- الأبواب اليوم مفتوحة أمام المرأة والفرص متاحة ووجودها "عسكرية" في الشوارع مطلب
- لا أتفق مع حالة التشفي والانتقام من الدكتور عايض القرني ولست ضد نقد الصحوة
- اخترقوا حسابي وشتموني بـ"المطبلة" لأني وقفت بصرامة ضد الإساءة لوطني
- ملل الناس من الموضوعات الثقيلة وأصبحوا يتابعون بالملايين مشاهير "الفارغ"
- السعودية أصبحت عضوة ونائبة وزير وسفيرة وشريكة كاملة من دون قيد
- أتمنى بعد مبادرة المسؤولية الاجتماعية أن يكون للبنوك والمصارف مشاركة أكبر
- لائحة الذوق العام خرجت بموافقة من أعلى قمة الهرم السياسي لأهميتها والحاجة إليها
- الإعلام لم يعد الآن وقفًا على المؤسسات الإعلامية بل أصبح حقًا يمارسه أي مواطن في أي مكان في العالم
- عناصر إخوانية كتبوا تغريدات تسيء لي وتشوه صورتي وقالوا على لساني"أنا في وطني مجرد بهيمة ولست أنثى"
تقول الكاتبة الروائية السعودية سمر المقرن: "المجتمع السعودي عايش إيقاعًا زمنيًا سريعًا في التغيير لديه القدرة على الاندماج الفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي معه".
وتؤكد في حوارها مع "سبق" أن روايتها "نساء المنكر" ما زال الناس يتحدثون عنها حتى اليوم لأنها فتحت الأبواب على قضايا لم تكن معروفة في المجتمع وحملت اللواء ونجحت.
وتشير إلى أن الأبواب اليوم مفتوحة أمام المرأة، والفرص كلها متاحة، والكرة في ملعبها، فإما أن تتجاوز التحديات التي تواجه أي إنسان أو تقف أمام الصعوبات، لكنني أراها في نجاح وتقدم تجاوز كل التوقعات.
وقالت:"لا أتفق مع حالة التشفي والانتقام ضد الدكتور عايض القرني بعد اعتذاره ولست ضد فكر الصحوة".
وتوضح أن عناصر إخوانية وصحوية كتبوا تغريدات تسيء لها وتشوه صورتها وقالوا على لسانها "أنا في وطني مجرد بهيمة ولست أنثى. "
ويتناول الحوار عدد من المحاور المهمة.. فإلى التفاصيل.
** كيف يمكن مواكبة التغيير لصنع وطن متحضر، يليق بمكانتنا بين دول العالم الأخرى؟
تحدثتُ كثيرًا عن التغيير الاجتماعي، وكانت رسالتي للحصول على درجة الماجستير بعنوان: (دور الكاتبات السعوديات في التغيير الاجتماعي) وللأسف -آنذاك- كان الكلام عن التغيير صعبًا جدًا ويجابه بوابل من الشتائم والإيذاء، وكأن التغيير محصور في خطوط معينة تمس الدين أو تخلع عن المجتمع رداء الحشمة. التغيير حالة طبيعية لأي مجتمع، ومواكبة التغيير تنجح بفهم متغيرات المرحلة، والتعامل الواعي مع إيجابيات وسلبيات التغيير. وأرى أن المجتمع السعودي وقد عايش إيقاعًا زمنيًا سريعًا في التغيير لديه القدرة على الاندماج الفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي معه.
** تبنيتِ سابقًا قضايا السجينات في السعودية، ونشرتِ عددًا من التحقيقات والتقارير الصحفية حولها، بماذا خرجت في نهاية المطاف؟
خرجت بمجموعة من التحقيقات الصحافية والمقالات ورواية "نساء المنكر"، والتي ما زال الناس يتحدثون عنها إلى اليوم، فتحت الأبواب على قضايا لم تكن معروفة في المجتمع وحملت اللواء ونجحت.
