شارك مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فعاليات لقاء هوراسيس الاستثنائي في البرتغال لعام 2021م، الذي جرت فعالياته يوم أمس بمشاركة صانعي السياسات ورجال الأعمال ومنظمات الحوار والقيم الإنسانية.
جاء ذلك ممثلًا في أمينه العام فيصل بن معمر الذي ألقى كلمة شدّد فيها على أهمية الالتزام بتعزيز دور المؤسسات والقيادات الدينية لمواجهة تحديات عالمنا، مشيرًا إلى جائحة كورونا، محور هذا اللقاء، منوهًا إلى طول فترة الجائحة وآثارها بعيدة المدى التي لم تكن في الحسبان، بالإضافة إلى تغير شكل عالمنا بعد التعافي منها.
واستعرض "بن معمر" جهود مركز الحوار العالمي التي تمحورت العام الماضي حول معالجة تحديات الجائحة، وتفعيل دور القيم الدينية والحوار في حل الأزمة التي تسببت في فقد الكثير من الناس، فضلًا عن مضاعفتها لوتيرة معدلات الفقر وتزايد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي فرضتها الإجراءات الاحترازية والعزل للحد من انتشار الجائحة، بالإضافة إلى تنامي الدعوات المحرضة على أعمال العنف وإقصاء المكونات المجتمعية الأخرى، فضلًا عن تصاعد مظاهر معاداة المسلمين والمهاجرين واللاجئين والفئات المهمَّشة ومعاداة السامية، مؤكدًا على إدراك المركز لخطورة الجائحة على مستوى الصحة العامة وعلى مستوى إضعاف النسيج الاجتماعي والعلاقات بين أتباع الأديان.
وأشار ابن معمر إلى تساؤل فريق عمل المركز عن كيفية مساهمة المؤسسات الدينية في التفاعل مع الناس ومساعدتهم في ظل غياب التواصل المباشر، وفي عالم يسوده التباعد الاجتماعي والإغلاق، وعن دور الحوار في تجاوز هذه الإجراءات، مشدّدًا على دور المركز المهم في تجاوز جميع التحديات وإيجاد حلول فاعلة، وذلك من منطلق مهمته في تعزيز الحوار والقيم الإنسانية المشتركة التي تجمع أتباع جميع الأديان.
وعزا نجاحات مركز الحوار العالمي في دعم المجتمعات المحلية، إلى عدد من البرامج والفعاليات الملهمة؛ منها: برنامج "المشاريع الحوارية" الذي يدعم مشاريع (60) منظمة تابعة لــ(15) دولة عربية؛ بهدف دعم الفئات الضعيفة، كما تم إطلاق عدد من البرامج في أفريقيا وآسيا، وذلك في إطار الجهود المبذولة لمكافحة خطاب الكراهية وتعزيز المواطنة المشتركة ومعالجة آثار الجائحة، بالإضافة إلى دعم المركز المساند لمساعي نحو (200) من القيادات الدينية التي نظمت حملات تلفزيونية وطنية لمكافحة خطاب الكراهية، وساعدت أولئك الذين فقدوا وظائفهم، وقدمت الخدمات الدينية والاستشارات النفسية.
وفي ختام كلمته شدد ابن معمر على أهمية إشراك المؤسسات الدينية وتعزيز قدراتها على مساندة صانعي السياسات ومواجهة التحديات العالمية التي ربما تطول مدتها، مثيرًا بذلك مجموعة من التساؤلات التي تحتاج إلى إجابات واضحة من جميع الأطراف المعنية؛ وهي: هل لدى المؤسسات والقيادات الدينية الدراية الكافية بمسؤولياتها؟ هل تمت مشاركة فاعلة في الحوار العالمي مع صانعي السياسات والمواطنين، أم أنها لم تأخذ حقها الكافي من المشاركة في دعم صناعة القرار؟ وما مدى مساهمة المنظمات الدولية متعددة الأطراف كمركز الحوار العالمي.