
كشف تقرير "العبء العالمي للأمراض 2023"، الذي شمل بيانات من 204 دول وعُرض أمس الأحد خلال قمة الصحة العالمية، أن متوسط العمر المتوقع عاد إلى مستوياته السابقة لجائحة "كوفيد-19"، إذ بلغ 71.5 عامًا للرجال و76.3 عامًا للنساء، غير أن التقرير حذّر من اتساع الفجوات الصحية عالميًا وارتفاع ملحوظ في وفيات الشباب (20–39 عامًا)، خصوصًا في أمريكا الشمالية وأوروبا الشرقية.
ووفقًا لتقرير موقع Medical Xpress، يستند التحليل الذي أجراه معهد القياسات الصحية والتقييم (IHME) بجامعة واشنطن إلى أكثر من 310 آلاف مصدر بيانات، لتتبع 375 مرضًا وإصابة و88 عامل خطر في 204 دول و660 موقعًا خلال الفترة من 1990 إلى 2023.
وأوضح التحليل أن متوسط العمر المتوقع عالميًا عاد إلى ما قبل "كوفيد-19"، إلا أن الفجوة لا تزال كبيرة بين المناطق ذات الدخل المرتفع (83 عامًا) وأفريقيا جنوب الصحراء (62 عامًا). كما أظهرت النتائج تراجعًا كبيرًا في الأمراض المعدية مقابل ارتفاع الأمراض غير المعدية مثل أمراض القلب والسكري، التي أصبحت تشكل نحو ثلثي الوفيات العالمية.
لكن الاتجاه الأكثر إثارة للقلق، وفقًا للدراسة، هو الارتفاع الحاد في وفيات الفئة العمرية (20–39 عامًا) في أمريكا الشمالية نتيجة الانتحار والجرعات الزائدة من المخدرات، إلى جانب ارتفاع وفيات الأطفال والمراهقين في مناطق أخرى بسبب التهابات الجهاز التنفسي والإصابات وحوادث الطرق.
وحذّر الدكتور كريستوفر موراي، مدير المعهد، قائلاً: "إن الأدلة المقدَّمة في دراسة العبء العالمي للأمراض تُعدّ جرس إنذار يحث الحكومات وقادة الرعاية الصحية على استجابة سريعة واستراتيجية للاتجاهات المقلقة."
من جانبها، نبّهت إيمانويلا جاكيدو، المؤلفة الرئيسية للدراسة، إلى أن "عقودًا من العمل لسد الفجوة في المناطق منخفضة الدخل باتت مهددة بالانهيار بسبب التخفيضات الأخيرة في المساعدات الدولية"، مضيفةً أن هذه الدول تعتمد على التمويل الصحي لتوفير الرعاية المنقذة للحياة، وبدونه "ستتسع الفجوة بالتأكيد."
واختتم التقرير بتوصية بضرورة التركيز على صحة المراهقين والشباب، ومعالجة عوامل الخطر الرئيسية مثل ارتفاع ضغط الدم وتلوث الهواء واضطرابات الصحة النفسية.