لدغة البعوض تنقل 6 أمراض خطيرة.. تزداد في الصيف مع ارتفاع الرطوبة

يجب أن نقلق إذا أدت لأعراض مثل الحمى والقشعريرة والصداع وآلام المفاصل
البعوض يهاجم البشر بناءً على روائحهم
البعوض يهاجم البشر بناءً على روائحهم
تم النشر في

لطالما تعرَّضنا للدغات البعوض في كل الأوقات من السنة، لكنها قد تكون أشد وأكثر وضوحًا في الصيف والليالي التي ترتفع فيها رطوبة الجو.

إناث البعوض هن التواقات دائمًا إلى وجبات الدم من البشر والحيوانات؛ كونها لا تستطيع إنتاج البيوض من دون تلك الوجبات، لكن هل يجب أن نقلق من لدغات البعوض؟ للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نفهم ما الذي يحدث عند لدغة البعوضة.

عندما تلدغك البعوضة فإنها تخترق جلدك باستخدام جزء خاص من فمها، يُسمى الخرطوم، معد لاختراق الجلد وامتصاص الدم. ونظرًا إلى أن البعوضة تتغذى على الدم فإنها تحقن لعابًا في مسام الجلد، وهذا اللعاب يمتاز بسمة مماثلة للتخدير؛ لذلك لا تشعر باللدغة إلا بعد أن تبتعد هذه البعوضة وتطير.

ووفق الباحثين، يحتوي لعاب البعوض على بروتينات مختلفة وغريبة عن جسم الإنسان، تُسبب الحساسية في الجسم الذي يتعرف على بروتين البعوض كشيء غريب؛ لذلك تبدأ الخلايا المناعية بمهاجمته؛ ما يسبب الحكة والحساسية والإزعاج.

واقعيًّا، لا تسبب اللدغة في حد ذاتها الحكة، بل استجابة الجهاز المناعي للمواد التي أفرزها لعاب البعوض داخل جلد الإنسان هي التي تسبب رد الفعل والحساسية؛ وهذا ما يفسر أن بعض الأشخاص لا يكون لديهم رد فعل قوي تجاه لدغات البعوض مقارنة بآخرين يمكن أن يطوّروا ردود فعل مزعجة وأكثر إيلامًا وتورمًا.

المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها تصف لدغات البعوض بأنها الأكثر فتكًا في العالم؛ فالأمراض المنقولة بسبب تلك الحشرات الطائرة يمكن أن تصيب دول العالم بأوبئة مختلفة وخطيرة، وفقًا لـ"سكاي نيوز عريبة".

ويجب أن نقلق إذا أدت لدغة بعوضة إلى أعراض، مثل الحمى والقشعريرة والصداع وآلام المفاصل.. وتجب استشارة الطبيب.

ما عدا ذلك فلدغة البعوض قد تكون ذات أعراض مألوفة لبعض الناس، لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار دائمًا أن بعض الأشخاص -ومنهم أطفال وكبار السن- لديهم حساسية مفرطة للدغات البعوض، مثلما هناك أشخاص لديهم حساسية للدغة النحل أو غبار الطلع؛ لذلك يجب توخي الحذر.

ويمكن للدغات البعوض الماصة للدماء أن تنقل أكثر من 6 أمراض خطيرة، هي كالآتي:

حمى الضنك

تُحذِّر منظمة الصحة العالمية من ارتفاع حالات الإصابة بحمى الضنك في العالم؛ والسبب هو الاحتباس الحراري وندرة الرعاية الصحية في بعض المناطق الفقيرة أو المتضررة من الكوارث الطبيعية والحروب.

وقد تزداد حمى الضنك أثناء حالة الفيضانات، وكذلك في حالات الجفاف وارتفاع درجة الحرارة.

ويُحذِّر خبراء منظمة الصحة من أن نصف سكان العالم معرضون للإصابة بحمى الضنك، أو حمى تكسير العظام كما يطلق عليها.

وبعض الأشخاص لا يعانون أعراضًا، وقد يتعافون بعد مرور أسبوعين من بداية الحمى، لكن في حالات أخرى شديدة هناك من يحتاج إلى رعاية طبية في المستشفى؛ فهذه الحمى قد تكون قاتلة في غضون أسابيع قليلة.

الملاريا

أودت الملاريا بحياة أكثر من 600 ألف شخص في عام 2021، كما سجلت في العام نفسه نحو 250 مليون إصابة جديدة.

