ما الذي يحدث في كازاخستان؟.. مظاهرات وعنف وأوامر بقتل المحتجين وقوات روسية تنتشر في البلاد

قتلى وإصابات بالعشرات.. واضطرابات تعمُّ الأرجاء
ما الذي يحدث في كازاخستان؟.. مظاهرات وعنف وأوامر بقتل المحتجين وقوات روسية تنتشر في البلاد

تعيش كازاخستان في الآونة الأخيرة على صفيح ساخن إثر اشتعال المظاهرات ضد الرئيس والحكومة، التي شابها عنف وهرج مرج؛ أدى إلى سقوط عشرات القتلى والمصابين في صفوف المتظاهرين وقوات الأمن.

وأمر قاسم توقاييف، الرئيس الكازاخي، قوات الأمن بـ"إطلاق النار دون تحذير" على المحتجين الذين وصفهم بالإرهابيين والمجرمين والقتلة، معلنًا رفضه إمكانية التفاوض معهم كلية، فيما نشرت روسيا قوات لاحتواء الاضطرابات التي عمَّت أنحاء البلاد.

ما الذي يحدث؟
ترجع أسباب الأزمة التي تعيشها تاسع أكبر دولة مساحة في العالم إلى الاحتجاجات التي اندلعت منذ الأحد الماضي من جراء ارتفاع أسعار الوقود، وما استتبعه من ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، فضلاً عن السياسات الحكومية التي تلقى سخط قطاع عريض من الشعب الكازاخستاني.

وأخذت المظاهرات الاحتجاجية منحى تصاعديًّا، وسرعان ما تحولت إلى العنف مع لجوء الشرطة للغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت ضد الآلاف من المحتشدين في ألماتي، كبرى مدن كازاخستان وعاصمتها السابقة.

وبحلول يوم الأربعاء أُعلنت حالة الطوارئ، لكن الآلاف استمروا في النزول للشوارع، واندلعت أعمال العنف، ونهب المحال، وإضرام النار في السيارات.. فيما سرت الأنباء حول انقطاع خدمة الإنترنت في أجزاء عديدة من البلاد.

تدخُّل روسي
في الوقت الذي تصاعدت فيه حدة الاحتجاجات، وأعلنت البلاد الغنية بالنفط والغاز حالة الطوارئ، أرسلت منظمة معاهدة الأمن الجماعي (تحالف عسكري حكومي دولي في أوراسيا، يضم دول ما بعد الاتحاد السوفييتي) قوات لحفظ الأمن، واحتواء الاضطرابات بناء على طلب الرئيس الكازاخي الغارق في الاحتجاجات المتصاعدة.

وسرعان ما انتشرت القوات الروسية وقوات أخرى من قيرغيزستان وأرمينيا؛ لتسيطر على مطار مدينة ألماتي، فيما ذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها أن "وحدات حفظ السلام التي تم نشرها في كازاخستان وصلت إلى مواقعها لأداء المهام الموكلة إليها".

طبيعة الصراع
وتمتلك كازاخستان حدودًا طويلة مع روسيا، كما تعد الحديقة الخلفية لموسكو، وموردًا اقتصاديًّا مهمًّا للدب الروسي؛ لما تتمتع به من ثروات غنية بالنفط، والغاز، والفحم، والمعادن؛ ما يجعلها مطمعًا كبيرًا للعديد من القوى، كما يفسر امتلاكها نحو 7 آلاف كيلومتر من الحدود مع روسيا مسارعة موسكو إلى نشر قوات في البلاد التي تعمُّها الفوضى في الوقت الراهن.

وألقى الصراع بين روسيا والغرب بظلاله الكثيفة على نور سلطان (عاصمة كازاخستان)؛ فقد اتهم الروس الولايات المتحدة بتأجيج الاحتجاجات في البلاد، بينما حذَّر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من أن كازاخستان "ستجد صعوبة كبرى في الحد من النفوذ الروسي".

وقال بلينكن في مؤتمر صحفي في واشنطن: "ثمة درس من التاريخ الحديث، مفاده أنه ما إن يدخل الروس بلدًا ما فإن إخراجهم يكون أحيانًا أمرًا بالغ الصعوبة".

في الوقت نفسه، شكر "توقاييف" حليفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ وذلك في أعقاب وصول القوات الروسية لمساعدته في دعم السلطة في البلاد. وقال الرئيس الكازاخي إن هذه القوة ستبقى في بلاده "لفترة محدودة"، وإنها لضمان "حماية المرافق الاستراتيجية".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org