
أظهرت دراسة ألمانية رائدة أن مرحلة ما قبل السكري يمكن أن تتحسن دون فقدان الوزن، مما يتناقض مع الاعتقاد السائد بأن فقدان الوزن هو الوسيلة الأساسية لتقليل خطر الإصابة بالمرض.
ووفقاً لتقرير على موقع "ميديكال إكسبريس"، يكشف البحث، الذي أجراه أندرياس إل. بيركنفيلد وراينر جمبرتز-فون شوارتزنبرج، جامعة توبنغن الألمانية، أنه يمكن عكس مسار ما قبل السكري من خلال التغيرات الأيضية، مما يمنح أملًا جديدًا لملايين الأشخاص حول العالم.
ووفقاً للدراسة التي نُشرت في مجلة "نيتشر ميديسن"، فأن حوالي واحد من كل أربعة أشخاص منخرطين في برامج تحسين نمط الحياة يمكنهم استعادة مستوى السكر في الدم إلى مستواه الطبيعي دون فقدان أي وزن. يحمي هذا التحسن المستقر في الوزن من الإصابة بمرض السكري في المستقبل بنفس فعالية الشفاء الذي يتحقق من خلال فقدان الوزن. اكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين يتحسنون من مرحلة ما قبل السكري دون فقدان الوزن ينقلون الدهون من أعماق البطن إلى تحت الجلد، حتى لو ظل وزنهم الإجمالي ثابتًا.
يكمن الجواب في كيفية توزيع الدهون في جميع أنحاء الجسم. تُسبب الدهون الحشوية في أعماق البطن التهابًا مزمنًا يتداخل مع الأنسولين، بينما تُنتج الدهون تحت الجلد هرمونات تُساعد الأنسولين على العمل بفعالية أكبر. كما وجدت الدراسة أن الهرمونات الطبيعية التي تُحاكيها أدوية إنقاص الوزن الجديدة تلعب دورًا حاسمًا في هذه العملية.
الآثار العملية مُشجعة. فبدلًا من التركيز فقط على الميزان، يُمكن للأشخاص المصابين بمقدمات السكري السعي للتخلص من دهون الجسم باتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة. تُظهر الأبحاث أن الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة وتمارين التحمل يُمكن أن تُساعد في تقليل دهون البطن الحشوية. هذا لا يعني التخلي عن فقدان الوزن كهدف، بل يجب أن يُصبح الوصول إلى مستويات طبيعية من السكر في الدم، بغض النظر عن تغيرات الوزن، هدفًا رئيسيًا لعلاج مقدمات السكري.
كما أشار الدكتور بيركنفيلد: "تُخالف دراستنا الجديدة النهج التقليدي للوقاية من داء السكري. لقد وجدنا أن مقدمات السكري يُمكن أن تُشفى دون فقدان الوزن، مما يُقدم أملًا جديدًا لملايين الأشخاص حول العالم". يعمل هذا البحث على إعادة صياغة الوقاية من مرض السكري بشكل أساسي، مما يشير إلى أن تحسين الصحة الأيضية - وليس فقط تقليل الوزن - يجب أن يكون محور الممارسة السريرية.