لا تزال تداعيات نقص الأدوية في مستشفيات ومراكز منطقة عسير تظهر على السطح، مخلفةً وراءها أعباء مادية زادت من مرارة ألم ذلك المريض الذي أنهكته مراجعاته الدائمة، لا للتشافي بل للسؤال هل وصل ذاك الدواء الذي طال انتظاره!
"سبق" ومن مصادرها الخاصة علمت أن أدوية الأمراض المزمنة ومن أهمها السكري والضغط وأمراض الغدة الدرقية والربو، وحتى خافض الحرارة للأطفال هي في مقدمة الأدوية التي لا تتوفر في مستشفيات ومراكز المنطقة بالأشهر.
وذكر أحمد شايع أنه عندما كُسرت ترقوة ابنته توجّه لمستشفى أبها العام، حيث لم يعطَ أي مثبت أو حامل لليد والكتف، مبررين بعدم توفره، مما اضطره لشرائه من صيدلية خارجية.
كما أوضح عبدالعزيز الشهراني، وهو من سكان أحد رفيدة أنه ظل يراجع مستشفى عسير المركزي لأكثر من سبعة أشهر باحثاً عن جهاز قياس السكر لوالده، ولم يعطَ ذلك الجهاز حتى اللحظة؛ بحجة عدم توفره، وهو ما جعله يشتري أدوية السكري وقياسه الخاص من الصيدليات الخارجية بأسعار مرتفعة جداً .
وقال حسن محمد زايد بعد مرض ابنه بالإنفلونزا راجع مستشفى محايل العام، وتم من قِبل الدكتور صرف علاج خافض الحرارة، وبعد توجّهه للصيدلية قالوا له إن هذا العلاج غير متوفر من فترة ليست بالقريبة، وعليه أن يشتريه من أي صيدلية .
وذكر أحمد عسيري أنه يراجع مستشفى رجال ألمع العام من فترة طويلة، إلا أنه خلال هذا العام لاحظ تغيراً في صرف بعض الأدوية له، مضيفاً: يُطلب مني في بعض المراجعات الحضور في وقت آخر؛ لعدم توفر العلاج، أو مراجعة الطبيب مرة أخرى؛ لكتابة العلاج البديل في حاله توفره هو أيضاً في صيدلية المستشفى.
وعبّر عدد من أهالي عسير عن أن مشكلة نقص الأدوية في المنطقة قد قاربت على إكمال عامها الأول، فهل ستكون هنالك أعوام أخرى لهذه المشكلة، أم إنها ستقف عند هذا العام؟