"باحطاب" يكشف الحلقة المفقودة في منظومة السعودة ويسلط الضوء على الحلّ

قال لـ "سبق": المملكة تبذل جهوداً عظيمة في توظيف الشباب بالقطاع الخاص
"باحطاب" يكشف الحلقة المفقودة في منظومة السعودة ويسلط الضوء على الحلّ
تم النشر في

نوه الدكتور عبدالله بن علي باحطاب، عميد كلية الاتصالات والإلكترونيات بجدة سابقًا، بجهود الدولة في تكثيف جهود عدة جهات حكومية لدعم توظيف الشباب السعودي في القطاع الخاص، وتنفيذ العديد من البرامج التدريبية المنتهية بالتوظيف، وبرامج دعم المنشآت الصغيرة.

وقال "باحطاب": مع هذا الدعم السخي الذي تبذله الدولة إلا أنه لم تكن النتائج حسب التوقعات المرجوة، وعدم خروج النتائج بتوقعات إيجابية، ويعود ذلك حسب خبرتي في هذا المجال لسببين هامين، هما "عدم وجود استعداد وتأهيل وظيفي في الشخصية لغالبية الشباب السعودي، وعدم تنفيذ البرامج التدريبية بالشكل الصحيح مع عدم جاهزية المتدرب للانخراط فيها".

وأضاف في حديثه لـ"سبق": السبب الأول لأنه البناء والأساس لحل المشكلة الثانية، فمعظم الشباب السعودي لا يواجه بيئة العمل إلا بعد تخرجه وانتهاء دراسته التي قضاها في معهد أو كلية أو جامعة ثم ينصدم ببيئة العمل التي تتطلب مهارات أخرى غير العلوم التخصصية التي تعلمها ، حيث تتطلب حصول الشاب على مهارات الاكتشاف والمنافسة والتعامل والصبر والأخذ والعطاء وبناء الثقة والتعرف على تحديات بيئة العمل، ولذا يبدأ في اكتساب الثقة منذ سنين عمره الأولى، ولا نستغرب من أن الناجحين اليوم لم يبدأوا بعد سنوات تخرجهم أو مع وظيفتهم بل تجدهم احتكوا مع بيئة العمل وعانوا حتى استطاعوا أن يكونوا آراء ساهمت في توجيه حياتهم، كما أن بناء الثقة في النفس أهم العوامل المساعدة للوصول للرؤية المنشودة ومكافحة البطالة.

وأردف: بذلك ترى الكثير من الشباب سرعان ما ينهار وينهزم في هذه البيئة الجديدة وخصوصاً اذا كان يوجد تنافس شديد في بيئته الوظيفية وهذا هو الحال في معظم منشأة القطاع الخاص.

وقال عميد كلية الاتصالات والالكترونيات: الحل الذي يتناسب مع رؤيتنا بكل بساطة هو توجيه الشباب السعودي بدعم من الوزارات المعنية للعمل أثناء دراسته ابتداءً من آخر المرحلة المتوسطة وفي جميع المراحل الثانوية والمرحلة الجامعية، وذلك في أوقات الفراغ "العمل الجزئي"، وليتم تشجيع القطاع الخاص لتحمل أبنائنا في هذه المرحلة.

وأضاف: يمكن تدريبهم من خلال صندوق الموارد البشرية ، وحساب ساعات العمل من ضمن السعودة في القطاع الخاص وبدون الانضمام الى التأمينات الاجتماعية، وبهذه الاستراتيجية في بناء شخصية الشاب السعودي، سنحقق فوائد اجتماعية واقتصادية وأمنية.

وأردف: سيشغل الشاب وقت فراغه بما يعود عليه من فائدة، وأهم هذه الفوائد هو بناء شخصيته العملية والاجتماعية والتجارية والتأقلم مع بيئة العمل واحترامها من خلال ممارسة مهام وظيفته بالإضافة إلى كونه طالب يدرس لمواصلة تعليمه.

وتابع: بما أنه سيتقاضى راتبا من العمل في وظيفته، والدليل على نجاحه هنا أنه يستثمر وقته في الخارج وخلال دراسته للانضمام إلى عمل يدر عليه مدخولاً يساعده في تبعات مصروفاته فإذا كان والديه في حاجة فسوف يقوم بمساعدة والديه وسيكون عوناً لهم بدلاً أن يكون عبئاً عليهم ، واذا لم يكن والداه في حاجة فسيبدأ في الادخار وسيكون حكيماً في صرف المال لأنه حصل على المال بعد عناء وتعب، وقد يكون البعض في السابق يصرف المال بدون حساب أما الآن فالوضع يختلف، وهذا ما يريده أولياء الأمور من أبنائهم.

وقال "باحطاب": كذلك هو الحال بالنسبة للشاب اذا حصل على مقعد "تم قبوله" في الجامعة، فسيعرف قيمة هذه الفرصة وسيستثمرها وسيجتهد في دراسته، لأنه الآن وبعد ممارسة العمل في المرحلة الثانوية وقد يكون بدأ من المرحلة المتوسطة، نضج عقله وأصبح ينظر للأمور بنظرة الشخص العاقل المتزن وليس المستهتر.

وأضاف: أما بالنسبة للقطاع الخاص، فسوف يجد الدعم من الجهات الحكومية كما كان في السابق وباحتساب ساعات العمل لكل موظف "طالب" من ضمن السعودة دون التسجيل في التأمينات الاجتماعية، وبهذا يخف العبء المالي على القطاع الخاص، علماً بأن كثيراً من منشآت القطاع الخاص لديها بعض الوظائف تحتاج أن يكون من عليها بنظام العمل الجزئي.

وأردف: كل ما سبق سوف يؤدي إلى استقرار اجتماعي والذي يؤدي إلى الاستقرار الأمني، حيث سيتوجه الشباب الى العمل في أوقات الفراغ وبنسبة كبيرة ، بل ويجب أن يتم تحفيز جميع الطلاب للعمل حتى ولو أنه في حالة مادية ممتازة وقد تكون أحد المحفزات اضافةً إلى الراتب هو أن يكون العمل يحسب ضمن درجات السلوك والمواظبة في المدارس والجامعات، وذلك لأن العمل يبني الإنسان وهذا البناء لن يستطيع الحصول عليه بماله وإنما بممارسة العمل. هذا سيؤدي إلى عدم التفاف الشباب حول الطرق التي تؤدي بهم إلى الهاوية.

وتابع: حالات العقوق للوالدين ستقل بشكل كبير وقد تنعدم، وسيقل الاستهتار بالممتلكات العامة والخاصة، وسنلاحظ عدم الانشغال بالسلوكيات الخاطئة مثل "التفحيط" وسيدرك الشباب أهمية دورهم على كافة الأصعدة وهذا في حد ذاته تنميةً للولاء والانتماء الوطني.

واختتم بالقول: في هذه المرحلة يتبنى شخصية الشاب السعودي وسيتعلم التعامل مع الآخرين والانظمة والقوانين والانضباط في المواعيد واسلوب الحوار، وبهذه الاستراتيجية نكون قد حققنا العديد من الأهداف التي ستكوّن البنية التحتية للمرحلة الثانية وهي التدريب والتأهيل للعمل، ومهما نفذنا من برامج تدريبية وتأهيلية، فإنها لن تؤتِ ثمارها وأهدافها المتوقعة إلا بنسب ضئيلة جداً وذلك بسبب أن المرحلة الأولى مفقودة في المنظومة التدريبية والتأهيلية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org