادة محلية ودولية وجوائز عديدة؛ منها جائزة الشيخ فهد الأحمد الدولية في دولة الكويت الدولية، وجائزة الفوربس في مجال الشفافية لعام 2012، وجائزة السنابل 2015 في مملكة البحرين، وجائزة الأمير نايف للسعودة على مستوى القطاع الخيري في المملكة العربية السعودية، إضافة إلى جائزة السعفة للنزاهة والشفافية لعام 2012، وجائزة السبيعي للتميز 2016، والحصول على شهادة ربيز في تطبيق المستوى الأول، والجمعية بصدد الحصول على شهادة الآيزو 9001.