** التغييرات الحالية التي منحت للمرأة السعودية، هل عززت مكانتها في المجتمع أم لا تزال التحديات في الحياة والعمل صعبة؟
الأبواب اليوم مفتوحة أمام المرأة، والفرص كلها متاحة، والكرة في ملعبها، فإما أن تتجاوز التحديات التي تواجه أي إنسان، أو تقف أمام الصعوبات، لكنني أراها في نجاح وتقدم تجاوز كل التوقعات.
** مشهورات "السناب شات" يتابعهن الملايين لكن المحتوى فارغ.. ما السبب؟ وما الذي يجذب الناس لمتابعتهن؟
دعني أقول لك (مشهورات ومشهورين) لسبب بسيط، وهو أن هذا المحتوى لا يخص المرأة فقط، فمثل ما إن هناك مشهورات بمحتوى فارغ هناك أيضًا مشهورون بمحتوى فارغ، وكلهم يتابعهم ملايين. والسبب في اعتقادي هو إشباع حالة الفضول الموجودة لدى الناس، وحالة الفضول هذه لا تخص المجتمع السعودي أو المجتمعات العربية بل حتى لدى الغرب حالة فضول، الناس أعجبها تتبع المشاهير وحياتهم وبيوتهم التي صارت مشرعة الأبواب عبر سناب شات. السبب الآخر في نظري هو ملل الناس من المحتوى الجاد والموضوعات الثقيلة، أضيف إلى هذا كلّه أن تصميم تطبيق سناب شات أتى لتصوير اللحظة وليس لتصوير الموضوعات الثقيلة والتي لها منابرها غير سناب شات.
** الإعلام لم يعد الآن وقفًا على وزارات الإعلام أو المؤسسات الإعلامية، بل أصبح حقًا يمارسه أي مواطن في أي مكان في العالم.. هل تتفقين؟
هذا الكلام صحيح، والدليل أنه أصبح هناك عدد كبير من المواطنين مشاهير ويتابعهم الآلاف وأصبح يلقبون بإعلاميين، مع أنهم لم يمارسوا من قبل المهنة وليس لديهم أي شهادات متخصصة في أي فرع من فروع الإعلام.
** المرأة السعودية أصبحت عضوة بالشورى، ونائبة وزير، وسفيرة.. وماذا أيضًا؟
شريكة كاملة من دون شرط أو قيد.
** يقول بعض النقاد إن روايتك "نساء المنكر" كانت مجرد سرد لمشاكل اجتماعية نسائية، وتفتقد عنصري الفن الروائي الجذب والحبكة، ما تعليقك؟
نساء المنكر كتبتها في حالة انفعال بعد زياراتي المتكررة لسجن النساء، وكانت رواية مؤثرة في المجتمع وقوية، وما زالت مطلوبة إلى اليوم بدليل أنه تم نشرها في تطبيقات الهواتف وهناك عدد كبير لمرات التحميل لها، كتبتها باسمي الحقيقي في وقت كان من الصعب على المرأة أن تواجه المجتمع باسمها وهويتها وتكشف جانبًا مؤلمًا لحالة من الظلم الذي تتعرض له المرأة في ذلك الوقت، وتُرجمت لعددٍ من اللغات وهذا دليل نجاحها بغض النظر عن الآراء التي حاولت التقليل منها! في الوقت ذاته، كتبت بعدها رواية (كذبة إبريل) بلغة أدبية أقوى وبقلم أكثر نضجًا.
** أكد مدير عام المرور توظيف نساء في المرور قريبًا، وإنهن سيعملن في الميدان بالإضافة إلى الدوريات الأمنية وأمن الطرق.. ما انعكاس ذلك على الثقافة المرورية في المجتمع؟
قيادة المرأة للسيارة غيرت كثيرًا في الثقافة المرورية، وأصبحت المرأة قائدة السيارة تعطي دروسًا عملية في النظام بعد أن تلقت تدريبها بأعلى المعايير المرورية، وجودها كموظفة وعسكرية في المرور مطلب مهم لاحتياجات الشارع.
