تزامناً مع زيارة ولي العهد للصين.. تعرّف على الصرح الوحيد المشاهد من الفضاء

أكبر وأطول المباني المعمارية المشيدة بالعالم التي يعود تاريخها إلى 2300 عام
تزامناً مع زيارة ولي العهد للصين.. تعرّف على الصرح الوحيد المشاهد من الفضاء

عندما تتحدث عن الصين؛ لا بد أن يمرّ على مخيلتك سورها العظيم أحد عجائب العالم السبعة، والذي يمتد تاريخ بنائه لأكثر من 2300 عام في جمهورية الصين التي وصل إليها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، اليوم، في زيارة رسمية.

ويمتد سور الصين العظيم على مناطق واسعة منها؛ وهو من أكبر المباني المعمارية المشيدة في العالم، وأطول سور في العام، ويعود تاريخه لأكثر من 2300 عام، ويتكون من عدة أسوار مبنية بشكل متوازٍ، بُنيت على امتداد ما يقارب 2000 عام عبر مناطق شمال الصين وجنوب منغوليا، ويُعد الجزء الأكبر وأكثر أجزاء السور حفظاً من الأجزاء التي بُنيت في عهد سلالة مينغ الحاكمة، أما الأجزاء المتبقية فهي عبارة عن سور مبني، تتخلله خنادق وحفر.

اليوم، لم يتبقَّ الكثير من أجزاء السور؛ فمعظمها اختفى أو تعرض للدمار، ولأهميته تم إدراجه على لائحة اليونسكو للتراث والثقافة عام 1987م، ويبلغ طول سور الصين العظيم قرابة 21 ألف كلم، وقد بُنِيَ أثناء حكم عدة سلاسل حاكمة في عصور مختلفة، بَنَت كل منها جزءاً من السور باستخدام أجزاء قديمة منه وزيادة أجزاء جديدة، حتى وصل طوله الإجمالي إلى الطول الحالي.

وقد امتدت فترة بنائه بين أعوام 221- 206ق.م وحتى عام 1368- 1644م، أما السور الموجود اليوم فيعود معظمه إلى السور الذي بنته سلالة مينغ الحاكمة التي حكمت بين عاميْ 1368- 1644م، وأخذ بناء السور في فترة حكمهم أكثر من 100 عام لإكماله.

ويعود بناء سور الصين العظيم إلى القرن الثالث قبل الميلاد، والعديد من الحصون الموجودة في السور يعود تاريخ إنشائها إلى مئات السنين.. قبل ذلك قُسمت الصين إلى عدد من الممالك أثناء حقبة الممالك المتحاربة، وفي حوالى عام 220ق.م أصدر تشين شي هوانج أول ملك للصين المتحدة أمراً بإزالة الحصون القديمة، ودمج الأسوار القديمة المبنية على الحدود الشمالية، وتشكيل سور واحد يمتد لأكثر من 5.000كم؛ بغرض حماية الصين من الهجمات القادمة من الشمال.

وأدار عملية بناء سور الصين العظيم، حين بدأت، الجنرال الصيني المشهور منغ تيان، واستعان بجيش ضخم من الجنود، والأشخاص المدانين، وأشخاص من العامة؛ لمساعدته في بناء هذا السور المعروف بضخامته.. ولبناء السور، استخدم التراب والحجارة، وقد امتد السور من ميناء شانهيغوان الذي يقع في بحر الصين وحتى مقاطعة قانسو لمسافة 3.000 ميل (4828.032 كم).

بعد موت "تشين شي هوانج" وسقوط سلالة تشين الحاكمة، تعرضت معظم أجزاء سور الصين لحالة سيئة، فساء وضعها، ومع ظهور سلالة تانغ (618- 907م)، فقد سور الصين العظيم أهميته كحصن منيع؛ ثم سيطر (المغولية) (1206- 1368م) التي أنشأها جنكيز خان وحكمت كلاً من الصين وأجزاء من آسيا وأقساماً من أوروبا. وعلى الرغم من أن سور الصين العظيم لم يكن ذا أهمية تذكر للمغول من ناحية التحصين العسكري؛ إلا أنهم كلفوا الجنود بإصلاح السور؛ لحماية التجار الذين يسافرون على طول الطرق التجارية المربحة التي أنشئت في هذه الفترة.

وفي عام 1421م، وقعت العاصمة بكين في يد الإمبراطور يونغلي، وتحت حكمه ازدهرت الحضارة الصينية بشكل كبير، وشهدت الفترة تقدماً معمارياً كبيراً، إلى جانب السور العظيم، وتم بناء الجسر، والمعابد، والهياكل، وفي عام 1474م بدأت عمليات بناء السور العظيم كما نعرفه اليوم؛ حيث بدأت سلالة مينغ بعمليات تحسين السور العظيم، وترميمه، وتوسيعه.

ويمثل سور الصين العظيم دوراً مهماً عبر التاريخ في الجانبين السياسي والعسكري على حد سواء؛ ففي منتصف القرن السابع عشر الميلادي، هاجمت شعوب "المانشو" بكين عبر سور الصين العظيم، قدوماً من وسط المانشوريا وجنوبها؛ مما أدى في نهاية المطاف إلى إجبار سلالة مينغ على الاستسلام، ومن هنا بدأ حكم سلالة تشينغ الحاكمة (1644- 1912)م.

وما بين القرنين الثامن عشر والعشرين؛ برز سور الصين العظيم كرمز قومي للصين عرفت فيه في العالم الغربي، ورمز مادي ومعنوي لمدى قوة الصين، كما شكل الدرع الذي دافعت به الصين عن نفسها كبلد ضد التدخلات الخارجية، أما اليوم؛ فيحمل السور أهميةً معماريةً كأبرز تحفة معمارية في التاريخ؛ حيث يتميز هذ السور بكونه الصرح الوحيد الذي بناه الإنسان، ويمكن رؤيته من الفضاء.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org