استيقظت الباحة صباح اليوم على جريمة قتل مروعة، راح ضحيتها رئيس بلدية محافظة القرى بمنطقة الباحة، المهندس علي بن محمد الزهراني، بعد أن استقرت رصاصة في صدره، أطلقها زميله، وأردته قتيلاً، قبل أن ينتحر الأخير برصاصة في رأسه من سلاحه "الجلوك" بمكتب رئيس البلدية؛ وذلك بسبب خلافات عمل، كما ترجح ذلك الأجهزة الأمنية.
وقال الناطق الإعلامي لشرطة منطقة الباحة، العقيد سعد صالح طراد: "في صباح هذا اليوم الأحد، وفي تمام الساعة الثامنة و25 دقيقة، ورد اتصال هاتفي من بلدية القرى لشرطة محافظة القرى، مفاده وجود حالة قتل داخل بلدية المحافظة". مضيفًا بأنه "بالانتقال للموقع اتضح مقتل رئيس بلدية القرى داخل مكتبه نتيجة تعرُّضه لطلق ناري من سلاح (مسدس ربع جلوك) من قِبل أحد موظفي البلدية، الذي أجهز على نفسه فور قتل المجني عليه بطلقة نارية من المسدس نفسه، وتم اتخاذ الإجراءات الأولية من قِبل الجهات الأمنية بحضور الطبيب الشرعي".
وأضاف: "تم نقل جثمانَي (الجاني والمجني عليه) لثلاجة المستشفى للتحفُّظ عليهما، واستكمال ما تبقى من إجراءات لمعرفة الملابسات والدوافع. علمًا بأنه يرجَّح أن السبب والدافع الرئيسي يعود لخلاف بينهما في العمل".
والمهندس علي بن محمد الزهراني (القتيل) - وهو في عقده الخامس - كان مكافحًا، وله ثلاثة إخوة، وثلاث أخوات، وشقيقة واحدة، وليس له أبناء. وقد تلقى تعليمه الجامعي في المنطقة الشرقية حتى تخرج، وعمل في وزارة التعليم رئيسًا للقسم الهندسي بـ"تعليم أبها" قبل أن ينتقل إلى وزارة الشؤون البلدية والقروية؛ إذ عُيِّن رئيسًا لبلدية الحجرة، ثم رئيسًا لبلدية العقيق، وبعد ذلك رئيسًا لبلدية القرى منذ قرابة ستة أشهر فقط.
أما موظف البلدية "القاتل" فقد أمضى سنوات عدة في بلدية القرى، وأشهرًا عدة أمينًا للمجلس البلدي، وكان يعمل في قسم الصيانة بالبلدية، ولديه أربعة أبناء، أكبرهم في المرحلة الابتدائية.
وأعادت تلك الحادثة المروعة شريط الذكريات على حادثة سابقة، وقعت في عام ١٤٢٨ بسبب خلاف بين موظف ببلدية محافظة بلجرشي مع زملائه؛ فتح إثره النار من سلاحه الرشاش على ثلاثة من زملائه. وظلت تلك الواقعة حديث الساحة سنوات عدة.