شاهد.. "سبق" ترصد جبل الهزات و"أسطورة" أبي زيد الهلالي وقبر الأمتار السبعة

في رحلة بمنطقة العجائب والأحاجي القديمة بين وادي شهدان وجلبة صبيا
شاهد.. "سبق" ترصد جبل الهزات و"أسطورة" أبي زيد الهلالي وقبر الأمتار السبعة
تم النشر في

في الناحية الجنوبية من وادي شهدان في محافظة صبيا بمنطقة جازان تجتمع الإثارة القصصية المنسوجة حول بئر أبي زيد الهلالي، وقبر ابن أخته "عزيز"؛ إذ تتجاور مع الموقع الرئيس للزلازل في المنطقة، هو جبال "المكحلات" التي كانت منذ مدة طويلة مصدرًا للهزات الأرضية التي رصدتها "المساحة الجيولوجية". ويعرف الناس هذا المكان بأنه أثري، ويخافه البعض نتيجة القصص القديمة والرائجة عن الجن في تلك المواقع.

وفي جولة "سبق" وقفت على منطقة الهزات الأرضية، وبئر أبي زيد، وأطول قبر فيها، ويدعى قبر عزيز الذي يفيد أحد السكان بالقرب منه، ويدعى يحيى خلوي، بأن طوله يبلغ ٧ أمتار تقريبًا، وشوهد قبل أن تُزرع حوله شجر الأراك، وهو ما تشير إليه الرواية غير الموثوقة بأنه ابن شقيقة أبي زيد الهلالي. وفي الموقع أحد الأودية التي يُروى عنها لدى سكان المخلاف أنها من الأماكن الخطرة جدًّا بسبب الجان التي تتربص بزواره، وتدعى "البزة".

وتنتشر في هذا الوادي النخيل بشكل لافت دون غيره من الأودية في الموقع، إضافة إلى وجود مواد سائلة ومتجمدة باللونين الأبيض والأسود في الوادي التي يقول سكان شهدان إنهم لا يعرفون مصدرها، وإنما توجد في ذلك الوادي.

وعلى الرغم من تلك المخاطر التي تتحدث عنها الروايات إلا أن واقع المكان يغلب عليه الجمال والاخضرار وجريان المياه والهدوء.. ولم ترصد الجولة ما يثبت مصداقية الروايات في عين وبئر أبي زيد الهلالي.

ورصدت جولة "سبق" بئر أبي زيد ومركز الهزات الأرضية، ولم تتوصل الكاميرا لأطول قبر في تلك المنطقة المعروف بقبر عزيز.

الكثير من الآثار في تلك المواقع نُسجت عليها القصص، كقصة الكرامات التي كان يتميز بها أبو زيد الهلالي وشقيقته وابنها، لكن أحدًا لم يثبت تلك القصص؛ لتبقى أحاجي تُروى، وتتناقلها الأجيال.. في حين أن البئر بحد ذاتها تعد أعجوبة ونادرة؛ كونها صخرة تمتد إلى باطن الأرض، وتملؤها المياه الصافية، وتجاورها في الصخرة ذاتها آثار أربع فتحات، تقول الرواية المتناقلة التي لا تستند إلى نتائج علمية إنها آثار أطراف أبي زيد!

وتجتمع في هذه المنطقة الواقعة في محيط واديَيْ شهدان وجلبة بؤرة الهزات الأرضية، وهي منطقة تكثر فيها الصخور البركانية، إضافة إلى وجود قبر عملاق، يُقال إنه لجثة عزيز، إضافة إلى وجود "موقد استخراج القطران" الذي يرجعه عدد من سكان شهدان والمخلاف إلى أنه من صنع بني هلال. ويقول المواطن قاسم حبيب إن بعض السكان ما زالوا يستخدمونه حتى هذه الأيام لاستخراج القطران، وكذلك يوجد كهف متوسط الحجم في جبال المكحلات (إحدى مناطق الهزات الأرضية)، كما أن الموقع يعتبر من المناطق الطبيعية الجميلة في محافظة صبيا، لكنها خارج نطاق الخدمة لظروفها الطبيعية، ووقوعها بين واديَيْن، أحدهما من أكبر أودية المنطقة.

والغريب أيضًا أن أبا زيد الهلالي تُنسب له بئران في المنطقة، إحداهما في قصي، وهذه البئر.. وخارج المنطقة في مختلف مناطق السعودية ينسب الكثيرون الآبار العجيبة وصعبة التصميم والمواقد الصخرية الكبيرة لبني هلال لما خلدته الأساطير عنهم من قوة وبنية جسدية ضخمة وكرامات، لكنَّ كثيرين يفندون تلك القصص لعدم ثبوتها. وبعيدًا عن مدى مصداقية الروايات إلا أن المنطقة الواقعة بين واديَيْ شهدان وجلبة تتطلب زيارات من الخبراء في الآثار واهتمامًا من الجهات المعنية؛ كونها في مرتفع يطل على أكبر مجاري وادي شهدان.

ووفقًا لمهتمين، فإنه من الطبيعي أن توجد في المناطق البركانية الآبار أو التجويفات في الصخور والجبال المشابهة غالبًا لما يتم نسبها لأبي زيد الهلالي والخوارق المذكورة في القصص التي تتوارثها الأجيال، أو حتى وجودها في المناطق غير البركانية، وقد تعود لعوامل تعرية، أو تشكلات طبيعية.. مشيرين إلى أن النحت وصناعة الأدوات التي يستخدمها البشر موجودة، وكان الإنسان القديم قادرًا على تطويع الطبيعة للحصول على احتياجاته، ومنها المواقد في الصخور وخلافها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org