ما بين عامَي 1419هـ و1443هـ هي مسيرة إنشاء عقبة التوحيد التي تربط محافظتَيْ المجاردة والنماص، وذلك في سفر عبر الزمن، امتد 24 عامًا، بدأ أثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- للمنطقة، وهو ولي للعهد آنذاك، وتوجيهه بإنشاء العقبة هدية لأهالي المنطقة، التي رُصدت لها ميزانيات مليونية كبيرة، ولكنها مرت بتوقفات وانسحابات عدة للشركات المنفِّذة؛ تسببت في تأخير المشروع عقودًا عدة، طويت هذه الرحلة الطويلة، من الشق والإنشاء والتعبيد.. وبين كل مرحلة وأخرى توقف العمل فترات طويلة. وقد افتتح العقبة أمير منطقة عسير، الأمير تركي بن طلال، وتم تحقيق الحلم مطلع العام الحالي في الـ11 من شهر المحرم، بحضور وزير النقل والخدمات اللوجستية.
لكن الحلم الذي تحقق منذ خمسة أشهر فقط لم ينجح بدرجة تؤهل المركبات لصعود العقبة، والاستفادة منها أثناء هطول الأمطار، وذلك في أول اختبار حقيقي بمقياس أمطار الرحمة التي هطلت أمس على المنطقة.
وأظهرت مقاطع فيديو انهيارات صخرية كبيرة في عقبة التوحيد؛ اضطرت الجهات المرورية لإغلاقها لحين الصيانة وإزالة الخطر؛ وذلك حفاظًا على الأرواح والممتلكات. ويبلغ طول العقبة في المجمل 19.5 كم، ولا تحتاج لأكثر من 20 دقيقة للانتقال بين الأجواء التهامية المعتدلة في محافظة المجاردة وأجواء السراة الباردة في النماص.
وقال لـ"سبق" مدير فرع وزارة النقل بمنطقة عسير، المهندس عبدالله الغامدي: الحركة مغلقة بناء على تعليمات المرور. وتوجد شركات عدة تقوم بأعمال الطوارئ والصيانة وإزالة الانهيارات، وباشرت مهامها على الفور. ويوجد حاليًا تنسيق أفقي مع الجهات الحكومية الأخرى في سبيل سلامة سالكي الطريق، إضافة إلى أن هناك طلبات مقدمة لمقام الوزارة لتحديد المواقع الأكثر حرجًا، وعمل الحمايات اللازمة لها.
وفصَّل المهندس الغامدي بقوله: "ولله الحمد هطلت أمطار هذا اليوم على أجزاء كبيرة من منطقة عسير، ومن ضمنها طريق التوحيد، وحدثت بعض الانهيارات البسيطة، وتمت مباشرتها وإزالتها على الفور كما هو متبع في جميع طرق الوزارة في مثل هذه الحالات، والحركة متاحة في الطريق. أما ما يحدث من إغلاق وفتح الطريق فهو يخضع لتقدير الجهات المختصة لضمان سلامة مستخدمي الطريق.