التبرُّع الوهمي..!!

التبرُّع الوهمي..!!

شهدت طلبات زراعة الكلى والتبرع بالأعضاء رواجًا خلال السنوات الأخيرة بشكل لافت.. فمريض الكلى يبحث عن الزراعة من أي متبرع "باللي هو به"، خاصة ممن يتعذر تبرع أحد من أسرهم المقربين لعدم تطابق العينات والتحاليل؛ وبالتالي استغل الكثير من ضعاف النفوس عبر مواقع التواصل الافتراضي والصفحات الاجتماعية تلك الحاجة وهذا الاحتياج من خلال نشر الإعلانات برغبتهم في التبرع للمرضى المحتاجين لإنهاء معاناتهم..!!

من المؤكد أن مثل هذه المبادرات والتبرعات والإيحاءات بالتبرع تأتي بمقابل مادي بالطبع؛ إذ يتم من تحت الطاولة ومن خلف الستار، وبعيدًا عن الأنظار على طريقة "هات وخذ".. وهو أمر وإن كان يخالف النظام والقوانين الدولية، ولا يحظى بموافقات من الصحة والمنظمات الإنسانية، إلا أنه يتم بالرضا بين الطرفين (المتبرع والمحتاج) لأسباب مختلفة من شخص لآخر، وفقًا لظروفهم وموافقاتهم المسبقة، واتفاقهم بالتراضي..!!

العديد من المرضى المحتاجين للزراعة وذووهم يُصدمون في النهاية بلصوص ونصابين محترفين وبائعي وَهْم، يستنزفوهم أكبر وقت وقدر ممكن من الاستغلال بتكرار إرسال الرسائل والاتصالات، وشكوى الحال، واختلاق أعذار جديدة بصفة شبه يومية.. فمثلاً يخبرهم بوجود السيارة في الورشة، ومرات "أحد الوالدين أو الإخوان رفض فكرة تبرعي تمامًا"؛ وبالتالي يؤكد في اتصالاته أنه لو وجد لديه فقط عشرة آلاف ريال فإنه بالإمكان إقناعهم واعتبارها فوق الحساب؛ ما يجعل من اتخاذ قرار التحويل من قِبل ذوي المريض خيارًا لا بد منه على مضض..!!

هذا بخلاف المواعيد "الأسبوع الجاي"، الشهر القادم.. التي لا تأتي؛ وهذا بدوره يزيد من معاناة المريض فترات طوالاً على أمل ترقب بصيص النجاة، في حين هؤلاء اللصوص يستغلون ضعف المرضى وخوف ذويهم من المطالبة باسترداد الأموال المتقطعة التي أُخذت منهم دونما رضا في حال لم يتم التبرع في النهاية، وهو ما يحدث غالبًا، ويكون ما تم دفعه مجرد مقدمات وهدايا وأعطيات لعل وعسى..!!

إن القانون لا بد أن يحمي المحتاجين، خاصة المرضى؛ فليس من المنطق أن يكون المرضى بأي نوع من الأمراض والأسقام عُرضة للنصب والاحتيال من جهة، والوجع والآلام المبرحة من جهة أخرى، وأكل أموالهم بالباطل بحجة أن أي اتفاق يتم في الخفاء مع متبرع وهمي يتعارض مع ما يسمى الاتجار بالأعضاء، وهو ما يستغله المستنزفون ذاتهم في كل مرة مع ضحية ومريض جديد يحتاج للتبرع لإنهاء معاناته؛ وبالتالي الوقوع تحت رحمة مثل هؤلاء اللصوص وبائعي الوهم دون أن يتم في نهاية المطاف شيء من اتفاقات التبرع في الخفاء..!!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org