توفيت "مويضي" ذات الـ 45 عاماً، بحائل، بعد أن تعرضت لخطأ طبي عقب إجراء عملية قيصرية لها في مستشفى الولادة والأطفال بحائل، وذلك وفق ما أفاد بها زوجها.
وقال زوج المتوفاة لـ"سبق" إن زوجته أُدخلت المستشفى الأربعاء قبل الماضي وأنجبت، بنتاً بعد عملية قيصرية، عصر الخميس، وإن من بشّره بذلك هي زوجته، بعد أن فاقت من التخدير، وقد زارها، وهي بخير، وفي الساعة الثانية عشرة صباح الجمعة، أجرت مع زوجها اتصالاً تطمئنه على صحتها، إلا أنها تشعر بحرارة شديدة في كافة أطرافها، وأرجعت ذلك إلى إطفاء أجهزة التكييف في المستشفى،فطلب منها أن تبلغ الممرضات لتشغيل المكيف.
وأضاف أنه في الساعة الثالثة فجراً تلقى اتصالاً من المستشفى يدعوه للحضور على وجه السرعة وبحضوره، أخبره المدير المناوب، بتردي صحة زوجته، وإدخالها العناية المُركزّة، وأن عليه التوقيع على نماذج، تحتوي على تعهد بالسماح لهم بإعطاء زوجته حقنًا مٌعينة، وأنه في حالة وجود أضرار جانبية لا يتحمل المستشفى النتائج.
وأشار الزوج إلى أنه وقّع على النماذج في سبيل إنقاذ صحة زوجته.
وأردف: الفريق الطبي بمستشفى الولادة والأطفال بحائل، استدعى فريقاً طبياً من مستشفى الملك خالد بحائل، وحضر الفريق،الذي شاهد الحالة فقط دون اتخاذ أي إجراء طبي، فيما رفض مستشفى الملك سلمان التخصصي بحائل، استقبال الحالة، وأشار وقتها الفريق الطبي، إلى أفضلية نقلها للمستشفى السعودي الألماني بحائل، إلا أن ذلك يتطلب موافقة من وزارة الصحة، والذي يتم عن طريق إدارة التنسيق الطبي وأهلية العلاج بصحة حائل، وذلك بموجب تعميم عممه مدير إدارة التنسيق الطبي وأهلية العلاج بصحة حائل لجميع المستشفيات بعدم نقل الحالات المرضية إلا بعد موافقة الوزارة، بعد الرفع لها.
وأردف: أنه أشار لهم أن الحالة تحتاج نقلاً على وجه السرعة، إلا أن المدير المناوب في المستشفى رفض ذلك مستنداً على تعميم عدم نقل أي حالة لمستشفى خاص إلا بعد الموافقة، وبقيت زوجته في العناية المُركزّة حتى وصلت الموافقة بعد 16 ساعة، وذلك في الساعة السادسة مساءً، فتم نقلها للمستشفى السعودي الألماني السعودي بحائل.
وكشف الزوج، أنه حصل على معلومات قبل سقوط زوجته إذ أخبره المستشفى بأن الممرضات قمن بتمرين زوجته على المشي بعد العملية في ممرات المستشفى، إلا أنها شعرت بالتعب، فجلست على أحد الكراسي في الممر، وعند وقوفها مرة أخرى لاستكمال تمرينها، سقطت مغشياً عليها، الأمر الذي أدخلت بسببه العناية المُركزّة.
وأضاف أنه تقدم بشكوى لمركز 937 برقم معاملة 25480-1441، فيما تقدم بشكوى خطية لمدير عام الشؤون الصحية في حائل، الذي وعده بتشكيل لجنة للوقوف على ملابسات وفاة مريضة زوجته، وتضم بعضويتها الهيئة الطبية الشرعية بحائل.
وبحسب تقرير صادر من المستشفى السعودي الألماني السعودي بحائل، فقد كانت "مويضي" تعاني عند دخولها المستشفى من انصمام رئوي حاد، وتم إعطاؤها صدمات ووضعها على جهاز التنفس الصناعي.
وعن التاريخ المرضي لها، أشار ذات التقرير إلى أنها تعاني من مرض سكري الحمل، ووفقًا لتقرير من الطبيب المحوِّل للحالة، فإن المريضة تعرضت، لنزيف أثناء العملية 3.5 لترًا، وتلقت ثلاث عبوات كريات دم حمراء ووحدتين بلازما طازجة، وبعد ذلك تم تنويمها بوحدة العناية المركزة من أجل المتابعة.
وتضمن التقرير المرفق من الطبيب المحوِّل، أن المريضة بدأت خلال تنويمها بوحدة العناية المركزة في التحرك، وبعد ذلك تعرضت لعدم تشبع بالأكسجين وتم إعطاؤها صدمات ووضعها على جهاز التنفس الصناعي وتوصيلها على الأنابيب، وتم عمل فحص "دوبلر" على الجهاز الوريدي لكلا الطرفين السفليين وأظهر تحسناً في التجلط في وريد الفخذ الأيمن حوالي 16 مم في الطول.
وأجري مخطط صدى القلب وأظهر توسعاً بالبطين الأيمن (بشكل كبير) مع قصور وظيفي وارتفاع ضغط الشريان الرئوي (55 مليمتر زئبق)، مع انصمام رئوي، ولذلك بدأت المريضة على "هيبارين" و"نورفنفرین" حقن.
وأظهر تقرير المستشفى السعودي الألماني السعودي بحائل، أن المريضة تم تحويلها للمستشفى من أجل عمل أشعة مقطعية على الصدر مع تصوير الأوعية الرئوية، وأنه تم توصيل المريضة على الأنابيب الحنجرية ووضعها على جهاز التنفس الصناعي وكان الأوكسجين ۱۰۰%، ضغط نهاية الزفير الإيجابي ۱۰، والتشبه بالأكسجين 85% فقط.
وأشار التقرير إلى أن المريضة على جرعة عالية من علاج "نورفترین" وضغط الدم 50/80 على حقن "هيبارين"، وأن المريضة في غيبوبة عميقة ومقياس الوعي 2/10 مع توسع ببقعة العين وفقد رد الفعل القرني، فيما يوجد قسطرة بولية وقسطرة وريدية مركزية تحت الترقوة، وبعد وقت قليل أصبح هناك عدم تشبع بالأكسجين مع أقصى أوكسجين بالفعل وضغط نهاية الزفير الإيجابي، وقد تم صدم المريضة على أعلى جرعة "ليفوفيد" وأصبح لديها بطء قلب.
وقام الفريق الطبي بالمستشفى بعمل إنعاش قلبي رئوي وفقًا لبروتوكول" أي سي إل إس" لمدة 30 دقيقة، ولكن لسوء الحظ لم يكن هناك استجابة وتم إعلان الوفاة الساعة التاسعة مساءً، أي بعد وصولها للمستشفى السعودي الألماني السعودي بحائل بساعتين، وذلك بعد عمل تخطيط قلب كهربائي.
وقد تواصلت "سبق" مع مدير إدارة التواصل والعلاقات والتوعية والمتحدث الرسمي بصحة حائل، منذ الثلاثاء الماضي، إلا أنه لم يقم بالرد حتى الآن.