** هل تقوم البنوك والمصارف السعودية بالدور الإنساني والاجتماعي، وتتبنى برامج المسؤولية الاجتماعية أم لا تزال مشاركتها غير فعالة؟
هناك تفاوت بين القطاع الخاص في المشاركة ببرامج المسؤولية الاجتماعية، لكنها ما زالت ضعيفة وأتمنى بعد مبادرة المسؤولية الاجتماعية التي أطلقتها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية والتي تشرفت بأن أكون أحد سفرائها أن يكون هذا محفزًا للقطاع الخاص في تقديم مشاركة أكبر.
** قلتِ: "لست ديمقراطية مع زوجي ولا يكرهني إلا مريدو القاعدة وإيران"، وقلتِ أيضًا:"لكنني في وطني مجرد بهيمة وليس أنثى". لماذا أنتِ متناقضة إلى هذا الحد؟
الجزء الأول قلته في تويتر ردًا على سؤال أحد الصحافيين قبل نحو 8 سنوات عندما كنت متزوجة، أما القاعدة وإيران فهذا بسبب كثرة مقالاتي ضدهم -آنذاك- وقد صدر لي كتاب بعنوان: (ثورة الشعب وثورة الطائفة.. سوريا والبحرين) ما جعل هناك "حرب شعواء" تجاهي من قِبل مؤيدي القاعدة في ذلك الوقت قبل ظهور داعش، وكذلك من مؤيدي أتباع إيران في البحرين وفي السعودية وغيرها من الدول.
أما الجزء الثاني من الكلام فحاشا لله أن يصدر عني، وقد كان بسبب اختراق حسابي من قِبل عناصر إخوانية وصحوية وبدؤوا في كتابة تغريدات تسيء لي وتريد أن تشوه صورتي لدى المجتمع ولدى القيادة السياسية، خصوصًا أن من اخترقوا حسابي هم أنفسهم من كانوا يشتمونني بـ"المطبلة" لأني وقفت بصرامة تجاه كل من يحاول الإساءة لوطني أو استغلال أحداث الربيع العربي تجاه أمن واستقرار بلادي وشقيقتنا البحرين، وفي وقتها وحتى قبل أن أسترد حسابي أعلنت على الهواء عبر قناة روتانا، ولي زميلات وزملاء كتبوا تغريدات توضح أن حسابي مخترق.
بالمناسبة، أنا لا أستخدم لفظ (أنثى) أبدًا دائمًا أقول المرأة أو الفتاة، ولا أستسيغ مطلقًا استخدام هذا اللفظ إلا في وصف بعض صفات الأنوثة لكنني لا أنادي المرأة بالأنثى لأنه تصنيف لا أحب استخدامه!
** هل تتفقين مع المطالبات التي ارتفعت في الآونة الأخيرة حول جدوى الاستمرار في مشروعات "إفطار صائم"، ودعوة المشايخ وأئمة المساجد والمحسنين إلى إيقافه؟
رأيت مشاهد موجعة لإهدار النعمة بسبب إفطار الصائم، بنظري لا يوجد في المملكة ولله الحمد جائع ينتظر الإفطار، أتفق مع الوجبة الخفيفة التي يتم توزيعها وقت الأذان لأن هناك من هو بحاجة إليها في الطريق ليفك ريقه، وأتفق مع أن يكون هناك إفطار بسيط للمصلين، لكن هذه الولائم التي مصيرها سلة القمامة توجعني جدًا.
** تساءلتِ:" لماذا ينظر المجتمع للمرأة التي تجاوزت سن الزواج بالشفقة ولا ينظر النظرة نفسها للرجل؟"، فهل وجدتِ الجواب أم لا تزالين في الانتظار؟
أعرف الجواب ولم أكتب عن هذا الموضوع إلا لتجاوز نظرة الشفقة تجاه من اختارت أن تعيش بلا رجل، لأن هذا قرار شخصي، فالمرأة لم تعد تلك الفتاة المختبئة داخل المنزل والتي تنتظر من يطرق بابها، اليوم الفتاة تختار مثل ما الرجل يختار، بصراحة أقولها لك أكتب عن هذه الموضوعات منذ سنوات طويلة لتجاوز النظرة السلبية أو النظرة التي تقلل من المرأة، وهذا دوري مادام لديّ المنبر الذي يصل إلى أكبر شريحة من الناس.
