حذّر الخبير واستشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد، أفراد المجتمع من الارتباط النفسي بالجوال عند قيادة السيارة؛ مبينًا أن ذلك يمهد لارتكاب أخطر الحوادث المرورية؛ لأن فكر الدماغ يكون مشغولًا عند القيادة بالجوال وما يحمله من رسائل أو تنبيهات؛ مما يجعل النظر والتفكير ينشغلان بمحتويات ومضامين الجوال، وإهمال السلامة المرورية عند القيادة.
وقال الحامد: إن الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة سَبَق أن أوضحت في آخر تقرير لها، أن الإحصائيات تؤكد وقوع أكثر من (161.242) ألف حادث سنويًّا في المملكة بسبب استخدام الجوال وعدم التركيز أثناء القيادة، كما كشفت لجنة التوعية الوطنية بالسلامة المرورية، أن استخدام الجوال أثناء القيادة تسبب في نحو 162 ألف حادث مروري في عموم المملكة خلال العام 1439هـ وهذا الرقم خطير.
وبيّن أن هناك دراسات سابقة، أوضحت أن من يستخدم الهاتف المحمول أثناء القيادة تنخفض قدرته على رد الفعل بنسبة 50% مقارنة بمن لا يستخدمه، وأن فرصة وقوع حادث مروري تتضاعف عدة مرات عندما يبدأ السائق الحديث عبر الهاتف المتحرك؛ حتى لو كان ذلك من خلال سماعات الأذن، واتفقت جميع الدراسات العالمية في مجالات السلامة المرورية، أن استخدام الهاتف النقال يتسبب في تعطيل جزء كبير من الوظائف الحيوية الضرورية للقيادة الآمنة، وأنه يصرف التركيز الذهني من القيادة إلى التفكير في مضمون الرسائل النصية أو المواقع المتصفحة، كما يعطل إحدى اليدين أو كلاهما عن مسك عجلة القيادة، إضافة إلى أن النظر في الهاتف يجعل السائق يغفل عن رؤية الطريق، وأن واحدًا من هذه الأسباب كفيل بجعل السائق معرضًا لخطر الحادث المروري، وتتضاعف هذه الخطورة كلما زادت الأسباب.
ولفت إلى أن تقريرًا آخر أوضح أن استخدام الجوال أثناء القيادة يزيد من نسبة التعرض للحوادث إلى (23) مرة، وبأن سرعة ردة فعل السائق الشاب إذا استخدم الجوال وهو يقود؛ تبطئ وتكون بمثابة سرعة ردة فعل شخص عمره سبعين سنة، وأنه يقضي 10% من وقته خارج المسار المحدد له؛ مشيرًا إلى أن الانشغال بالجوال والقيادة في نفس الوقت يعني قيادة السائق وهو مغمض عينه؛ حيث عندما ينظر السائق إلى جواله لمدة خمس ثوان وبسرعة 90كم؛ فإنه يكون قد قطع مسافة تعادل طول ملعب استاد الملك فهد.
وقال الدكتور الحامد: إن منظمة الصحة العالمية، قد حذّرت من أن السائقين الذين يستخدمون الهواتف المحمولة يواجهون أكثر من غيرهم بأربع مرات تقريبًا، مخاطر التعرض لحادث مروري، وبإمكان السهو الناجم عن استخدام الهواتف المحمولة عرقلة أداء السائق؛ وذلك عبر تمديد الوقت الذي يستغرقه رد الفعل؛ لا سيما الوقت الذي يستغرقه رد الفعل بالفرملة، ورد الفعل حيال إشارات المرور، والإنقاص من القدرة على المكوث في الممر الصحيح، وتقليص مسافات التتابع.
ودعا "الحامد" الجميع إلى تجنب استخدام الجوال نهائيًّا عند القيادة، وفي حالات الضرورة يمكن التوقف تمامًا في مكان آمن، والتحدث بأمان تفاديًا لارتكاب أي حوادث والحصول على المخالفة المرورية.