تفاعل 160 من منسوبي ومتطوعي 18 جمعية وطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر مع دورة تدريبية نظمها مركز الاستشارات والتدريب والتطوع في الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر "آركو" بالشراكة مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بعنوان "الإسعاف النفسي الأولي" لمدة 9 ساعات تدريبية خلال الفترة من 20 ــ 22 سبتمبر 2021؛ قدمها المطوع والمدرب المعتمد الدكتور فتحي دار يوسف.
وتحدث الدكتور فتحي دار يوسف في اليوم الأول من الدورة عن ماهية الإسعاف النفسي الأولي، والتمييز ما بين "ماذا يعني وماذا لا يعني الإسعاف النفسي الأولي"، وطرح نقاشًا حول هل الإسعاف النفسي الأولي نشاط؟ أم منهجية تفكير؟ ومن يقوم به؟ وأين؟ ومتى؟؛ وطرح المدرب عددًا من التساؤلات التي تفاعل معها الحضور، وهي: ما أنواع الأزمات التي تستدعي القيام بالإسعاف النفسي الأولي؟ ماذا أستطيع أن أعمل كمقدم أو مقدمة خدمات في هذا الظرف؟ كمساعد أو مساعدة، ما الشيء الذي أستطيع القيام به بشكل جيد؟ ما الأشياء التي قمت بها سابقًا؟ ما شعوري (كمتضرر أو متضررة) من حادث لو كنت في المكان نفسه؟ ما أكثر شيء تشعر بأنك بحاجة إليه في هذا الموقف وترغب أو ترغبين أن يقوم أو تقوم به المساعد أو المساعدة؟ هل كان هنالك شيء قاله أو قالته أو تصرف قام أو قامت به المساعد أو المساعدة ولم يكن جيدًا؟ أو شيء كان بإمكانه أن يقوم أو تقوم به بشكل أفضل؟ من المستفيدون أو المستفيدات من الإسعاف النفسي الأولي؟ منهم الذين أو اللواتي بحاجة إلى دعم متقدم؟ متى يجب أن يقدم الإسعاف النفسي الأولي؟ أين يجب أن يقدم الإسعاف النفسي الأولي؟.
وفي اليوم الثاني استهل المدرب الدورة بمراجعة مناقشات اليوم السابق، ثم تحدث عن مبادئ العمل الأساسية في الإسعاف النفسي الأولي: وهي استعد؛ اسمع؛ انظر؛ اربط؛ ثم عرض سيناريوهات حالة تعبر عن أزمة معينة؛ مثل: عنف ونزوح، حوادث سير، كوارث طبيعية. والأشخاص الذين يحتاجون إلى اهتمام خاص في أي أزمة كانت، مثل؛ الأطفال والمراهقين والمراهقات (خصوصًا من هم من دون مرافقين أو مرافقات) أشخاص مصابون بأمراض مزمنة وإعاقات ( خاصة من لا يستطيع الحركة أو لديه أو لديها إعاقة سمعية أو بصرية)؛ كبار السن والنساء الحوامل؛ الأقليات العرقية والإثنية (نساء، مرضى نفسيين، مجموعات دينية، مجموعات عرقية)؛ وذكر المخاطر الإضافية التي من الممكن أن يتعرض لها أي شخص من هذه الفئات السابقة، والحديث عن أهمية التواصل الجيد مع الفريق ومع الأشخاص المتضررين، وكيف تكيف الإسعاف النفسي الأولي مع السياق المحلي للمجتمع.
وفي اليوم الثالث تمت مراجعة ما تم نقاشه في اليوم السابق، ومن ثم تكملة النقاش حول "كيفية تكيف الإسعاف النفسي الأولي مع السياق المحلي للمجتمع؟"، واختتمت الدورة بالتشديد على أهمية الرعاية الذاتية للأشخاص بشكل عام ولمن يقوم بتقديم خدمة الإسعاف النفسي الأولي بشكلٍ خاص.
وتأتي أهمية هذا البرنامج التدريبي كونه موجهًا لمقدم الخدمة نتيجة لما يواجهه من مواقف ومناظر تؤثر في النفس, وبالمقابل للمستفيد من الخدمة عند تعرضه إلى موقف مؤثر، ولاسيما العالم يواجه صراعات عسكرية ينتج عنها ضحايا وفيات وإصابات خطيرة ذات أثر نفسي سيئ على المشهد وبالأخص من يعايش الأزمة في مكانها وفي وقتها.