تعرَّف على سيرة "الهزاني" أحد رجال الملك عبدالعزيز.. صاحب الرأي و"راعي المرشومة"

شارك مع المؤسس في جميع الغزوات.. وكان موضع ثقته.. وانتدبه لقمع المفسدين
تعرَّف على سيرة "الهزاني" أحد رجال الملك عبدالعزيز.. صاحب الرأي و"راعي المرشومة"

انطلق الملك عبدالعزيز من الكويت برفقة رجاله الأوفياء متسلحًا بالإيمان والعزيمة والإصرار لبدء أولى مراحل بناء المملكة العربية السعودية، وهي استرداد الرياض، وذلك في عام 1319هـ. والواجب بتلك المناسبة الغالية التعريف بأحد الرجال الذين شاركوا المؤسس، وساندوه في أهم مرحلة من مراحل المملكة العربية السعودية، وهو عبدالله بن عثمان الهزاني الذي وُلد عام 1285 هـ.

ولقبيلة بني هزان الكثير من المآثر والمواقف مع الدولة السعودية منذ نشأتها في الدرعية، وفي نعام حيث تسكن أسرته آل عثمان من قبيلة بني هزان، وفيها نشأ بطلنا محبًّا للفروسية والرماية، ومنها انتقل إلى الرياض، وكان يُكنَّى بأبي عثمان"، وهو من الشجعان المعروفين، وأحد الرجال الرواد الذين دخلوا مع الملك عبدالعزيز -رحمه الله- الرياض عام 1319هـ، ويلقب بـ"راعي المرشومة"، وهي بندقية، كان يحملها، لم تخطئ له رصاصة، وذلك حينما التقى عبدالله بن عثمان الهزاني رجال الملك عبدالعزيز في الأحساء، ثم ذهب إلى الملك عبدالعزيز. وهنا تجلى دور القائد العظيم في الاستفادة من حداثة عهد الهزاني بالرياض في رسم خطة دخول الرياض، وكان ذلك في شهر شعبان من عام 1319هـ.

وذكر الشيخ عبدالله بن حسين الغانم في روايته عن قصة استرداد الملك عبدالعزيز الرياض أن عبدالله بن عثمان الهزاني "هو الذي رسم الخطة بين يدي الملك عبدالعزيز. وقد شارك مع الملك عبدالعزيز في جميع الغزوات حتى أدركه الكِبَر، وكان موضع الثقة للملك عبدالعزيز؛ إذ كان ينتدبه في كثير من المهمات في قمع المفسدين والتنكيل بهم؛ لما عُرف عنه من شجاعة ووفاء وسداد الرأي".

وشارك "عبدالله بن عثمان الهزاني" في عدد من معارك توحيد البلاد، وفي العديد من الغزوات والفتوحات، كما يتضح من خلال المراسلات المستمرة بينه وبين الملك عبدالعزيز. فابتداء من فتح الرياض شارك في المعارك التي تليها. ونصت الوثائق على مشاركته في معركة الشنانة سنة 1324هـ، وكان قائدًا في غزوة سدير عام 1328هـ، واستمر كذلك حتى كف بصره.

وظل كذلك وفيًّا لقائده الملك عبدالعزيز -رحمه الله وجزاه عن أبناء هذا الوطن خير الجزاء-. ولا أدل على ذلك من رواية صاحب الأدب وحافظ الشيم الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود في عام 1367هـ؛ إذ ذكر أنه رأى "عبدالله بن عثمان الهزاني" عند والده الملك عبدالعزيز، ورأى تكريمًا وتقديرًا من والده لأحد رجاله المخلصين. وذكر سموه أنهما كانا يتذاكران أحداث استرداد الرياض.

وتوفي عبدالله بن عثمان الهزاني في الرياض عام 1371 هـ تقريبًا. رحمه الله رحمة واسعة. وقد مُنح وسام الرواد في عام 1419 هـ؛ وذلك بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس السعودية. ولا يزال لهذا البطل سلالة تسكن مدينة الرياض، وهم كأبيهم: وفاء وشهامة ونبل.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org