أمنية طفلة غريقي "غدير البنات" تودي بحياة والديها

"تالين" ألحت على والدها أن يأخذها للبحر وتعاني مرارة فقد والدتها
أمنية طفلة غريقي "غدير البنات" تودي بحياة والديها

لم تكُن تعلم الطفلة "تالين" ذات الثلاثة سنوات، بأن طلبها برؤية البحر ستودي بحياة والديها، عندما قررَ والدها التوجه نحو "غدير البنات" بالطائف، المليء بالمياه، لعلهُ يُغني عن البحر وتلبية مطلب طفلته، وبقيت الطفلة وشقيقها الصغير "عبدالله" البالغ من العمر سنة وثمانية أشهر، يبكيان وهما يشهدان غرق والديهما بذلك الغدير الذي ابتلعهما في واقعة شكلت حزنًا وأسى لدى الكثير من المتابعين.

وكانت الزوجة وفقًا لما ذكره شقيق زوجها الأكبر، خالد عبدالله هاشم، قد التحقت هي وأطفالها بزوجها "هاشم" وهم من الجنسية اليمنية، والذي يعمل بائعًا للملابس في أحد المحال بالطائف منذُ عشر سنوات، والمتزوجان من أربع سنوات، وظلت معه بعد حصولها على تصريح زيارة، كان قد جددهُ لها قبل نحو أسبوع، ولم يكونا يعلمان بأنهما سيموتان غرقًا في آنٍ واحد.

وأشار الشقيق الأكبر للغريق الذي ابتلعته مياه "غدير البنات"، إلى أنَ الزوجة والتي غرقت هيَ الأخرى معه، كانت قد حرِصت على أداء فريضة الحج السابق برفقة والدتها وشقيقها، فيما روت صديقة لها وفقًا لما ذكره شقيق الغريق، بأن الزوجة كانت قد قالت حُبًا في زوجها: "إذا مُت إن شاء لله أموت أنا وهاشم معًا"، وذلك ما حدث بإرادة الله وقدره عندما توفيا معًا غرقًا بداخل غدير البنات بالطائف.

وروى "خالد" الشقيق الأكبر للغريق، بعضًا من تفاصيل الحادثة التي شهدها غدير البنات بالطائف، حيث قال متحدثًا لـ"سبق": "أرادَ أخي هاشم تلبية طلب طفلته تالين والتي دائمًا ما ترغب رؤية البحر، ولم يجد سوى التوجه نحو غدير البنات المليء بالمياه وكأنه البحر، بعد أن كُنا أنا وهو مع الطفلين بإحدى الحدائق من أجل لعب الطفلين في الليلة التي سبقت الحادثة".

وأضاف: "الزوجان مع طفليهما وكما يبدو من الآثار كانا يجلسان بالقرب من سيارتهما وعلى حافة ماء غدير البنات بالطائف، حيث وجدت الفرشة التي كانوا يجلسون عليها وأحذيتهما، وفيما يبدو ومن خلال سناب جوال الزوج بأنه كان يلتقط صورًا لماء الغدير، ويُثبت من خلال تلك اللقطات المكان نفسه الذي كانوا يجلسون عنده، حتى إنه وفقًا لما تم تتبعه من خلال التحقيقات فقد انزلقت قدماه نحو مياه الغدير، والتي سحبته كونها كانت ضمن سيل ناتج عن الأمطار التي هطلت في حينه، وما كان على الزوجة التي تشهد وقتها زوجها وهو يطلب النجدة إلا أن حملت طفليها ووضعتهما في السيارة، وتوجهت نحو زوجها لتلقى المصير المحتوم والقدر المكتوب، حيث غرقا معًا، وتم إخراجها هي الأولى، أمس الأول الأحد، ليتم البحث عن الزوج والذي عُثرَ عليه اليوم التالي الاثنين".

ويُشير خالد هاشم، إلى أنَ شابين سعوديين كانا قد وجدا وقتها، وسمعا صوت بكاء الأطفال داخل السيارة وأبديا استغرابهما لعدم وجود أحد معهما، حينها توليا تقديم البلاغ للجهات المختصة والتي باشرت الموقع وتوصلت للحقيقة.

وكشف عن أنَ تقرير الطبيب الشرعي كان قد أكد غرق الزوج أولاً، ورصد أثر خطوات الزوجة التي كانت واسعة بالموقع، ما يعني سرعتها في التوجه نحو زوجها من أجل إنقاذه.

وذكرَ الشقيق الأكبر للغريق، أن الطفلين تم تسليمهما لابنة عمه في الطائف، وأنهما يسألان عن والديهما خصوصًا الطفلة "تالين"، والتي تصحو ليلاً وهي تجهش بالبكاء تسأل عن والدتها والتي لا تعلم بأنها لن تراها هي ووالدها بعد اليوم.

وأكد انتهاء الإجراءات الخاصة باستلام الجثتين، وأنهُ من المتوقع أن يتم الصلاة عليهما في جامع العباس ودفنهما بعد عصر يوم الغد الأربعاء، متمنيًا من الأهالي بالطائف مشاركتهما في ذلك.

وكان قد زودَ "سبق" بآخر صورة للغريق مع طفليه والتي تم التقاطها في نهاية شهر ذي القعدة، قبل ذهابه لمناسبة زواج، مؤكدًا أنهما معًا كانا قد أديا مناسك العمرة قبل نحو أسبوع من الآن.

يُشار إلى أنَ "الطائف" كانت قد شهدت تفاصيل الحادثة المؤلمة يوم أمس الأول الأحد، حيث واقعة غرق الزوجين اليمنيين في غدير البنات، وأن فرق الإنقاذ تمكنت من العثور على الرجل أمس الاثنين، بعد أن عثرت على الزوجة في اليوم الذي يسبقه، بعد أن فارقا الحياة، وتم حينها تسليم جثماني الزوجين للجهات المختصة بشرطة محافظة الطائف؛ لكونها الجهة المختصة بذلك.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org