كشف استشاري الأطفال والغدد الصماء والسكري بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا، أن الإناث والذكور البالغين يتقاسمون 4 مسميات ومراتب خلال مرحلة البدانة، فعند الإناث عندما تبدأ السمنة تسمى سمينة، وبعدها رضراضة، خدَّلجة، عركركة، وعند الذكور سمين، وبعده لُحيم، شُحيم، بلندح، أما في الأطفال واليافعين فلا توجد في معاجم اللغة العربية مسمّيات لمراتب البدانة المختلفة لديهم، ويعتبر مقياس مؤشر كتلة الجسم هو الطريقة الأكثر قبولاً لتعريف وتصنيف البدانة، إذ تُحسب بقسمة الوزن (بالكيلوجرام) على مربّع الطول بالمتر.
وقال: إن الوزن الطبيعي يُعرّف عندما يكون مؤشّر كتلة الجسم بين 5% و85%، بينما زيادة الوزن تُعرّف عندما يكون مؤشّر كتلة الجسم بين 85% و95%، أما البدانة فتُعرّف عندما يكون مؤشّر كتلة الجسم أكثر من 95%، بينما تعُرف البدانة المفرطة عندما يكون مؤشّر كتلة الجسم أكثر من 99%.
وأضاف: "بخلاف العوامل المَرَضية المسببة للبدانة فإن نمط الحياة غير الصحي يُعتبر من أهم مسببات البدانة عند الأطفال واليافعين، فالاسترخاء وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة من أبرز العوامل التي تؤدي إلى البدانة، بجانب اللجوء إلى قضاء أغلب الوقت في المنزل وعدم الخروج منه بسبب وفرة وسائل الترفيه، وحرارة الطقس، والاعتماد الكبير على العاملات المنزليات والسائقين، مما أسفر عن قلة النشاط البدني لأفراد الأسرة من الذكور والإناث، وأهم المسببات في وقتنا الحالي زيادة ساعات استخدام الأجهزة الإلكترونية، بالرغم من أن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أوصت بمنع الأطفال (دون سن العامين) من استخدام الأجهزة الإلكترونية أو الجلوس أمام الشاشات تماما، ففي الفترة العمرية من عامين إلى خمسة أعوام يجب ألا تزيد مدة جلوس الأطفال أمام الشاشات أو الأجهزة الإلكترونية على ساعة واحدة في اليوم، مع وجود بالغين؛ لمساعدتهم على فهم ما يشاهدونه، أما في المرحلة العمرية من ستة أعوام إلى ثمانية عشر عامًا، يجب على الآباء وضع حد ووقت معيّنين، بحيث لا يتجاوز ساعتين يومياً".
وتابع أنه "تنتج عن البدانة مضاعفات جسدية ونفسية وسلوكية، مما يؤثر على جودة الحياة، وتشمل المضاعفات الجسدية ومنها مقاومة الأنسولين، السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الدهون، اضطرابات النوم، تشحم الكبد، متلازمة الأيض، تكيّس المبايض لدى الإناث، أما المضاعفات السلوكية والنفسية فتشمل الاكتئاب، الشعور بالذنب، العزلة الاجتماعية، القلق، العنف، التعرض للتنمر، انخفاض الأداء الدراسي".
وقال "الأغا" إن "الوقاية تشمل تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة، تجنب الأكل أمام التلفاز، الحد أو تجنب المأكولات المقلية، وخصوصًا شرائح البطاطس، واستبدالها بالمسلوقة أو المشوية، تجنب المشروبات الغازية واستبدالها بشرب الماء والعصائر الطازجة، الحد من الوجبات السريعة والحلويات والشوكولاتة، تقليل النشويات والسكريات عالية السعرات الحرارية، حث الوالدين على الحفاظ على أوزانهم لكونهم القدوة لأبنائهم، إطلاق برامج توعوية عبر وسائل الإعلام والمدرسة عن أهمية الغذاء الصحي والرياضة في الوقاية والعلاج؛ لتشجيع الأطفال على اتباع الأنماط الصحية في النشاط والتغذية".
وبين أنه في حال وجود أطفال يعانون من البدانة فلا بد أن يتم عرضهم على الأطباء المتخصصين وعدم تجاهل الأمر لدراسة حالتهم وتحديد العلاج اللازم، والذي غالبًا يبدأ بالجانب الغذائي والرياضي من خلال تحديد كميّة السعرات الحراريّة من قبل أخصّائي التغذيّة، أما النشاط البدني فيعتبر جزءاً مهماً للمحافظة على الوزن الطبيعي، خصوصا لدى الأطفال إذ يساعد على حرق السعرات الحرارية الزائدة، وله أهمية في تقوية العظام والعضلات، ويساعد الأطفال على النوم الجيد ليلاً والنشاط نهاراً.
وقال: "هناك العلاج السلوكي إذ يجب أن تشارك الأم والأسرة في العلاج السلوكي للأطفال واليافعين؛ لتشجيعهم على إنقاص الوزن، وأن يكون الآباء والأمهات قدوات حسنة لهم في اتباع نمط الحياة الصحي من نشاط رياضي وغذاء مفيد ومتكامل، وفي العلاج الدوائي فيتم وصف العقاقير العلاجية ضمن خطة العلاج الشامل، وخصوصاً لمن لم يتمكنوا من إنقاص الوزن بالرغم من العلاج الغذائي والسلوكي والنشاط البدني، أو ظهرت بعض المضاعفات الناتجة عن البدانة مثل مقاومة الأنسولين، أو السكري من النوع الثاني، أو ارتفاع ضغط الدم، أو تشحم الكبد، أو ارتفاع الكوليسترول، أو تكيس المبايض لدى الإناث، أما جراحة إنقاص الوزن فقد تكون الخيار والحل الأمثل لليافعين والبالغين الذين يعانون من البدانة المفرطة، ولم يتمكنوا من إنقاص الوزن بالعلاج الغذائي والسلوكي والنشاط البدني، وكان وزنهم يشكل تهديداً لصحتهم".