استمراراً لأدوارها الريادية: السعودية.. حضور رياضي وثقل مؤثر لم ينسَ الأشقاء

دعم مستمر تكلل بنجاحات كبيرة على أعلى المستويات
استمراراً لأدوارها الريادية: السعودية.. حضور رياضي وثقل مؤثر لم ينسَ الأشقاء

تعيش المملكة العربية السعودية تجديداً شاملاً في كل مفاصلها الرياضية، وتدعم رؤية ولي العهد الأنشطة الرياضية بشكل غير مسبوق، مطبقاً أعلى معايير الجودة في دعم مؤسسي لكل المجالات الرياضية التي تشرف عليها الهيئة العامة للرياضة.

هذا التميز لم يكتفِ بالمسار الداخلي، بل كان للمملكة خلال العام الماضي تحديداً جهود في دعم ملفات رياضية مهمة للأشقاء العرب، حيث ساندت العديد من أبرز القضايا العالقة، وكان لثقلها الكبير ومساعيها بفضل الله أن تكللت هذه القضايا بحلول ناجعة.

"سبق" ترصد في هذا التقرير العديد من المنجزات في هذا المسار:

رفع الإيقاف عن الكرة الكويتية
لم يتوقف الدعم السعودي عند حد الدول العربية المشاركة في كأس العالم، بل كان حاضراً عندما تدخلت المملكة بثقلها الرياضي وريادتها الإقليمية لرفع الحظر عن نشاط كرة القدم الكويتية، بعد أن أوقفها الاتحاد الدولي "فيفا" في عام 2015، وهو ما تكلل بالنجاح في النهاية في 6 ديسمبر 2017م برفع الاتحاد الدولي الحظر المفروض على الكرة الكويتية.

الوساطة السعودية كانت حاضرة بوضوح عندما أعلن رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ، عن مساعي المملكة الحثيثة عبر تغريدات عدة لعودة الكرة الكويتية؛ إذ أعلن قبل رفع الإيقاف بأسابيع قليلة تواصله مع شخصيات دولية مرموقة؛ للمساعدة في هذا الملف، ثم أعقب ذلك إعداد مجلس الأمة الكويتي لقانون جديد يتماشى مع متطلبات الفيفا؛ لرفع الحظر الذي استمر نحو عامين.

ونجحت الجهود السعودية التي قادها "آل الشيخ" بتوجيهات من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهو ما أثنى عليه رئيس مجلة الأمة الكويتي مرزوق الغانم، الذي أبدى امتنانه لكل من يقدم جهوده سعياً إلى عودة الرياضة الكويتية.

إلغاء الحظر عن ملاعب العراق
مرة أخرى تنجح الدبلوماسية الرياضية السعودية داخل أروقة الفيفا، وهذه المرة توّجت جهودها المضنية في إلغاء الحظر عن ملاعب العراق، الذي استمر لأعوامٍ طويلة.

التحركات السعودية بدأت في 18 ديسمبر 2017 عندما أطلق رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية مبادرة "رفع الحظر عن العراق"، ثم أعقبها استقبال خادم الحرمين الشريفين وولي العهد لرئيس "فيفا" السيد جياني إنفانتينو في ديسمبر 2017م، ثم أعقب ذلك إقامة المباراة التاريخية بين الأخضر وأسود الرافدين التي أقيمت في البصرة في فبراير 2017م بعد غياب لنحو 40 عاماً في إطار الدعم السعودي للرياضة العراقية، وإظهار قدرة العراق على استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى، وحسن تنظيمها، وهو ما ساعد بالفعل وانعكس إيجاباً في موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم في مارس 2018م على عودة المباريات لثلاثة مدن عراقية هي البصرة وكربلاء وأربيل.

وشكّل الدور الذي لعبته السعودية تأثيراً مهماً، وهو ما أشاد به المسؤولون الرياضيون العراقيون؛ إذ قال وزير الشباب والرياضة العراقي عبدالحسين عبطان: "الدعم السعودي القوي والمؤثر هو ما كان ينقصنا في الفترة الماضية؛ نظراً لمكانة السعودية عالمياً، والسياسة لا تغيب في أي مجال، وللسعودية ثقل سياسي كبير، وحضوره إلى العراق كان يعني الكثير لنا".

