بالإصرار والطموح والعزيمة، وبعد إرادة الله سبحانه وتعالى وقدرته، تجاوز الطفل "محمد بن خالد السليماني" إصابته بمرض السرطان بعد أن كان قد تعايش معه أشهرًا عدة، وتمكن من مقاومته بمساعدة أسرته له، حتى مَنّ الله عليه بالشفاء، وعاد لمقعده الدراسي الذي كان قد اشتاق له؛ ليجد أقرانه بالصف يستقبلونه بالورود والابتسامات، والمعلمين يصطفون فرحًا لعودته؛ لتسجل الطائف قصة إرادة وتمكين مع مرض السرطان، بطلها هو الطفل "محمد".
وتفصيلاً، بدأت قصة الطفل مع السرطان الذي شفاه الله منه في شهر ربيع الآخر من العام الماضي 1439هـ بعد نهاية اختبارات الفصل الدراسي الأول، وكان يدرس في الصف الخامس الابتدائي.
وتروي والدته القصة لـ "سبق" قائلة: شعر ابني بصداع شديد في رأسه؛ فذهبنا به للمستشفى، حينها شُخِّص من قِبل الطبيب بأنه احتقان في الحلق، تسبب في ذلك الصداع، وأُعطي العلاج، وعاد للمنزل إلا أنه لم يُشفَ منه؛ فعاد مرة أخرى، واكتشفوا وجود ماء في الرأس، إثره تم تنويمه إلى أن تم إقرار عملية. وتمت مخاطبة المستشفيات التخصصية المتقدمة، وتم قبول حالته في مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة، وتمت مراجعته، وخضع لبعض الكشوفات بعد استقرار حالته، إلى أن تم إجراء العملية في 12 رمضان من العام الماضي، وكُشف عن وجود ورم سرطاني في النخاع، تم استئصاله، وخضع بعدها للمتابعة والمراجعات حتى الإعلان بانتهاء الحالة وشفائها بإذن الله.
وتؤكد والدته أنها توكلت على الله بالدعاء منذ بداية الحالة، وأنها آمنت بقضاء الله وقدره حتى منّ الله - عز وجل - على ابنها بالشفاء والتعافي؛ ليعود لمقاعد الدراسة متحديًا ذلك المرض، ويجد الكل فرحًا بعودته وشفائه؛ وهو ما زاده إصرارًا وفرحًا وتجاوزًا لما كان عليه متغلبًا على ذلك المرض.
وفي لمسة وفاء إنسانية حانية، وبحضور مساعد مدير تعليم الطائف للشؤون المدرسية محمد بن عامر النفيعي، ومدير مكتب تعليم الشرق علي الزهراني، ومدير إدارة الصحة المدرسية متعب الحشيبري، ورئيس قسم التربية البدنية ضيف الله الثقفي، ووالد الطالب، أقامت مدرسة الإمام محمد بن سعود الابتدائية حفل احتفاء بشفاء الطالب محمد خالد السليماني من مرض السرطان؛ وذلك لدعم الطالب نفسيًّا ومعنويًّا، كما أقامت المدرسة تزامنًا مع تلك المناسبة بطولة رياضية، تحمل اسم الطالب.
وخلال الحفل تم تدشين البطولة، وتوزيع الهدايا المقدَّمة من زملاء الطالب ومعلميه في مبادرة تعكس مدى الارتباط بين المنزل والمدرسة.