زيارة البطريرك اللبناني للرياض تنهي مزاعم احتجاز الحريري وتبعث رسائل لانفتاح المملكة على العالم

التقى خلالها الملك وولي العهد وتناولت سبل تعزيز التسامح ونبذ العنف والإرهاب
زيارة البطريرك اللبناني للرياض تنهي مزاعم احتجاز الحريري وتبعث رسائل لانفتاح المملكة على العالم

حملت زيارة البطريرك الماروني اللبناني مار بشارة بطرس الراعي إلى الرياض، الكثير من الرسائل والدلالات، ففضلاً عن كونها زيارة تاريخية لمسؤول ديني بارز لمنشأ الإسلام، فهي تعتبر أول زيارة لشخصية لبنانية بارزة منذ إعلان الحريري استقالته في 4 نوفمبر الماضي من العاصمة السعودية.

ولا تتوقف أهمية الزيارة عند ذلك، فهي تتمتع بكونها الأولى لبطريرك ماروني إلى المملكة وبدعوة من خادم الحرمين الشريفين، ولا يسبقها سوى زيارة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذوكس إلياس الرابع (معوض)، وكانت الزيارة الأولى في التاريخ التي يقوم بها بطريرك للجزيرة العربية عام 1975م؛ لتهنئة الملك خالد والملك فهد ولي العهد آنذاك؛ لتسلمهما مقاليد الحكم.

دلالات
وإن دلت هذه الزيارة على شيء فهي تدل على الانفتاح الذي تعيشه المملكة في الفترة الأخيرة على كل الثقافات والأديان، وتوجهها الحثيث نحو المكانة التي تليق بها، كدولة نموذج رائدة على المستويين الإقليمي والعالمي، ومنفتحة على العالم بشطريه.

إضافة إلى ذلك تكتسب زيارة "الراعي" أهميتها مما يمثله البطريرك من ثقل تمثيلي بالنسبة إلى مسيحيي الشرق، وما تمثله السعودية بالنسبة إلى مسلمي العالم أجمع لوجود أهم مقدسات المسلمين فيها.
وأوردت صحيفة "لوريان لوجور" الناطقة بالفرنسية أن "وجود مسؤول ديني مسيحي في السعودية، للمرة الأولى، يشكل حدثاً غير مسبوق للحوار بين الأديان والعيش المشترك".

وتوقف الإعلام اللبناني أيضًا عند أهمية الزيارة، فكتبت صحيفة "النهار" اللبنانية أن الزيارة "تشكل مؤشراً قوياً بارزاً لتغيرات تحديثية هائلة، تشهدها السعودية في كل المجالات، كما هي اعتراف أعلى مرجعية إسلامية بدور مميز لمسيحيي لبنان في إطار السعي إلى تضييق المسافات بين المسيحيين والمسلمين في العالم أجمع". واعتبرت أن دعوة الراعي إلى الرياض "لا سابق لها منذ نشوء الإسلام".
ويمتاز "الراعي" بالحنكة والحيادية، وسعيه الدائم للتحاور بين الأديان، وتحقيق سبل العيش المشترك، وسبق وأن دعا في زيارة له لفرنسا في 2011م الحكومة الفرنسية والمجتمع الدولي إلى إعادة مزارع شبعا وتلال كفر شوبا المحتلة؛ لنزع الذريعة من يد "حزب الله" الذي يزعم أنه موجود لأجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لتلك المناطق. وهو تصريح ينُم عن معرفة دقيقة بنوايا ذنب إيران، وإلى أي أجندة يتبع هذا الحزب.

وكان اليوم الثاني من زيارة البطريرك بشارة الراعي للرياض حافلا باللقاءات. فقد استُقبل من قبل خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، وتناول الحديث سبل تعزيز التسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب، كما عقد البطريرك لقاء ثانياً مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وآخر مع سعد الحريري رئيس وزراء لبنان المستقيل.

رسائل
لا شك أن تلك الزيارة أرسلت برسائل مهمة مفادها أن السعودية منفتحة على كل طوائف لبنان، وتنبذ العنف والإرهاب، والتدخل في شؤون الدول الأخرى، خاصة ما يمارسه ذنب إيران في لبنان "حزب الله"، والذي يحارب لصالح نظام الملالي بالوكالة؛ لتقويض الاستقرار والأمن في المنطقة.

علاوة على ذلك جاءت مقابلة "الراعي" لرئيس وزراء لبنان المستقيل "سعد الحريري"؛ لتنفي بشكل قاطع ما روج من أكاذيب وافتراءات بشأن احتجاز الرياض لـ"الحريري"، كما كانت لتصريحات البطريرك بعد المقابلة باقتناعه بأسباب استقالته تأكيداً مهماً، وتفهماً واعياً لما تمر به لبنان من خطر؛ جراء ما يمارسه حزب الله بدون ضابط ولا رابط في بيروت والمنطقة.

ويستشف من الزيارة أيضاً حرص "الراعي" على الالتقاء بخادم الحرمين وولي عهده في هذا الظرف التاريخي الذي تعيشه لبنان والمنطقة بأسرها، وتفهمه للثقل الذي تتمتع به المملكة في منطقة الشرق الأوسط، وأهميتها لبيروت؛ للحفاظ على استقرارها وأمنها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org