تغادر "سبق" الحاضر وتعود إلى عام 100 هجرية لتنقل للقراء في تجربة مثيرة وشيقة كيف كان رمضان في عام 100 هجرية وكيف كانت أحوال المسلمين في هذا الشهر وهذا العام.
شهر رمضان عام 100 هجرية كان في عهد الأمويين الذين نقلوا عاصمة الخلافة من الكوفة إلى دمشق، وكان الخليفة سليمان بن عبد الملك الذى توفي عام 99 هجرية الموافق 717 ميلادية قد وصى بالخلافة إلى عمر بن عبد العزيز وتولى الخلافة عام 99 هجرية ولمدة عامين ونصف فقط وكان حكما مقسطا وإماما ورعاً حتى لقب بخامس الخلفاء الراشدين.
رمضان في عصره
فور تسلمه الخلافة وبعد خطبته في المسجد الأموي بدمشق جاء رمضان يوم الاثنين 27 مارس 719 ميلادية وقد عم الرخاء بعد شهور من تولية الخليفة عمر بن عبدالعزيز وكان من نتيجة حكمه العادل اعتناق كثير من الناس الإسلام, وتحسنت أحوال المسلمين وارتفع مستواهم المعيشي وانعدمت طبقة الفقراء حتى لم يوجد فقير واحد يستحق الزكاة وزاد الطعام ودخلت أنواع كثيرة من الأكلات الرومية والفارسية مثل اللحم البولي –أكلة فارسية – فيها تضاف الفواكه إلى اللحم ولم تكن تعرفه العرب بالإضافة إلى الخبز الرومي وغيره، إلى طعام المسلمين، وظهرت المأدبة في القصور وأنواع كثيرة من الفواكه التى كانت تزرع في ربوع الشام والعراق ومصر.
السبحة والقناديل
انتشر الرخاء والقسط والتدين فظهرت السبحة وكانت عبارة عن خيط يجمع الأحجار الكريمة وكان يمسك بها الولاة ورؤساء الجند في ذلك الوقت وبدأت تنتشر السبحة كمظهر من مظاهر التدين والوجاهة، كما عرفت المساجد الأسرجة أو القناديل المضيئة بالزيت وأخذها المسلمون من الروم الذين كانوا يحكمون بلاد الشام وطردهم المسلمون.
أحداث جسام في رمضان
-قام الخليفة عمر بن عبد العزيز في رمضان عام 100 هـ بعزل الجراح بن عبد الله الحكمي عن إمارة خراسان بعد سنة وخمسة أشهر بسبب أنه يأخذ الجزية ممن أسلم من الكفار ويقول : أنتم إنما تسلمون فرارا منها، فامتنعوا من الإسلام وثبتوا على دينهم وأدوا الجزية .فكتب إليه عمر : إن الله إنما بعث محمدا صلى الله عليه وسلم داعيا ولم يبعثه جابيا .
- أمر عمر بن عبدالعزيز الجيش الذي كان يحاصر القسطنطينية بقيادة مسلمة بن عبدالملك بالعودة إلى بلاد الشام، وولد العديد من علماء الإسلام في هذا الشهر كما ذكرت أغلب الكتب، منهم الخليل بن أحمد العالم النحوي واضع علم العروض وأبو مسلم الخراساني وإبراهيم بن أدهم ورابعة العدوية وهي رابعة بنت إسماعيل العدوي والتي ولدت في مدينة البصرة من أب عابد فقير وهي ابنته الرابعة وهذا يفسر سبب تسميتها رابعة، كما شهد وفاة آخر صحابي رأى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني.