ترك الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبد العزيز نائب أمير المنطقة الشرقية بصمة واضحة على خمس محافظات بالمنطقة، زارها في أربعة أيام فقط خلال الأسبوع الماضي، بدأها بالجبيل، واختتمها برأس تنورة.
وخلال تلك الزيارات، حرص نائب أمير الشرقية على الالتقاء بأهالي المحافظات، وتلمس احتياجاتهم ومناقشتهم في نوعية الخدمات المقدمة لهم، والوقوف على مطالبهم، فضلاً عن الاطلاع على المشروعات التنموية والنهضة الشاملة التي تعيشها مختلف محافظات الشرقية.
ولم ينس نائب أمير الشرقية قبل بدء الزيارة، أن يوجّه بعدم إقامة أي مظاهر احتفالية، داعيًا إلى صرف أي مبالغ مرصودة لتلك الزيارة، لصالح الجمعيات الخيرية في تلك المحافظات، وهو ما قوبل بالترحاب من أعيان المحافظات والأهالي.
وأكد الأمير أحمد بن فهد للمحافظين، أن زيارته التفقدية، تأتي بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد ــ يحفظهما الله ــ، وبمتابعة من الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية.
محافظة الجبيل.. البداية
وانطلقت زيارات نائب أمير المنطقة الشرقية، يوم الأحد من الأسبوع الماضي، بجولة تفقدية لمحافظة الجبيل، واستهلها بزيارة إلى مبنى بلدية محافظة الجبيل، ثم توجّه إلى صالة الاجتماعات، وشاهد عرض فيديو عن أهم الإنجازات والمشروعات التنموية لبلدية الجبيل وعرض بوربوينت عن أهم الإنجازات لمكتب التعليم بالجبيل، وعرض آخر عن مشروعات المياه بالجبيل.
كما زار مبنى الهيئة الملكية بالجبيل، حيث اطلع على معالم النهضة، وما تحتويه من تجهيزات أساسية وفرص استثمارية.
وانتقل الأمير أحمد بن فهد لمقر كلية الجبيل الصناعية، وشاهد عرضًا عن قطاع كليات ومعاهد الهيئة الملكية، كما استعرض عددًا من المشروعات الطلابية، والتقى مع الطلاب وحاورهم حول ما تقدمه الكلية لهم من برامج تعليمية وتدريبية، مبديًا سعادته بالإنجازات العلمية للكلية والمشروعات الطلابية التي عرضها طلاب الكلية.
النعيرية والقرية العليا
وجاءت زيارة الأمير أحمد بن فهد بن سلمان يوم الاثنين من الأسبوع الماضي، لمحافظتي قرية العليا والنعيرية، حافلة بالعديد من المشروعات التنموية، بتكلفة إجمالية بلغت 246.163.918 ريالاً، حيث وضع حجر الأساس لمركز الأسر المنتجة بالنعيرية (عطاء)، والذي تم إنشاؤه بشراكة مجتمعية بين محافظة النعيرية وأرامكو السعودية.
ودشن في النعيرية مشروعات سفلتة وأرصفة وإنارة ومشروعات تحسين وتجميل مداخل النعيرية والقرى والهجر التابعة، ومشروع درء أخطار السيول وتصريف مياه الأمطار، ومشروع صيانة الحدائق والمسطحات الخضراء، ومشروع صيانة وتشغيل وإنارة النعيرية والهجر التابعة، ومشروع تشغيل وصيانة وتصريف مياه الأمطار بالنعيرية، ومشروع جمع ونقل النفايات والتخلص منها بمحافظة النعيرية والقرى التابعة لها.
كما دشن مشروعات إنشاء 4 حدائق و6 ملاعب كرة قدم بالقليّب والقرى التابعة لها، ومشروع إنشاء متنزه القليّب ومشروع المركز الحضاري بالقليب، ومشروع إنشاء الثانوية الثانية للبنات بالنعيرية، ومشروع إنشاء المتوسطة الثالثة للبنات بالنعيرية، ومشروع إنشاء المتوسطة الثانية للبنات بالنعيرية، واستكمال مشروع ابتدائية الملك فهد بالسلمانية، واستكمال مشروع الابتدائية الأولى للبنات بنطاع، ومشروع تشغيل وصيانة محطات تنقية المياه بالنعيرية، ومشروع صيانة وتشغيل مشروعات المياه في القرى التابعة لمحافظة النعيرية، ومشروع سقيا المواطنين بالنعيرية والقرى والهجر التابعة لها الجزء الثاني، ومشروع صيانة وتشغيل محطات الصرف الصحي بالنعيرية.
