تصوير: عبدالله النحيط
في لمسة وفاء كرَّم وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عواد العواد، الإعلامية الراحلة أم كلثوم الحكمي التي وافتها المنية قبل عامين وهي في أوج عطائها الإعلامي بعد 16 عامًا نتيجة نوبة قلبية. وقد تسلم الجائزة زوجها فيصل الشعيب، بحضور ابنها "خالد"، وذلك في حفل تكريم 94 متقاعدًا من وزارة الإعلام وهيئة الإذاعة والتلفزيون.
وأوضح العواد: "إن الوزارة استطاعت - ولله الحمد - أن تقوم بأعمال كثيرة خلال فترة وجيزة، وهذا لم يكن ليتحقق لولا وجود هذه الكوكبة من الخبرات الموجودة أمامي؛ لتثبت أنها بالفعل وزارة قيادية، وأن الموجودين هذه الليلة لن يتوقف بهم العطاء إلى هذه المرحلة بل سنستفيد منهم في مشاريعنا القادمة".
وأضاف: "إن الوزارة تتوسع حاليًا في مشاريعها؛ فلديها مركز التواصل الحكومي، ومركز التواصل الدولي، وهيئة الثقافة، وهيئة الإذاعة والتلفزيون وغيرها.. فضلاً عن قطاعات واعدة، مثل قطاع السينما. وأفكر شخصيًّا في بعض الأسماء للاستفادة منهم في هذه الفرص الجديدة؛ فالسينما - على سبيل المثال - تحتاج إلى إدارة محتوى، وإلى متابعة المحتوى؛ لأننا نتوسع اليوم من مجرد قاعتين إلى الكثير من القاعات في السعودية".
وبيّن "العواد": "سعيد بوجودي معكم اليوم، وأن أكون جزءًا من هذا التكريم، فلكم كل التقدير.. فنحن هنا لتكريم إخوة وزملاء لنا، قضوا سنوات مديدة في ميادين وزارة الثقافة والإعلام وهيئاتها، ولم يألوا جهدًا في خدمتها والنهوض بعملها الشاق في كثير من الأحيان. وهذا الحفل تعبير بسيط للاعتراف بعطائهم خلال سنوات خدمتهم".
واختتم كلمته قائلاً: "من أعماق قلبي أقدم لكم الشكر والتقدير على ما قدمتموه، وإسهامكم المشكور في الارتقاء بالعمل الثقافي والإعلامي في بلادنا الغالية، والتزامكم بالقيم والمبادئ والأهداف التي وسمت السياسة الإعلامية والاستراتيجية الثقافية السعودية.. فلكم خالص التحية وأوفى التقدير، وأسأل الله تعالى أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - وأن يعيننا جميعًا على خدمة هذا الوطن العزيز، وعلى تحقيق الرؤية الطموحة، رؤية السعودية 2030".
ومن ناحيته، قال "الشعيب" زوج الإعلامية الراحلة لـ"سبق" بعد تسلمه التكريم: "إنني سعيد هذه الليلة بهذا التكريم من الوزير، وسعيد بهذا الوفاء لها من الوزارة. كلمة الشكر تقف هنا حائرة، ونقول لهم شكرًا من القلب، شاكرًا ومقدرًا اهتمامهم، وشاكرًا لمعالي الوزير هذه اللفتة الكريمة. تكريمها هو تكريم لكل إعلاميي وإعلاميات هذا الوطن".
وأضاف في كلمته للدكتور عواد العواد: "أتقدم باسمي وباسم أبنائي وبناتي أبناء المرحومة (أم كلثوم الحكمي) بوافر الشكر والعرفان لتكريمها الذي يعد تكريمًا لكل إعلاميات وطننا الحبيب، وأسأل الله أن يجزيكم خير الإحسان أنت وفريق عملك في الوزارة لما فيه خير هذه الأمة. وكثيرًا ما كررتم الاعتذار عن التأخر، ولكن أقول لم تتأخروا؛ فوجودنا هنا هو جزء من وفائكم المعهود؛ فشكرًا لكم من القلب".
ومن جانبه، قال كبير المذيعين خالد البيتي لـ"سبق": سعيد بحفل التكريم لجميع المتقاعدين هذا العام. وأجمل ما في الحفل هو تشريف معالي الوزير الدكتور عواد العواد لتكريم هؤلاء المتقاعدين الذين أفنوا سنوات عمرهم في خدمة الإعلام السعودي، وفي خدمة الدين والمليك والوطن".
وأضاف: "لن أتحدث عن إخواني؛ فلكل منهم كلمته، وفي جعبته أشياء وأشياء من تجاربهم في الحياة العملية بين أروقة وزارة الثقافة والإعلام. ونحن - بلا شك - واجهنا في بداياتنا العملية الكثير من الصعاب، ولكننا لا ننكر فضل الوزارة علينا، وأنها قدمتنا للجمهور السعودي أجمل تقديم".
وقال: "عن نفسي كنت موظفًا في الخطوط الجوية السعودية، وأمام الرغبة في العمل الإعلامي انتقلت للعمل في وزارة الثقافة والإعلام. بدأت العمل فيها متعاونًا في عام 1398هـ، وفي 1405هـ التحقت بالعمل الرسمي في الوزارة. وكانت تجربة ثرية لي، ومفيدة. والعمل الإعلامي في طبيعته عمل ديناميكي، وعمل يصلك بالمجتمع، ويعرفك على المجتمع، ويعرف المجتمع عليك.. فيه العديد من المزايا التي تختلف عن المهن الأخرى".
وعن محطته القادمة قال "البيتي": "ما زلت في استراحة محارب، وربما تثمر الأيام القادمة عن وجهة أخرى، وقد تكون الوجهة نفسها في الإعلام. وأسأل الله التوفيق لي ولجميع الزملاء المتقاعدين في حياتهم القادمة".
وأوضح لـ"سبق" الدكتور صلاح سليمان الردادي، المدير العام لفرع وزارة الثقافة والإعلام بمنطقة المدينة المنورة سابقًا: أشكر معالي وزير الثقافة والإعلام على هذه اللفتة التي شملت مَن عملوا في حقل الإعلام، وأنا أحدهم؛ إذ عملت ما يقارب 35 عامًا، في الإعلام الخارجي لمدة 25 عامًا، ثم انتقلت مديرًا لفرع الوزارة في منطقة المدينة المنورة".
وأضاف: "تعلمت خلال هذه الفترة الكثير من النواحي العلمية والعملية التي كان لها الدور في إبراز جهود السعودية إعلاميًّا، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين في إبراز جهود النقلة الحضارية للمدينتين المقدستين (مكة المكرمة والمدينة المنورة). وأقدم الشكر والتقدير للأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة ونائبه الأمير سعود بن خالد الفيصل اللذين كان لهما الدور الكبير في تطوير العمل الإعلامي بالمنطقة، ولدعمهما المستمر".
وأشار "الردادي": "لقد حصلت خلال هذه الفترة الطويلة في الإعلام على الماجستير والدكتوراه اللتين كان لهما الدور في التفتح الفكري لدي. وحاليًا نحتاج إلى إجازة قصيرة، وسنعود - بإذن الله - للعمل الإعلامي في المدينة المنورة التي تشهد تطورات شتى ضمن رؤية المملكة العربية السعودية 2030م".