
جددت الهيئات الصحية التحذير من "متلازمة فيكساس"؛ وهو مرض يُوصف بالغامض، وترددت معلومات عن أنه أصاب أكثر من 15 ألف أمريكي حتى الآن.
وفي عام 2020، نبّه خبراء صحة في الولايات المتحدة إلى ظهور هذا المرض الجديد الذي يصيب الرجال بدرجة أولى، لكن التحذير لم ينل الاهتمام الكافي في ظل سيطرة جائحة كورونا على قلق الجميع.
ويعدّ هذا المرض اضطرابًا صحيًا نادرًا يؤدي إلى وقوع التهابات في الجسم؛ بسبب طفرات جينية.
وتم الإعلان عن اكتشاف المرض أول مرة في صحيفة "NEJM" المختصة في الشؤون الطبية، من قبل باحثين في المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة.
وأوضحت الدراسة، حينئذ، أن قائمة المصابين كان فيها 25 رجلًا فقط، بينما لم تكن هناك أي امرأة مصابة بمتلازمة "فيكساس".
وقالت دراسة طبية حديثة منشورة في مجلة "JAMA": إن المرض أكثر استشراءً مما يُعتقد؛ لأنه يصيب رجلًا واحدًا من بين كل 4 آلاف عند تجاوز الخمسين من العمر.
وقد اكتشف الباحثون أن كل المرضى الـ25 رُصدت لديهم طفرة جينية في جين (Gene) يسمى "UBA1"، وذاك هو أصل المرض الجديد، الذي صار يُعرف بـ"عدو الرجال".
وتشمل قائمة الأعراض "ارتفاع حرارة الجسم، تراجع عدد خلايا الدم، الالتهاب، الشعور بالحكة، السعال، انتفاخ وألم في الأذن والأنف والمفاصل، صعوبة التنفس، الشعور بالتعب، فقر الدم، تجلط الدم".
وأظهرت البيانات أن الأشخاص الذين تقدموا في السن يصبحون أكثر عرضة لأن يصابوا بالمرض، كما أن النساء قد يعانين هذا الاضطراب الصحي، وبالتالي، فهن لسن في مأمن تام من الإصابة.
ويصيب المرض امرأة واحدة من بين كل 26 ألف امرأة ممن تجاوزن عمر الخمسين.
وأوضح الخبراء أن المرض يحصل على نحو تدريجي في الجسم، ثم يتفاقم ويصبح شرسًا وقاتلًا مع مرور الوقت، وبالتالي، فهو ليس مجرد اضطراب عابر.
تشير التقديرات إلى أن الشخص الذي يصاب بهذا المرض الجيني، يصبح متوسط أمله في الحياة عند حدود 10 سنوات.
ويخشى الخبراء أن يكون أشخاص كثيرون قد أخفقوا في تشخيص المرض؛ لأن أعراضه متشابهة مع أمراض أخرى كثيرة من قبيل الحكة والحرارة.
ويمكن الكشف عن المرض من خلال إجراء فحص جيني عن طريق الدم، في حين يمكن علاجه عن طريق الستيرويد وأدوية أخرى للمناعة تساعد في تخفيف الأعراض.
وتتضمّن العقبات القائمة حاليًا في مواجهة هذا المرض، أن عددًا كبيرًا من الأطباء أنفسهم لا يعرفون شيئًا عن هذا الاضطراب الصحي، وبالتالي، فقد لا ينبهون المرضى عندما يأتون إلى طلب العلاج.
ولا يوجد في الوقت الحالي دواء متاح ومرخص يقضي على المرض بشكل تام، لكن العقارات الطبية الموجودة تقتصر على تخفيف الأعراض.
وربما يصبح علاج مرض "فيكساس" متاحًا في المستقبل عن طريق زراعة النخاع العظمي أو العلاجات المعتمدة على التعديل الجيني.