حذَّر عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك زاهي الخليوي من رياح شمسية متجهة إلى الأرض بسرعة مليون و600 كم في الساعة، ومن المحتمل أن تصل غدًا الاثنين 12 يوليو، وهي ناتجة من توهج شمسي من فئة X، لم يُسجَّل مثله منذ أربع سنوات.
وقال "الخليوي" لـ"سبق": "الرياح الشمسية هي تيارات تنبعث من الشمس إلى الفضاء، وتتكون من جسيمات مشحونة، وتبلغ سرعات هائلة، وتتنوع تأثيراتها على كوكب الأرض. ففي الحالات الأقوى قد تشل الشبكات، وتؤثر على الأقمار الاصطناعية والاتصالات اللاسلكية والأجهزة الإلكترونية، وتتسبب في انقطاعات للتيار الكهربائي".
وأضاف: "من أضعف التأثيرات الشفق القطبي الملون حول قطبي الكوكب؛ فإنه عند اقتراب الجسيمات المشحونة من الغلاف الجوي للأرض يحاول المجال المغناطيسي الأرضي إبعادها؛ لينحرف مسارها باتجاه القطبين، وتتفاعل مع ذرات الهواء في طبقات الجو العليا، مشكِّلة مزيجًا من الألوان الخلابة فوق القطبين، تسمى ظاهرة (الشفق القطبي). وكلما كانت الانبعاثات الشمسية قوية زاد قُطر مشاهدة الشفق القطبي".
وتابع: "هيأ الله للأرض غلافًا جويًّا ومغناطيسيًّا، يحميها من الأشعة الضارة والرياح الشمسية والمغناطيسية؛ لتصدها، أو تقلل تأثيرها؛ ولذلك قد تشكل الرياح الشمسية خطورة على رواد الفضاء الذين لا يتمتعون بالحماية من غلافنا الجوي".
وأكمل: "بالعودة إلى تاريخ بعض العواصف الشمسية، ففي مارس 1989 تسببت عاصفة شمسية في انقطاع التيار الكهربائي لمدة تسع ساعات في كندا. وفي سبتمبر 1859 حصل أعنف توهج شمسي؛ إذ تسبب بعاصفة جيومغناطيسية، نتج منها تعطل أجهزة التليغراف في شمال القارة الأمريكية وأوروبا، ونتج منها حرائق متعددة في بعض محطات التليغراف بسبب التقلبات المغناطيسية؛ ما أدى لانفجار بطاريات الأجهزة فيها، وامتد تأثيرها للشفق القطبي ليزداد توهجًا ومساحة. وفي الولايات المتحدة استيقظ الناس في منتصف الليل ظانين أن الصبح قد طلع لتغيُّر لون السماء إلى اللون الأحمر. وقد عُرفت هذه الحادثة باسم (حدث كارينغتون) نسبة للفلكي الذي رصد ذلك".
وأبان أنه "في عام 2012 قذفت الشمس بسحابة ضخمة من البلازما، تسافر بسرعة 3000 كم/ ثانية، أي أسرع أربع مرات من كل التوهجات الشمسية المعتادة التي لوحظت حتى الآن. وكانت هذه العاصفة متوجهة ناحية مدار كوكب الأرض، ولكن من حسن الحظ أن الأرض كانت في الجهة الأخرى من المدار أثناء مرور العاصفة".
وأشار إلى أنه في سبتمبر 2014 حذرت "ناسا" من عاصفة مماثلة، يمكن أن يكون لها تأثير كارثي على شبكات الطاقة الحديثة وشبكات الاتصالات، ولكن بفضل الله لم يُسجَّل لها تأثير يذكر.
وختم "الخليوي" قائلاً: "وضعت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) 12 مرصدًا ومركبة فضائية، مهمتها مراقبة النشاط الشمسي، ورصد التوهجات والبقع الشمسية، وما يتوقع أن ينتج منها لاتخاذ الإجراءات المناسبة لذلك".