يلجأ الكثير من الصائمين في رمضان إلى تزيين موائدهم بالعديد من العصائر والمشروبات؛ لإطفاء عطشهم بعد ساعات طويلة من الصيام؛ لتعويض ما خسرته أجسامهم من ماء وفيتامينات خلال يوم الصيام، على اعتبار أن حاجة الجسم للسوائل تتضاعف خلال الصيام، حتى أصبحت عادات غذائية رمضانية، لا يتخلى عنها الصائمون في شهر رمضان.
ويقول الدكتور عبدالله الذيابي، استشاري الجهاز الهضمي والمناظير في جامعة تورنتو بكندا، لـ"سبق": "في شهر رمضان المبارك يلجأ الكثير إلى تناول العصائر الطبيعية كبديل صحي ومفيد للمشروبات الغازية والمشروبات الأخرى ذات السكر المضاف؛ لأنها مصدر ممتاز للفيتامينات والمعادن، ومع ذلك يجب أن نكون حذرين، ونعتني بالاختيارات التي نقوم بها؛ لأن بعض العصائر الجاهزة قد تحتوي على كمية عالية من السكر، والنكهات، والألوان، والأصباغ الصناعية".
وأضاف: "شرب العصير يُزوِّد جسم الصائم بالماء، ويرطبه بعد الصيام، كما أنه خفيف على المعدة؛ لأنه سائل وليس فيه ألياف، كذلك يعطي جسم الصائم دفعة من الطاقة والسعرات الحرارية؛ لما يحتوي عليه من سكر يتم امتصاصه بسرعة".
وتابع: "من الفوائد الرئيسية لتناول العصائر الطبيعية في رمضان توفير السوائل والمغذيات اللازمة للجسم؛ ما يساعد على تفادي الجفاف والإجهاد، كما أنها تساعد في تعزيز الهضم، وتحسين صحة الجهاز الهضمي، وتحتوي على مضادات الأكسدة التي تساعد في تقوية جهاز المناعة".
وتابع: "صحيح أن العصير خفيف، ويعطي الجسم طاقة، إلا أنه عمومًا يرتبط بمشاكل صحية على المدى البعيد؛ فعصير الفاكهة أقل إشباعًا من الفاكهة الكاملة؛ لذا ينبغي أن نكون حذرين من العصائر التي تحتوي على الألوان الصناعية والمواد الكيميائية الأخرى التي تضاف إلى العصائر لتحسين اللون والطعم، خاصة عند تناولها بكميات كبيرة؛ إذ يمكن أن تؤدي هذه المواد إلى مشاكل صحية، مثل: الحساسية، واضطرابات الهضم، وزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة، مثل: السكري، وأمراض القلب، وزيادة خطر الإفراط في تناول الطعام، وزيادة الوزن؛ لأنه حتى بعد شرب العصير سيبقى الإنسان جائعًا؛ ما يضطره للأكل".
وأضاف: "ويُعدُّ شهر رمضان فرصة مناسبة لشرب العصائر الطبيعية أكثر من سائر الأيام؛ لذا فقد تخدع محال العصائر العملاء والزبائن بما يشبه التحايل والغش التجاري، باستخدامهم السكريات والألوان الصناعية، والنكهات، والمحسنات".
وأردف الذيابي: "وفيما يتعلق بأمراض الجهاز الهضمي يجب أن نشير إلى أن تناوُل البرتقال وغيره من الفواكه الحامضة قد يؤدي إلى الحموضة والشعور بالحرقة لدى الأشخاص الذين يعانون مشاكل، مثل الارتجاع المريئي. وقد تؤدي منتجات الحليب التي تحتوي على اللاكتوز إلى مشاكل هضمية لدى بعض الأفراد. كما أن استخدام المُحليات الصناعية قد يثير القولون العصبي، ويسبب الإسهال لدى فئة من المصابين بهذا الاضطراب. ومن جانب آخر، تعد المشروبات التي تحتوي على كميات عالية من السكريات مضرة بالأشخاص المصابين بالكبد الدهنية".
وفي ختام حديثه لـ"سبق" قال استشاري الجهاز الهضمي والمناظير: "لتجنب هذه الأضرار احرص على تناوُل العصائر الطبيعية التي تحتوي على مكونات طبيعية 100٪، وتجنَّب المشروبات الملونة الصناعية. ويجب تحضير العصائر في المنزل باستخدام مكونات طبيعية وخالية من الإضافات الضارة. وعصير السوبيا من العصائر الخاصة برمضان، ويحظى بشعبية كبيرة، ويعد مشروبًا تقليديًّا في العديد من البلدان العربية. وهو مشروب غير صحي مع وجبة الإفطار الرمضانية؛ لأنه يحتوي على سعرات حرارية عالية، وقيمة غائية منخفضة بسبب مكوناته، مثل: الخبز الأبيض، السكر والخميرة. والعصائر الطبيعية أفضل وأصح وأقل في السعرات الحرارية، ومصدر للفيتامينات والمعادن. وعند اختيار العصائر الطبيعية بعناية تجنَّب الألوان الصناعية والمواد الكيميائية الضارة؛ وبالتالي يمكن للأشخاص الاستمتاع بفوائد العصائر في رمضان دون التعرض للمخاطر الصحية المحتملة. كما يجب على الصائم الابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على الكافيين، والمشروبات الغازية، والعصائر على شكل بودرة، والعصائر الجاهزة المُحلاة".