ويرى خبراء الصحة أن احتمال إصابة الأطفال في المناطق الفقيرة بمرض الملاريا يكون بمقدار خمسة أضعاف مقارنة بغيرهم من أطفال العالم.

والملاريا مرض مُهدِّد للحياة، يسببه نوع من الطفيليات، تنتقل إلى البشر بلدغة البعوض، وهو يدمر كريات الدم الحمراء؛ ما يؤدي إلى فقر دم شديد.

وتشخيص المرض وعلاجه في مراحله المبكرة يخففان من الأعراض.

فيروس غرب النيل

لدغات البعوض الحامل لفيروس غرب النيل تسبب للبشر اضطرابات عصبية، والوفاة في بعض الحالات.

وهذا الفيروس، الذي يطلق عليه اختصارًا WNV، يظهر في بيئات محددة أثناء انتشار البعوض في مواسم معينة، كأواخر الصيف أو أوائل الخريف.

إن تمكَّن الفيروس من عبور الحاجز الدماغي الدموي فقد يسبب التهاب السحايا، ويفتك بالأغشية المحيطة به والنخاع الشوكي، وفي الحالات المتقدمة من الحمى والحرارة والخدر يمكن أن يكون سببًا في فقدان البصر وحدوث الشلل.

ويشير اختصاصيو الرعاية الطبية إلى أن فيروس غرب النيل يتطلب رعاية طبية خاصة وطارئة؛ لاحتواء المضاعفات قبل أن تستفحل في جسم الإنسان وأعصابه.

وعلى الرغم من عدم وجود أي لقاح مخصص لهذا النوع من الفيروسات في الوقت الحالي فإن الإصابة تستوجب البقاء في المستشفى حتى لا تنتشر العدوى ويتفاقم المرض.

الحمى الصفراء

هذا المرض يُهدِّد اليوم نحو 40 دولة في العالم، وهو مرض نزفي شديد، يُسببه فيروس ينتقل أيضًا بلدغة البعوض، يُسمى بالزاعجة. وهذا البعوض الذي يتكاثر حول المنازل والغابات، ويمثل تهديدًا محتملاً للأمن الصحي العالمي.

الحمى الصفراء النزفية قد تقضي على نصف المرضى الذين يدخلون المرحلة السامة في غضون 10 أيام من إصابتهم.

وعادة يصعب تشخيص الحمى الصفراء بسبب تشابه أعراضها الأولية مع الملاريا، ومع التهاب الكبد الفيروسي، لكن في مرحلة معينة من مسار المرض تتأثر أجهزة الجسم، ويصاب الإنسان باليرقان، ويمكن أن يحدث نزيف من الفم أو الأنف أو العين والمعدة.

ويعد التطعيم إحدى أهم وسائل الوقاية من الحمى الصفراء، وجرعة واحدة منه تُؤمِّن -بإذن الله- الحماية مدى الحياة.

ووفقًا للوائح الصحية الدولية، توجد اشتراطات صحية على المسافرين، منها تقديم شهادة تطعيم من الحمى الصفراء قبل سفرهم إلى الدول التي تقع في دائرة الخطر.

فيروس زيكا

قبل سنوات عاد اسم فيروس زيكا إلى العلن بعد ارتفاع حالات الإصابة بين الرضع بتشوهات مختلفة، أبرزها صغر الرأس، وتقلصات الأطراف، وتشوهات في العينين.

آنذاك رفعت منظمة الصحة العالمية من تحذيرها تجاه لدغات البعوض الزاعجة التي تشير التقديرات إلى أن 15% من الرضع الذين يولدون لنساء مصابات بفيروس زيكا لديهم تشوهات خِلقية.

وعمومًا، يوصف الآن فيروس زيكا بأنه من الحالات الخفيفة التي عادة ما تزول أعراضها بعد أسبوع واحد، لكن يجب على الحامل طلب المشورة الطبية وعمل الفحوص المخبرية عند تعرُّضها للدغة بعوض سببت الحمى والتعب وألم العضلات.

داء الشيكونغونيا

هو أيضًا مرض فيروسي ينتقل عبر البعوض المصاب بفيروس "CHKV"، ويؤدي إلى حمى شديدة، تترافق عادة مع آلام في المفاصل والعضلات. ونادرًا ما تحدث حالات وفاة بسبب حمى شيكونغونيا، لكن هذا المرض قد يؤدي عند بعض الأشخاص من الفئات الخطيرة، ككبار السن والأطفال، إلى مضاعفات تؤثر على القلب والأعصاب.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org