كما دشن مشروع برنامج نزح البيارات بالمناطق المتضررة بالنعيرية، ومناقصة متعهد التوصيلات المنزلية للمياه والتمديدات اللازمة بالنعيرية، ومشروع تنفيذ محطة المياه المحلاة بالسلمانية، ومشروع تنفيذ خزانات واقفة لوحدات التحلية ومحطة ضخ المياه المحلاة وخط الطرد بالنعيرية وشبكات المياه بالنعيرية المرحلة الثانية والخزان العالي، ومشروع إنشاء خزان علوي بمليجة ومحطة التحلية بمركز عتيّق ومحطة التحلية بمركز الكهفة.
مشروعات رأس خير
كما زار الأمير أحمد بن فهد، الثلاثاء، منطقة رأس الخير الصناعية، واطلع على المنشآت الصناعية التعدينية، سواء التي تم اكتمالها، أو التي يجري إنشاؤها حاليًا، وتشكل أكبر مجمع صناعي تعديني متكامل من نوعه في العالم، يضم جميع المرافق الأساسية الخاصة بالصناعات التعدينية من المنجم إلى المنتج النهائي في موقع واحد، وتصديرها إلى الأسواق العالمية.
واطلع على ما قامت به الهيئة الملكية بالجبيل من خدمات وبنية تحتية، بعد صدور الموافقة على قيام الهيئة بإدارة منطقة رأس الخير للصناعات التعدينية، وتوفير الخدمات لصناعات التعدين والصناعات الأخرى على نمط مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين، واعتماد برنامج لإنشاء وإدارة منطقة للصناعات التعدينية.
واستمع إلى عرض عن الدور الذي تقوم به الهيئة الملكية من خدمات وما تقدمه من بنية تحتية بخبرتها الواسعة، حيث تولي الهيئة الملكية بالجبيل المنطقة جل الاهتمام في مختلف المجالات، وخصوصًا الخدمية والسكنية، وافتتاح الطرق والرصف والتشجير للمناطق السكنية، وافتتاح الطريق المختصر بين الجبيل الصناعية ورأس الخير بطول 86 كم باختصار 40 كم تقريبًا.
ويشتمل الطريق على ثلاثة مسارات لكل اتجاه، ويضم ٥ جسور رئيسة للتقاطعات ونفقين وستة جسور عابرة للخدمات مثل سكة القطار وأنابيب أرامكو ومجاري الأمطار، ومنها جسران في اتجاه طريق أبو حدرية وعدد من المخارج.
وأوضحت الهيئة الملكية في العرض أن الطريق نفذ وفقًا للجودة المعتمدة ليخدم موظفي الشركات في رأس الخير والحركة المرورية بين المنطقة الصناعية للجبيل 1، وحتى مركز المدينة والأحياء السكنية.
ووقف نائب أمير المنطقة الشرقية في الزيارة ذاتها، على الحراك التنموي الذي تقوده شركة التعدين العربية السعودية "معادن" عبر منظومة مشروعاتها المتكاملة في مدينة رأس الخير الصناعية، والتي دخلت مرحلة مهمة مع تشرفها برعاية خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- في التاسع والعشرين من نوفمبر 2016م، لحفل تدشين مشروعات البنية الأساسية التنموية والتعدينية في هذه المدينة الواعدة، التي أصبحت منصة انطلاق قطاع التعدين السعودي الحديث.
وساهمت تلك المشروعات في مجملها في تأسيس قطاع التعدين كركيزة جديدة للصناعة السعودية ورافد أساس للاقتصاد الوطني، في قطاع حديث نسبيًا، ببنيته وصناعاته الأساسية والتحويلية ويتركز في صناعتي الألمنيوم والأسمدة الفوسفاتية، ومشروعات البنى الأساسية التي مكنت من بناء قطاع تعدين حديث، بمقاييس عالمية، تمت وفق رؤية الدولة.