** وافق مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين على لائحة الذوق العام، إلى أي مدى نحن كمجتمع بحاجة ماسة إلى نشر هذه الثقافة بيننا؟
بالتأكيد، ولم تخرج هذه اللائحة من أعلى قمة الهرم السياسي إلا لأهميتها والحاجة إليها.
** هل وسائل التواصل الاجتماعي تسببت بفوضى عارمة.. ومحتواها الإعلامي رديء؟
تجاوزنا كثيرًا من حالات الفوضى الفكرية في السابق، وسوف نتجاوز فوضى التواصل الاجتماعي قريبًا، أقولها بثقة.
** لماذا تشجعين نادي النصر ولا تميلين للهلال؟
ولماذا تقول الهلال تحديدًا؟ لماذا لم تقل الاتحاد أو الوحدة أو التعاون أو الطائي أو.. أو...؟ لماذا دائمًا تجعلون التنافس فقط بين النصر والهلال؟ ولماذا تضعون الهلال ندًا للنصر؟ والنصر ليس له ند في أي فريق رياضي!
** ما الذي يتغير فيكِ وحولكِ في شهر رمضان الكريم؟
طبيعي أن تزيد لدى أي مسلم الحالة الروحانية والتقرّب أكثر إلى الله عز وجل، دائمًا شهر رمضان بالنسبة لي يعد إجازة لأني قبلها أكون أنهيت تصوير موسم كلام نواعم، ويكون العمل عندي فيه خفيفًا، لذا أكثف من تواصلي الأسري وأحب جدًا الجلوس بالبيت.
** أخيرًا اعتذر الشيخ عايض القرني للمجتمع السعودي عما فعلته الصحوة طوال الـ30 سنة الماضية.. هل تقبلين اعتذاره؟ ولماذا؟
عندما يكون هناك إنسان شرير ومؤذٍ للآخرين ثم يموت فيعتذر أبناؤه عما تسبب به للناس من إيذاء، هل ينفع الاعتذار؟ لن ينفع لكنه سينقي القلوب إلى حد ما.
لذا أرى أنه أتى متأخرًا لكنني لا أتفق مع حالة التشفي والانتقام التي قامت ولم تقعد خلال الأيام القليلة الماضية ضد الدكتور القرني شخصيًا -ولست أدافع عنه أبدًا- لكنني أتحدث عن كم المشاعر السلبية والتي خرجت عبر العديد من المنصات يظهر فيها جليًا أن القلوب فيها كم كبير من الرغبة بالانتقام، لست ضد نقد فكر الصحوة الذي جثم على حياتنا طويلاً وإلى اليوم نعاني بسبب تبعاته، وكنت من أوائل الأقلام التي انتقدت هذا الفكر ورموزه في وقت كان يصعب فيه كثيرًا على المرأة أن تعبر بمثل هذه الآراء القوية، لسبب بسيط هو الفجور في الخصومة، والإيذاء الذي كان من الصعب احتماله، بل إن الإيذاء لم يكن لي شخصيًا بل يصل إلى الأهل والأبناء دون وجود أدنى معايير شرف الخصومة أو الاختلاف بالرأي، ولو كان هناك من له حق الشماتة فالأولى بي وبالنساء القليلات اللواتي وقفن بقوة في وجه هذا الفكر أيام قوته وعنفوانه، مع ذلك لم ولن أشمت، ولم أفرح وأنا أرى هذا الكم الكبير من الرغبة في الانتقام، بل إن في هذا الاعتراف "أوجه إيجابية سامية" كان الأولى والأجمل أن نراها، ونفتح أبواب التسامح والنظر إلى المستقبل وكيفية تدارك آثار تلك الحقبة المظلمة من جدول حياتنا، وننطلق إلى رؤية أكثر صفاءً إلى حياة طبيعية كالتي نعيشها اليوم. بالمناسبة، سوف تجد كثيرًا من الردود على هذا الحوار تؤكد أننا ما زلنا نعاني بسبب تبعات وآثار فكر الصحوة.