
أصبح ضعف البصر من أكثر المشكلات الصحية انتشارًا في العالم، حيث يعاني أكثر من 2.5 مليار شخص من مشكلات مثل قصر النظر وطول النظر، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. وتشير التقارير إلى أن غالبية المصابين هم من الفئات في سن العمل، مما يهدد إنتاجيتهم وجودة حياتهم.
ونقلت صحيفة "إزفيستيا" الروسية عن الدكتور سينو غوزيف، أخصائي طب العيون، أن الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية يؤدي إلى إجهاد العينين، مما يوقف عمل عضلات الرؤية بشكل طبيعي ويقلل حدة البصر. وأشار إلى أن ارتداء النظارات أو العدسات اللاصقة غير المناسبة يساهم أيضًا في تفاقم المشكلة. كما حذّر من تأثير أمراض الضغط والسكري على الأوعية الدموية في الشبكية، مما يضعف البصر مباشرة، مشيرًا إلى أن "التغيرات الهرمونية المرتبطة بالحمل أو انقطاع الطمث قد تسبب تدهورًا مؤقتًا في الرؤية".
وأضاف غوزيف أن التغيرات العمرية تلعب دورًا محوريًا، حيث يعاني معظم الأشخاص فوق الأربعين من انخفاض مرونة عدسة العين، مما يؤدي إلى طول النظر المرتبط بالعمر، وقد يتطور إلى أمراض خطيرة مثل إعتام العدسة أو الجلوكوما أو التغيرات التنكسية في الشبكية، التي تتطلب تدخلاً جراحيًا في بعض الحالات.
وأكد الأخصائي ضرورة استشارة الطبيب فور ملاحظة أي تغيير في الرؤية، موضحًا أن الطب الحديث يوفر حلولًا متعددة من العدسات التصحيحية إلى جراحات الليزر. وشدد على أن "الوقاية هي المفتاح الرئيسي"، داعيًا إلى أخذ فترات راحة منتظمة من الشاشات، واتباع نظام غذائي متوازن، وحماية العينين من الأشعة فوق البنفسجية، والابتعاد عن العادات الضارة. وأوضح: "يجب العناية بالبصر بنفس مستوى العناية بالقلب أو المفاصل، لأن جودة الحياة تعتمد عليه بصورة مباشرة؛ فكلما سارع الفرد في العناية بعيونه، حافظ على رؤية واضحة لأطول فترة ممكنة".