وبلغ حجم الاستثمارات فيها ما يزيد على 130 مليار ريال، تضيف إلى الناتج المحلي نحو 35 مليار ريال، بجانب نقل وتوطين تقنية الصناعات التعدينية في المملكة، فضلاً عن إسهامها في إيجاد 12 ألف فرصة وظيفية مباشرة، وعشرات الآلاف من الفرص غير المباشرة للمواطنين.
واطلع نائب أمير المنطقة الشرقية، على الشواهد الصناعية لشركة معادن، وآليات عملها من الحجر وصولاً إلى المنتج النهائي، واستمع سموه لشرح من الرئيس وكبير المديرين التنفيذيين في معادن المهندس خالد المديفر ورؤساء شركات الفوسفات والألمنيوم وشباب الشركة السعوديين الذين يديرون منشآتها الصناعية العملاقة، وتضمن الشرح بدايات المشروع والمراحل التي مر بها وصولاً إلى مرحلة التصدير إلى الأسواق العالمية مع تلبية متطلبات السوق المحلي من منتجات معادن.
الشراكات في رأس تنورة
ودشن الأمير أحمد بن فهد، خلال زيارته إلى رأس تنورة، يوم الأربعاء الماضي، العديد من المشروعات التنموية، حيث افتتح معهد إتقان التابع لشركة أرامكو السعودية، مشيدًا بدور المعهد في تدريب وتأهيل الشباب السعودي، وتهيئتهم لسوق العمل. وتجوّل في المعهد، واستمع إلى شرح تفصيلي عن الشراكات الإستراتيجية، وإعداد وتطوير وتطبيق إستراتيجية فاعلة ومستدامة تعمل على استقطاب مساهمين داعمين للمعهد.
ويُعد "إتقان" أحد المعاهد الرائدة في مجال التدريب على التفتيش والفحص الفني، ويهدف إلى لعب دور بارز في تنمية قطاع التدريب، من خلال تطبيق برامج تتوافق مع أعلى المعايير الدولية المعتمدة؛ لتزويد قطاعات العمل الوطنية بكوادر مؤهلة على أعلى المستويات ومدعومة بالمعرفة الأكاديمية والمهارات العملية في كل مجالات التخصص المطروحة.
وأقام الأمير أحمد بن فهد بن سلمان، خلال الزيارة مأدبة غداء لأهالي محافظة رأس تنورة، بمناسبة زيارته التفقدية للمحافظة، في قاعة الرومانسية بالمحافظة. وفور وصوله قاعة الاحتفال المعد لاستقبال الأهالي ومديري الإدارات الحكومية والفضيلة ورجال الأعمال.
وفي الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة ألقيت كلمة أهالي المحافظة ألقاها نيابة عنهم محافظ رأس تنورة محمد بن عبدالوهاب بودي، رحب في مستهلها بنائب أمير المنطقة والحضور، وأعرب عن سعادة الجميع بزيارته للمحافظة، مثمنًا ما تلقاه جميع الأجهزة الحكومية بالمحافظة من دعم كبير من أمير المنطقة الشرقية، ونائبه.
وقال: "يأمل أهالي المحافظة مساعيكم الكريمة لترى النور قريبًا، بإذن الله، وإكمال الجسر البحري الذي يربط بين المحافظة، وطريق الجبيل الدمام السريع"، موضحًا أنه نفذ منه نسبة 80 % تقريبًا، وتبقى الجسر العلوي بمسافة 700 متر، والذي سيكون سببًا في إنعاش المحافظة اقتصاديًا وسياحيًا، وسيكون منفذًا آخر للمحافظة في حال حدوث الكوارث لا قدر الله, سائلاً الله تعالى أن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها وولاة أمرها.
وفي ختام الحفل، تسلم نائب أمير المنطقة الشرقية هدية تذكارية بهذه المناسبة وصورة تذكارية للمغفور له الأمير فهد بن سلمان لزيارة رأس تنورة قبل 35 عامًا.