وثمن رئيس اتحاد كرة القدم العراقي عبدالخالق مسعود جهود تركي آل الشيخ والمملكة، بقوله: "نبارك لكل الشعب العراقي رفع الحظر عن ملاعب الكرة العراقية. باسمي ونيابة عن أسرة كرة القدم العراقية نشكر آل الشيخ لجهوده القيمة في رفع الحظر، خاصة إقامة المباراة الودية بين منتخبنا الوطني ونظيره السعودي في البصرة، لقد كان لهذه المباراة أصداء واسعة لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم في الاقتناع برفع الحظر".

تميز وحضور

كان المنتخب السعودي هو أول من حمل راية العرب "بصقوره الخضر" في روسيا خلال شهر سبتمبر المنصرم، بعدما احتل المركز الثاني في المجموعة الثانية بفوزه على اليابان صاحب الصدارة في المباراة الختامية بهدف نظيف. وكان هذا الانتصار بمثابة الإعلان الرسمي لعودة "الأخضر" السعودي للمونديال للمرة الخامسة في تاريخه، بعد غياب عشر سنوات منذ المشاركة الأخيرة في مونديال 2006 بألمانيا.

العرب في المونديال
ولحق به بعد ذلك المنتخب المصري الذي انتظر نحو ثلاثة عقود من أجل الوجود ضمن أباطرة اللعبة منذ مونديال 1990 بإيطاليا، وذلك بعدما ضمن احتلال صدارة المجموعة الخامسة منذ الجولة قبل النهائية للتصفيات التي أقيمت في شهر أكتوبر 2017.

وأكمل منتخبا تونس والمغرب عقد المتأهلين العرب في المونديال بعد اقتناصهما بطاقتي العبور في المجموعتين الأولى والثالثة على الترتيب. واكتفى "نسور قرطاج" بتعادل سلبي، ولكنه بطعم الفوز، أمام ضيفهم الليبي ليعلنوا عن تحليقهم في سماء المونديال للمرة الخامسة والأولى منذ 2006 في ألمانيا، وبكل تأكيد فوصول أربعة منتخبات عربية للمونديال لم يكن وليد الصدفة، بل هو وليد تخطيط واستراتيجية على المدى القريب والبعيد. ولا شك أن من بين الأسباب الحقيقية لهذا الظهور العربي الكبير في المحفل العالمي.

احتفاء سعودي بالأشقاء
كذلك يعود هذا الإنجاز العربي إلى المستوى القوي للبطولات المحلية (الدوري والكأس) في السعودية ومصر وتونس والمغرب، إضافة إلى قوة البطولات المحلية في هذه البلدان. ويمكن اعتبار أن معظم لاعبي المنتخبات المتأهلة من الأندية المحلية التي تخوض منافسات قارية وتعتبر الأقوى.

وقد منحت السعودية من دورها الريادي الدعم للمنتخبات العربية المتأهلة، حيث وجه رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية تركي آل الشيخ، الدعوة للمنتخب المصري، والمنتخب التونسي، والمنتخب المغربي لزيارة المملكة، حيث أتت تلك الدعوة لأداء مناسك العمرة؛ تقديراً للإنجاز الذي تحقق لمنتخب جمهورية مصر الشقيقة ببلوغ نهائيات كأس العالم 2018.

وكان المنتخب المصري تغلب على منتخب الكونغو بهدفين مقابل هدف، في المباراة التي خاضها في 9 أكتوبر الماضي على ملعب استاد برج العرب في الإسكندرية، بالتصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم، ليضمن بذلك بلوغ نهائيات كأس العالم الذي تستضيفها روسيا في 2018 للمرة الأولى منذ 28 عاماً. فيما تلا وصول المنتخب المصري وصول المنتخبين المغربي والتونسي لأداء العمرة؛ بمناسبة تأهلهما لتصفيات كأس العالم في روسيا.

يُذكر أنه لأول مرة بالتاريخ، تنجح 4 منتخبات عربية في الوجود ببطولة كأس العالم لكرة القدم، وذلك عبر التأهل لنسخة البطولة في روسيا 2018.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org